شهدت السودان في اعوام 2001 و2002 و 2003 سلسلة من الاحداث التي كان لها تأثير ملموس في النظرة الاقليمية والدولية لما يجري في هذا البلد ، احداث كانت سببا رئيسا في دفع المجتمع الدولي لرسم ملامح تدخل واسع من اجل مساعدة السودان للخروج من دوامة العنف والحرب الاهلية التي فتكت بشعبه والحقت به خسائر كبيرة جدا .
ففي عام 2001 وقعت مجموعة من الاحداث المهمة منها ، القبض على أمين عام المؤتمر الشعبي العام الشيخ حسن الترابي بعد يوم واحد من توقيع حزبه المؤتمر الشعبي مذكرة تفاهم مع الجيش الشعبي لتحرير السودان الجناح العسكري للحركة الشعبية لتحرير السودان ، وتهديد متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان بمهاجمة عمال النفط الدوليين الذين جلبتهم الحكومة للمساعدة في استغلال احتياطيات النفط واتهام القوات الحكومية بمحاولة طرد المدنيين والمتمردين من حقول النفط. كما شهد ايضا فشل مباحثات نيروبي للسلام بين الرئيس البشير وزعيم المتمردين جون قرنق ، ورفع مجلس الأمن لعقوبات رمزية كان قد فرضها على السودان عام 1996 تضمنت حظرا على سفر الدبلوماسيين ، وتعيين الرئيس الأميركي جورج بوش الابن السيناتور جون دانفورث مبعوثا خاصا للتوسط في محاولة إنهاء النزاع السوداني وفي الوقت نفسه مددت واشنطن العقوبات التي فرضتها من جهتها على السودان لسنة أخرى مشيرة إلى سجلها في دعم الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان. اما عام 2002 ، فأن ابرز ماشهده هو توقيع الحكومة السودانية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان اتفاقا لوقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر في جبال النوبة الوسطى التي تعتبر أحد المعاقل الأساسية للمتمردين. وبعد خمسة أسابيع من محادثات كينيا وقعت الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان بروتوكول مشاكوس لإنهاء الحرب الأهلية وبموجب هذا الاتفاق توافق الحكومة على منح الجنوب الحق في تقرير المصير بعد فترة انتقالية مدتها ست سنوات. وفي المقابل يوافق متمردو الجنوب على تطبيق الشريعة الإسلامية في الشمال. كما شهد ايضا التقاء الرئيس عمر البشير والعقيد جون قرنق للمرة الأولى بعد وساطة من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني ، وموافقة الحكومة والحركة الشعبية على وقف لإطلاق النار طوال فترة المفاوضات. وكانت سنة 2003 بداية استئناف مباحثات السلام بين الحكومة السودانية والمتمردين في نيروبي، ثم سارت العلاقة بينهما ، فقد التقى الرئيس البشير والعقيد جون قرنق للمرة الثانية في كينيا وخلال محادثات السلام التي رعاها الرئيس الكيني مواي كيباكي توقع الزعيمان انتهاء الحرب بينهما مع منتصف الصيف. rn
متى التقى البشير للمرة الأولى بجون قرنق ؟

نشر في: 24 سبتمبر, 2010: 05:33 م