المدى الثقافي احتفى نادي الشعر في اتحاد الأدباء بالشاعر محمود النمر بمناسبة صدور ديوانه (بيوت بلا قبعات )وأدار الجلسة الشاعر احمد عبد السادة الذي قال في بداية حديثه :لان الشاعر محمود النمر كان شاهدا على طفولة بلا دمى وعلى صباحات شموس دافئة ورحيمة ،
فانه سعى جاهدا الى استرداد طفولته وصباحاته الجريحة من خلال محبرة القصائد ليعيد لها اعتبارها وليمنحها تعويضا ما ،ولأنه كان شاهدا على بيوت بلا سقوف او بلا قبعات كما يقول ،فانه صنع من حروف قصائده سقفا مضيئا ومطرزا بالورود البريئة ليحمي مقتنيات ذاكرته من البرد ومن إقدام رياح الزمن العابثة.ثم قرأ الشاعر بعضا من قصائده التي أضاءت حقبا مهمة من حياته التي هي عبارة عن إخفاقات متتالية وحرائق لم تنطفئ .بعدها تحدث الناقد علي حسن الفواز مشيدا بتجربة الشاعر الذي حاول ان يبتكر عوالم خاصة به وقال :هذه القصائد إعادتنا إلى سعدي يوسف وحسب الشيخ جعفر ويوسف الصائغ ،تمكن محمود النمر من ان يضع هذا التاريخ الغنائي او هذا الصوت الخفيض كما تسميه فاطمة المحسن داخل سياق شعري تمكن محمود النمر ان يدخله بغواية جديدة ،ربما اشتغالاته على فكرة المعنى قصائده بالمناسبة هي قصائد تهرب إلى المعنى إلى حيث اللغة.. اللغة المكتشفة لكل شيء لكن الشاعر لا يجد أمامه غير الانكسارات وفقدانات وخيبات ،اللغة في شعر النمر هي المعادل التسجيلي وهي المعادل التعويضي الذي تمكن من أن يخصه في الحياة بالكثير من القوة الاستعارية حتى تبدو اللغة عند الشاعر الملاذ الأخير،.وقال الناقد بشير حاجم ان محمود النمر اراد ان يمرر بعضا من انزياحات (الطريدة والفخ كلاهما يبحث عن الآخر)لكن في الحقيقة ليس انزياحا صادما ،والحقيقة ان الطريدة وهي تهرب من الصياد تبدو وكأنما تطارد الفخ باعتبار ان الفخ ما بعد الطريدة ،يعني ان الصياد يضع الفخ أولاً ثم يلاحق هذه الطريدة ،وتبدو الطريدة عندما تهرب من الصياد وكأنها تبحث عن الفخ والصياد هو محمود النمر الذي هو صنع الانزياح والفخ قد يكون إيقاع وقد يكون دلالة وقد يكون ترميزاً .وأكد الشاعر حسين الرفاعي في مداخلته إن الشاعر المحتفى به هو صاحب منعطفات منفلته لا يتناقل فيها الواقع المأساوي في مشهدنا اليومي ،كنا عطشى لحوارات معلنه ففتحنا نوافذها في الشهر الأول بعد سقوط النظام وفي اتحاد الأدباء تحديدا كاظم غيلان خضير ميري حسين حسن حسين الرفاعي محمود النمر وآخرون ،فاقتربت من محمود لعذوبة وبراعة الموال والقصائد الجميلة التي كان يقرأها .
(بيوت بلا قبعات) فـي نادي الشعر..إخفاقات متتالية وحرائق لم تنطفئ
نشر في: 25 سبتمبر, 2010: 04:43 م