كتابة وتصوير/ زهير الفتلاويما زال مقهى (إبراهيم نشمية)  معلماً ورمزاً لكل المثقفين والأدباء والسياسيين المعارضين في السنوات الماضية  بعد أن مارسوا لسنوات طويلة نشاطاتهم الفكرية والثقافية  سراً وصاروا الآن يتداولونها علناً كجزء من الذكريات التي لا تنسى. 
هذا المقهى الواقع في  السعدون  تميز بتغيير اسمه اكثر من مرة حسب النظام الحاكم، فمابين مقهى نشمية و والزعيم عبد الكريم قاسم كان اطرفها تسمية مقهى (المعقدين) كون  جميع مرتاديه من الادباء والمثقفين،  صاحب المقهى جعفر هميلة عبيد (ابو صادق) قال: اسست المقهى مطلع الخمسينيات من القرن الماضي من قبل شخص يدعى (ابراهيم نشمية) وفي الحقبة الملكية كانت هناك عدة مضايقات يتعرض لها الشيوعيون والمعارضون للاحتلال البريطاني وخاصة الذين يؤمنون بالعراق والوطنية وكانت القوات الامنية  آنذاك تطارد الكثير من المثقفين واليساريين وعليه فرضت المراقبة الشديدة على المقهى.وأضاف: بعد مجيء الزعيم (عبد الكريم قاسم) ظل المقهى ملتقى للنخب السياسية ويأتون بحرية تامة الى المقهى ومن بينهم  الشعراء الجواهري وموسى كريدي والبياتي وعزيز محمد والحصري.وخلال نظام حكم عبد الرحمن عارف أندس بعض عملاء الامن للتجسس وكتابة التقارير السرية من داخل اروقة المقهى حيث كانوا يضعون جريدة (اتحاد الشعب) وبعض المنشورات في المقهى ويعتقلون الاشخاص بحجة جلبهم للجرائد والمنشورات الممنوعة. ويتابع عبيد انه وبعد التغيير  عام 2003 أطلق على المقهى اسم مقهى  (الزعيم  عبد الكريم قاسم) تيمنا باسم الزعيم الراحل.وصار الان  ملتقى للفنانين والخطاطين ومصممي الديكور لقرب المقهى من هذه المواقع التي يعملون فيها ووجود التراث والذكريات الجميلة فيه وخاصة بعد تناولهم السمك (المسكوف) والتمتع بأجواء شارع ابي نواس ونهر دجلة.وفي ختام حديثي مع صاحب المقهى تمنى ابو صادق ان يتمكن من جمع كل صور بغداد القديمة والملوك والرؤساء وارشفة تاريخ وتراث العراق في هذا المقهى  وطالب  المؤسسات الثقافية وامانة بغداد والمسؤولين عن التراث في بغداد بالاهتمام بهذه الامكنة التي تمثل رمزاً للنضال والحرية والمعارضة السلمية اضافة الى التاريخ السياسي للعراق.من بين رواد المقهى اخبرنا حامد الكرخي (70 عاما)  انه يأتي من منطقة فضوة عرب في شارع الكفاح الى المقهى يوميا لوجود العديد من الذكريات والحكايات الجميلة حيث تتلى القصائد الشعرية ودواوين القصة والادب.