السومرية نيوز/ تكريت يبدي الشيخ عبد الله العمر، دهشته لواقع مدينته الجديد، فهو لم يكن يعرف ما هو "المول" سابقاً، ولا "الكوفي شوب" ولا مطاعم الدرجة الأولى أو قاعات لعب البليارد والانترنت التي بدأت تنتشر فيها. ويقول العمر، 65 سنة، لـ"السومرية نيوز"، إن "تكريت كما يبدو تسير في طريق العمل التجاري والاستثماري"،
ويتابع "هذا واضح في شارعي الزهور والأربعين، كما هو واضح عند مشاهدة البيوت الفاخرة التي بنيت في حي القادسية شمالي المدينة بعد العام 2003، وأخذت الكثير من تصاميم قصور صدام الرئاسية" .ويلفت الشيخ إلى أنه "لم يكن يعرف "المول" مثلا ومطاعم الدرجة الأولى كمطعم "العناب"، فضلا عن المقاهي والكوفي شوب، وقاعات لعب البليارد والانترنت وغيرها من أماكن التسلية إلى جانب معارض الملابس الكبيرة التي بدأت تنتشر في المدينة".ويواصل قائلا إن "حي القادسية شمالي المدينة يشهد حاليا حركة تجارية واسعة أدت إلى رفع أسعار العقارات فيه إلى مستويات عالية حيث إن قطعة الأرض التي كانت تباع عام 2007 بـ 30 مليون دينار أصبحت حاليا تباع بأكثر من 100 مليون"، ويشير العمر إلى أن "هناك العديد من الوافدين من مدن المحافظة لمدينة تكريت، إضافة إلى أبناء مدينة تكريت الذين كانوا يقيمون ببغداد ومدن أخرى، عادوا مؤخرا وباشروا بالقيام بأعمال استثمارية في المدينة بعد التحسن الأمني فيها".أسعار العقارات تضاعفت وهناك إقبال على بناء الفنادق الضخمةمن جهته، يقول صاحب مكتب بيع العقارات في حي الزهور وسط مدينة تكريت، سمير احمد، 45 سنة، أنه "لاحظ بعد العام 2006 ارتفاعا غير مسبوق في أسعار العقارات، إضافة إلى إقبال متصاعد على بناء المحال التجارية وتطوير الموجود منها فضلا عن التوجه لبناء المطاعم والفنادق الضخمة".ويرى أحمد أن "الحركة التجارية النشطة في مدينة تكريت تؤكد توجها لم يكن مألوفا بين أهالي المدينة، وكأنها بدأت ترتدي ثوبا اقتصاديا مختلفا تماما عن الثوب السياسي الذي عرفت به أيام صدام"، لافتا إلى أن "فاعلية الحياة حاليا أكثر جدية وحيوية لكنها مازالت تعاني الرتابة بسب غياب الاستقرار وضعف أداء المسؤولين في المحافظة ناهيك عن القلق من غياب الاستقرار في العراق عموما".بدورها تقول "أم إيهاب" التي كانت تعيش في بغداد منذ عشرين عاما، وتنحدر عائلتها من مدينة تكريت، إنها "قررت العودة لمدينتها وبدء حياة جديدة"، مضيفة أن زوجها باشر قبل عام ببناء محل تجاري وترك الوظيفة الحكومية.وتعرب أم إيهاب عن دهشتها "للمتغيرات الكبيرة التي تشهدها مدينة تكريت وأسواقها التجارية مقارنة بأوضاعها قبل العام 2003"، مبينة أن "ارتفاع بناية فندق بلازا في شارع الأربعين، وافتتاح عدد من المصارف التجارية الأهلية، والتوجه العام بين سكان المدينة للعمل والاستثمار أمر مثير للدهشة"، حسب تعبيرها.من جانبه، يعزو الصحافي المحلي مازن العبيدي المتغيرات الاقتصادية في المدينة الى أن "المئات من أهالي تكريت القدماء المقيمين في بغداد عادوا إليها، وبعضهم جلب رؤوس أموال وأفكارا تجارية يحاول الاستفادة منها حاليا".ولا يقتصر الامر بالنسبة للعبيدي على الجانب الاقتصادي، إذ أن "بعض العائدين يفكرون بجدية بلعب دور في إدارة الحكومة المحلية بعد غيابهم عن المدينة لعدة سنوات"، مشيرا إلى أن "بعضهم يخطط حاليا لتحويل تكريت إلى مركز استقطاب كبير للمحافظة ككل بهدف استعادة دورها القيادي بين أقضية المحافظة الثمانية".ويقع قضاء تكريت مركز محافظة صلاح الدين، في منطقة صخرية مرتفعة محمية من الفيضانات، على الجانب الأيمن من نهر دجلة. وقد ذكرها الجغرافيون والرحالة العرب والمسلمون باسم مدينة تكريت، وذكرها الرحالة ابن جبير المتوفى سنة 614 هـ 1317 م قائلا أن مدينة تكريت مدينة كبيرة وواسعة الأرجاء وفسيحة المساحة حافلة بالأسواق، وكثيرة المساجد.عدد سكان تكريت ارتفع بعد عام 2003 من 50 إلى 180 ألفا وحول تزايد عدد سكان قضاء تكريت الذي كان لايزيد عدد سكانه قبل العام 2003 على نحو 55 ألف نسمة، يقول قائممقام القضاء وائل إبراهيم لـ"السومرية نيوز"، إن "العدد التخميني لسكان القضاء حاليا يزيد على 180 ألف نسمة، وهو في تزايد مستمر بسبب عدة عوامل منها الهجرة العكسية ورغبة أبناء المدينة ومدن المحافظة الأخرى بالسكن قرب مقار عملهم الحكومي والتجاري"، متوقعا أن "يظهر التعداد السكاني المقبل إحصاءات أخرى".وأبرز المعالم السياحية في المدينة تتمثل بمجموعة من المخلفات المعمارية الأثرية والدينية حيث جامع ومئذنة الجمعة العباسي وتل الصوان في جنوب المدينة وقصر الخلافة العباسية. وسور تكريت ودير الراهبات والكنائس المنتشرة على جانبي نهر دجلة، هذا وقد كشفت التنقيبات في عام 1968 خصوصاً في موقع (تل محيسن) وسط المدينة القديمة آثاراً تعود إلى حقب إسلامية متعاقبة كما أن هناك آثار مسجد كامل يرجع إلى العصر العباسي ملاصق لبناية الكنيسة الخضراء جنوب المدينة. إلا أن أهم الآثار المعمارية الع
تكريت تنزع رداءها السياسي وتنصرف لبناء الفنادق الضخمة والـ"مولات" التجارية
نشر في: 23 سبتمبر, 2010: 07:57 م