ممنوع أكثر المفردات استخداماً في العراق وخاصة من قبل عناصر الأجهزة الأمنية ، وفي بعض الأحيان من أصحاب مركبات الكيا وحتى باعة الأرصفة ، والمنع عادة يصدر بموجب قرار أو إجراء رسمي يعلن عبر وسائل الإعلام ، وأحيانا يطل ناطق رسمي عبر شاشة تلفزيون الدولة ويدلي بحديث مصحوب بدعوة " أبناء الشعب الغيارى" للتعامل مع القرار بشكل حضاري حفاظا على الأرواح والممتلكات .
ما أعلن ليلة السبت الماضي بخصوص منع السيارات التي تحمل لوحات تسجيل إقليم
كردستان من الدخول إلى العاصمة بغداد ، أثار العجب والاستغراب ، فعند صباح الأحد ، تصرف رجال المرور في أحياء متفرقة من العاصمة مع أصحاب المركبات ، وكأن القرار الحضاري صدر من مجلس الأمن بموجب البند السابع لميثاق الأمم المتحدة ، الشرطي يصر على تنفيذ الأوامر ويهدد بمصادرة المركبة وحجزها في القاطع ، والسائق لا حول ولا قوة ، يندب حظه لاستقبال مصباحه الأكشر بوجه شرطي لا يختلف بالصفات والسلوك والتصرف عن عناصر الأمن الخاص .
وعلى الرغم من إعلان مديرية المرور وعلى لسان المتحدث باسمها العميد نجم عبد جابر
نفيها صدور قرار بمنع المركبات التي تحمل لوحات تسجيل صادرة من إقليم كردستان بدخول العاصمة بغداد ، ظل السجال مستمرا بين السائق والشرطي لأن الأخير "عبد المأمور"
لا يسمح لأي شخص مهما كان موقعه ومنصبه وتوجهه السياسي وقوميته ومذهبه من تنفيذ الأوامر، والشرطي لم يعلم بنفي مديرية المرور وتأكيدها أنها وضعت خطة لتنظيم حركة المرور وتأمين الوضع الأمني خلال مراسيم زيارة العاشر من محرم تشمل العاصمة بغداد ومحافظات الفرات الأوسط والإجراءات الأمنية المشددة تشمل جميع المركبات.
"عبد المأمور " نفذ واجبه على أكمل وجه ، وربما راوده الإحساس بأنه سيحصل على تكريم أو ترفيع بمنحه الخيط أو خيطين لصرامته في تطبيق القانون ، أو الإجراء الذي أعلن عبر وسائل الإعلام من دون أن تكذبه الجهة الرسمية المعنية بهذا الشأن ، رجال المرور تلقوا الأمر من شاشات بعض الفضائيات ، فاستعدوا لتنفيذ الصولة الصباحية ، فحصل الهرج والمرج ، نتيجة صدور قرار لم تعرف الجهة التي تقف وراء تسريبه لأكثر من فضائية ، ومن اطلع عليه صدقه ، لاعتقاده بان الأزمة القائمة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان أصبحت أرضية مناسبة لإصدار قرارات وأوامر المنع ، وليس من المستبعد في الأيام المقبلة أن يصدر قرار يمنع أهالي العاصمة بغداد والمحافظات خارج إقليم كردستان من شراء وتناول لبن أربيل ، وإبعاد ناديها لكرة القدم من المشاركة في الدوري العراقي ، وشن حملة مداهمة لفنادق في منطقة البتاوين لاعتقال النزلاء من الكرد ، لأنهم دخلوا العاصمة من دون الحصول على موافقات أصولية من الحكومة.
في أيام احتدام الصراع بين القوميين والشيوعيين في زمن الراحل عبد الكريم قاسم ، نصب كل طرف سيطرته الخاصة ، وكان جواز المرور للوصول إلى مدن العراق ، شتم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر أو دول المعسكر الاشتراكي وفي مقدمتها الاتحاد السوفيتي السابق ، ونظرا لتمسك كل طرف بعقيدته ورفضه شتم رموزه ، وصلت تلك المهزلة إلى مواجهات مسلحة وتنفيذ حملة اعتقالات واسعة طالت من كان يعارض السلطة، ويرفض شتم التجربة الاشتراكية.
ممنووووووع
[post-views]
نشر في: 28 نوفمبر, 2012: 08:00 م