ميونيخ / فيصل صالحقرأت تصريحا للاعب الدولي السابق هاشم عبد اللطيف أمين سر رابطة اللاعبين الرواد في إحدى الصحف يتحدث عن غدر الزمن باللاعبين الرواد الذين كانوا النواة الحقيقية لتطور الكرة العراقية في زمن كانت للموهبة الكروية الخطوة الأولى في عالم كرة القدم العراقية.
تألمت كثيرا لحديث هاشم عبداللطيف الذي عرفته لاعبا شابا في نادي المصلحة الذي كان يعد في التسعينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي أحد الأضلاع الذهبية لمثلث الكرة العراقية ولاعب وسط من الطراز الجيد في منطقة عمليات فريق الفرقة المدرعة الثالثة الذي انجب لاعبين كبار لا يمكن لموضوعي البسيط هذا أن يذكر أسماءهم جميعا ، ولاعباً مبدعاً في تشكيلة منتخب بغداد وكذلك المنتخب الوطني.تألمت لأنني شعرت من بين سطور تصريحه أن حال اغلب اللاعبين العراقيين الرواد في العراق الجديد قد أصبح مشابهاً لحال الفقراء الذين أمتلأت بهم شوارع بغداد ، وأكثر ما حزّ في نفسي قول لطيف بأن منحة اللاعبين المعوزين الذين رفع مذكرة للاتحاد العراقي لكرة القدم بأسمائهم من أجل مساعدتهم في محنة الحياة المعيشية الصعبة لاقت آذاناً صماء بحيث لم يعر اي مسؤول من مسؤولي الاتحاد العراقي أو اية مؤسسة رياضية أخرى أي أهتمام لمعاناة هذه الشريحة المهمة من لاعبي العراق الكبار بالرغم من وجود البعض من لاعبي العراق السابقين على قمة هرم المسؤولية في الرياضة العراقية الذين كان الأغنى من بينهم يعاني شظف العيش ومرارته ومع ذلك نسي هؤلاء المسؤولون معاناة الرواد.تصريح هاشم عبد اللطيف دفعني لوضع مقارنة بين قيمة اللاعبين الرواد في بلدي وبين رواد الرياضة في الدول المتحضرة! فالمكان ملعب (ألأليانزا آرينا) في ميونيخ..المناسبة إقامة إحدى المباريات الكبيرة جدا لنادي بايرن ميونيخ..الجمهور الذي حضر لمتابعة تلك المباراة قدّر بأكثر من 68 الف متفرج..الزمن عيد ميلاد اللاعب ألألماني الرائد فرانتز بيكنباور الخامس والستون الذي تجاوزت ثروته العشرين مليون يورو جمعها بعرق جبينه ومن الرزق الحلال وليس السحت الحرام!في تلك المباراة أنشد الـ68 ألف متفرج لرائد الكرة ألألمانية أغنية (سنة حلوة يا بيكي) وقُدمت له باقات من الورود عرفانا بمكانته وتأريخه وما أنجزه للكرة ألألمانية ممثلة بمسؤوليها ومجلس إدارة بايرن ميونيخ ردت الدين الذي قدمه بيكنباور لها عندما كان لاعبا كبيرا بتكريمه بالطريقة التي يستحقها اي لاعب تمكن من صناعة التأريخ لبلده.هذه الصورة المشرقة الرائعة تمزقت في تصريح هاشم عبد اللطيف الذي تحدث عن كم دينار مطلوب دفعه من قبل مسؤولي الرياضة العراقية للاعبين الرواد!لعنة الله على الزمن ألأغبر الذي جعل من لاعبينا الكبار عرضة للعوز والفاقة.. في فترة أصبحت اغلب بطونهم خاوية ولم يتفقدهم حتى زملاء لهم في المنتخبات الوطنية السابقة سواء في اللجنة الاولمبية ام اتحاد الكرة وممن لم يكحل اي مسؤول آخر عينه بما كان يقدم هؤلاء الرواد من فنون كروية حققت للعراق الكثير من الإنجازات التي لا يمكن للفقر وعوز الزمان أن يحجب شمس الإبداع الكروي للاعبينا الرواد الذين اغمطت حقوقهم ولم يعرف الجيل الحالي قيمتهم حتى الآن وأنا على ثقة بأن هؤلاء لو كانوا لاعبين في الدول المتقدمة والمتحضرة لشاهدنا كيف يتم تكريمهم!
سنة حلوة يا بيكي .. رسالة ألمانية لمن ابكى روادنا في الزمن الأغبر!

نشر في: 24 سبتمبر, 2010: 06:05 م









