عامر القيسي في عام 2005 وتحديدا بعد الانتخابات النيابية في العراق، كتبت عمودا في المدى تحت هذا العنوان نفسه"شكرا سيادة العقيد"والسبب أن سيادته، وجه نقدا لاذعا للانتخابات ووصم الشعب العراقي بنعوت غير مؤدبة واتهمنا جميعا بالجهل لأننا ذهبنا إلى صناديق الاقتراع!
قبل أيام أفشلت الدبلوماسية العراقية طلبا ليبيا لإدراج قضية إسقاط الدكتاتورية في العراق، ضمن جدول أعمال اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة. اليوم يعود دبلوماسي ليبي ليقول لإحدى الصحف رافضا ذكر اسمه"لا يمكن تصور انعقاد القمة العربية في العراق في ظل الأوضاع الأمنية والعسكرية الراهنة في بغداد"مضيفا"إن إصرار حكومة بغداد على حق العراق باستضافة القمة المقبلة يعني ببساطة أن لا احد من القادة والزعماء العرب سيشارك في القمة"ناصحا الحكومة العراقية بالتراجع عن إصرارها. أولا:على طريقة كل الدكتاتوريات البائسة في العالم العربي تحديدا، ألغى المندوب الليبي وجهات نظر كل القادة العرب وصادر قرارهم وقال"إن أحدا لن يأتي"وهي الطريقة المحببة في إلغاء الآخرين.ثانيا:يبدو أن معلومات المندوب مأخوذة من بعض حملة السلاح الذين يقتلون العراقيين كلما سنحت لهم الفرصة، والأجدى به أن يأتي إلى بغداد ليس للالتقاء بالقيادات السياسية وإنما للذهاب إلى متنزهات الزوراء والتفاحة والريحانة والمنصور ومرسى الأعظمية، ليحصل على جواب الأسئلة التي تقلقه بشأن الأوضاع الأمنية في بغداد.ثالثا:ما هو شكل الدعم الذي تريدون أن تقدموه للعراق، إذا كنتم لا تمنعون الخارجين من بلادكم لقتل أبنائنا، ولا تدعموننا في المحافل الدولية، ولا تكفون عن تشغيل آلتكم الإعلامية للتحريض على تجربتنا ولا يا سيادة العقيد تبرعتم، من باب ذر الرماد في العيون، لإعادة بناء مستشفى أو مدرسة من التي تتهدم بفعل مفخخات الإرهاب والإرهابيين.ولا فتحتم أبواب مشافيكم لعلاج أطفالنا من الأمراض العجيبة والغريبة التي أصيبوا بها نتيجة أعمال الإرهاب التي سكتم عنها طويلا جدا بحجة المقاومة الشريفة! حكى لي جاري أبو محمد"نكتة"، بعد أن أوضحت له موقف السيد العقيد من العراق، قائلا: احد العوران حضر إلى مجلس عزاء وشاءت الصدف أن يجلس بقربه احد الشبان الفضوليين، فسأله، أستاذ كيف حدث هذا لعينيك، أجابه الرجل"من الولادة"صمت الشاب ثم سأله"تشوف بيهه زين لو لا"أجابه الرجل"نص ونص"ثم سأله مرّة ثالثة"هل حاولت علاجها"أجابه الرجل"أكثر من مرّة"صمت الشاب قليلا وأضاف سؤالا رابعا"ليش متحاول تتعالج بالخارج"نفد صبر الرجل والتفت إلى الشاب الفضولي قائلا"ابن... عفت المرحوم وجلبت بعيني شنو"!لست في موضع النصيحة لمثل هؤلاء "العظماء" الذين يقودون هذه الأمة التي ابتليت بهم، لكنني استطيع أن أقول لسيادة العقيد بكل تواضع لأني عشت في ليبيا أكثر من سنتين. "عفت شعبك وجلبت بالعراقيين شنو متكلي شنو"!!rn
كتابة على الحيطان ..شكرا سيادة العقيد...!
نشر في: 24 سبتمبر, 2010: 07:29 م