TOP

جريدة المدى > الملاحق > جنوب السودان..قصة الحرب والسلام التي لازالت تشغل العالم..متى تنتهي فصولها ؟

جنوب السودان..قصة الحرب والسلام التي لازالت تشغل العالم..متى تنتهي فصولها ؟

نشر في: 24 سبتمبر, 2010: 05:35 م

جنوب السودان .. قصة فصولها عديدة وشخصياتها كثيرة وأحداثها متشابكة .. البداية قديمة تعود إلى زمن الاحتلال البريطاني في القرن الماضي، الذي مهد الأرض وألقى بذور الخلاف وبنى أسوار العزل ثم لملم أوراقه وانصرف تاركا لمن بعده حصادها المر.
سنوات طويلة قضوها أو أضاعوها من جلسوا على موائد المفاوضات دون أن يصلوا إلى حل رغم كل ما أصدروه من بيانات ووقعوا عليه من وثائق، ثم كان المخاض العسير الذي انتج اتفاقية سلام هلل للعالم وطبل ولكن مازالت القصة لم تكتمل وثمة ما يخبئه الزمن للسودان ومحيطه الاقليمي والدولي .ارقام واحصائيات عن حال السودان لاسيما جنوبه المقبل على الانفصال تقدمها "المدى " في ملفها الخاص عن السودان، تؤكد أنه إذا كان بركان الحرب الأهلية قد تفجر في جنوب السودان عام 1955 وأصابت حممه البشر والحجر واكتوى بناره الماضي والحاضر، فإن نجاة المستقبل قد تكون هي الرهان الرابح إذا أتم الإخوة الأعداء اتفاق سلامهم بحسن نية ودون الالتفات الى الوراء .ازمة الجنوب السوادني .. لمحة تاريخية تؤكد ادبيات التاريخ السوداني ان اصل قضية الجنوب يعود الى عام 1899 وبالتحديد بعد قيام الحكم الثنائي (المصري-البريطاني) في السودان انذاك اذ قامت سياسة حكومة الخرطوم التي كان يسيطر عليها الجانب الإنجليزي، تجاه جنوب السودان على ركيزتين ، الاولى هي إضعاف الوجود الشمالي في الجنوب تحت ذريعة أن هذا الوجود يمكن أن يتسبب في اضطرابات، إذ إن أبناء المديريات الجنوبية لا ينظرون إلى الشمالي إلا من خلال الذكريات القديمة حين كان يعمد بعض أبناء الشمال إلى استرقاق الجنوبيين، مما دعا الأخيرين إلى توصيف الأولين "بالجلابة". والثانية هي إضعاف الثقافة العربية، سواء بإحلال الإنجليزية محل العربية كلغة عامة أو بتشجيع انتشار اللهجات المحلية وتحويلها إلى لغات مكتوبة. ومنع انتشار الإسلام هو الأمر الذي تكفلت به الإرساليات التنصيرية التي أطلق لها حرية العمل الديني في الجنوب على عكس الشمال، حيث قيدت هذه الحرية بميادين التعليم والخدمات الصحية. ومن هنا كانت البداية ولاتزال فصول القصة مستمرة حتى يومنا الحاضر .الحرب في جنوب السودان.. حقائق واحصائيات مخيفة  !!كيف أثرت الحرب الأهلية في السودان على هذا البلد؟ وكيف تسببت في احتلاله مكانة متقدمة بين الدول الأكثر فقرا والأشد تخلفا  وهو يملك ثروة طبيعية هائلة؟ هذا الملف  يحاول استعراض الخسائر البشرية الناجمة عن هذه الحرب وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية.الخسائر البشرية والآثار الاجتماعيةحصدت الحرب الأهلية في جنوب السودان (1955-1972 و1983-2003) ما يزيد عن مليوني قتيل، وأعدادا أخرى لا تحصى من الجرحى والمعوقين، وكان نصيب الهجرات الداخلية الناجمة عنها ضعف أعداد القتلى، فقد تشرد أربعة ملايين سوداني وأصبحوا لاجئين داخل وطنهم. أما من ضاقت بهم سبل العيش بين ربوع الوطن وقرروا النزوح إلى البلدان المجاورة -وهم يعيشون ظروفا غير إنسانية- فقد بلغ عددهم 420 ألف لاجئ . الآثار الاقتصاديةتكبد الحرب الاقتصاد السوداني المرهق مليوني دولار يوميا في ظل بيئة طاردة للاستثمار الوطني والأجنبي وظروف أمنية غير مواتية للتنمية، الأمر الذي أوجد اختلالات جوهرية شلت الحياة الاقتصادية وكان من مظاهرها:انخفاض حجم الناتج القومي. تزايد نسب التضخم. ارتفاع معدلات البطالة. سوء الخدمات العامة والمرافق.يتجلى كل ذلك بوضوح عندما نلقي نظرة سريعة على حجم الناتج القومي ومتوسط دخل الفرد وانعكاس ذلك على الأوضاع الصحية والتعليمية.فحجم الناتج القومي -رغم ثروات السودان الطبيعية الضخمة- لا يتجاوز 52 مليار دولار (عام 2001) في حين بلغ في دولة مثل كوريا الجنوبية التي كان يصنفها صندوق النقد الدولي في الستينيات هي والسودان "كحالتين ميئوس منهما" 472 مليار دولار. وتسبب ضعف الناتج القومي هذا في انخفاض متوسط دخل الفرد فلم يتجاوز 400 دولار سنويا، في حين وصل في كوريا الجنوبية -التي اتخذناها نموذجا للمقارنة بالسودان لانطلاق عجلة التنمية فيهما معا- إلى 9840 دولارا. وبالنسبة للبطالة فقد بلغت 18.7% وفقا لتقديرات عام 2008. هذه النسبة الكبيرة تترجم عمليا إلى مشاكل اجتماعية خاصة إذا علمنا أن 40% من سكان السودان هم دون الثامنة عشرة، مما يعني أن قطاع الشباب في الفترة الحالية وفي المستقبل المنظور -إذا لم تطرأ على سوق العمل تغيرات جذرية- سيظل يعاني من البطالة لسنوات قادمة.يضاف إلى كل ذلك الاستغلال الجانح للثروة الخشبية لا سيما في المناطق الجنوبية التي تشهد بصورة عشوائية عمليات قطع لأشجار الغابات بطريقة لا تعرف للمحافظة على التوازن البيئي حدودا في بلد يعتمد 75% من سكانه على الطاقة التقليدية (الخشب والفحم).التعليم والصحةيعيق ارتفاع نسبة الأمية مشاريع التنمية، فوفقا لتقديرات فإن 61.1% من مجموع الشعب السوداني لا يعرفون القراءة والكتابة.قد تكون مشكلة الأمية في السودان مشابهة للأمية المنتشرة في معظم الدول العربية، ولكن ارتباط أمية 61% من السودانيين بمشكلة الجنوب هو ما جعلها أثرا من آثار هذه الحرب، وفهم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الفياض: الحديث بالخفاء ضد الحشد "خيانة"

العراق يعلن انحسار الإصابات بالحمى القلاعية

موجة باردة تجتاح أجواء العراق

بينهم عراقيون.. فرار 5 دواعش من مخيم الهول

هزة أرضية ثانية تضرب واسط

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram