كتب / رعد العراقيافتتحت مباريات بطولة غرب آسيا السادسة التي تضيفها العاصمة الأردنية عمّان بمنافستين ملتهبتين الأولى جمعت المنتخب الإيراني المعزز بنجوم الخط الأول مع المنتخب البحريني وانتهت بثلاثة أهداف نظيفة للأول، بينما جمعت الثانية المنتخب الأردني الطامح لتحقيق اللقب على أرضه وبين جماهيره مع المنتخب السوري وانتهت بالتعادل الايجابي بهدف لكل منهما.
إيران X البحرين لم تبتعد التوقعات كثيراً حينما صبّت على ترشيح المنتخب الإيراني للفوز بالمباراة عطفاً على معطيات كثيرة أبرزها قوة المنتخب الإيراني وهو يحضر بأغلب نجومه، في المقابل فان المنتخب البحريني دخل البطولة بمجموعة شابة تتطلع للاحتكاك واكتساب الخبرة..وقد ظهر فارق المستوى الفني منذ بداية المباراة حينما سيطر لاعبو المنتخب الإيراني على أرجاء الملعب ومارسوا ضغطاً هجوميا افقد به الخصم تركيزه وتراجع إلى المناطق الدفاعية من اجل تشتيت الكرات إلا ان الدفاعات البحرانية ومن خلفها حارس المرمى الذي ظهر بصورة مرتبكة انفتحت أمام الهجوم الإيراني الكاسح.اعتمد المنتخب الإيراني على التمريرات السريعة المحكمة وتدوير الكرات في أرجاء الملعب كافة والاختراق عن طريق الأطراف ثم تحويلها إلى داخل العمق الدفاعي ما أتاح أمام المهاجمين اقتناص الفرص عن طريق الاستخدام الأمثل لضربات الرأس وهو ما مكن المنتخب الإيراني من تسجيل هدفه الأول عن طريق اللاعب سيد هادي عقيلي بالدقيقة 36 بعد تنفيذ ركلة ركنية استطاع تحويلها إلى الشباك بضربة رأس قوية ليتكرر السيناريو نفسه بالهدف الثاني بضربة رأس عن طريق اللاعب نفسه بالدقيقة 39. وقد تبين الفارق الفني بين الفريقين حينما اعتمد المنتخب الإيراني على استغلال مهارة لاعبيه في التلاعب والتنقل بالكرة واكتساب الثقة في انهاء المباراة منذ البداية وهو ما جعل اللعب يأخذ مساراً واحداً بضغط إيراني متوازنٍ، وتكتل وعشوائي من قبل المنتخب البحريني.ولم يتغير الحال في الشوط الثاني حينما استمرت السيطرة الإيرانية وتوجت بهدف ثالث بالدقيقة 47 عن طريق مهرداد بولادي بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء ، ليتحول بعدها الأداء الى ما يشبه الحصة التدريبية بالنسبة للمنتخب الإيراني عبر إراحة اللاعبين مع استسلام كامل للاعبي البحرين الذين ادركوا صعوبة العودة للمباراة وضعف إمكاناتهم الفنية.ونتيجة لذلك فان المنتخب الإيراني قد ظهر منذ البداية وهو يملك الطموح للمحافظة على اللقب بعرض قوي ربما ساعده على ذلك ضعف اداء المنتخب البحريني بعد ان ابتعدت خطوطه وخاصة الدفاعية عن أي اختبار حقيقي يمكن ان يكشف مدى تماسكه، وفي المقابل فان فوزه العريض كان بمثابة جرس إنذار للفرق الأخرى بأنه قادم من اجل خطف اللقب. الأردن x سوريالم يشفع عاملاً الأرض والجمهور للمنتخب الأردني للخروج بأول فوز له في البطولة بعد ان فرّط لاعبوه به في آخر عشر دقائق من المباراة ، وبالرغم من تكافؤ أداء المنتخبين السوري والأردني إلا ان المباراة كانت بمستواها العام دون الوسط ولا تلبي طموح الفريقين.المنتخب الأردني اعتمد منذ البداية على ممارسة أسلوب الضغط لإحراز هدف مبكر يساعده على الإمساك بالمباراة وفرض اسلونه وتحقق له ذلك عبر تسجيل اللاعب عبد الله ذيب الهدف الأول في الدقيقة 14 إلا ان المنتخب الأردني تراجع بعدها إلى الخلف واعتمد على الهجمات المرتدة السريعة بالاعتماد على قوة انطلاقات عدي الصيفي ومهارة عبد الله ذيب على أمل استغلال اندفاع المنتخب السوري للأمام لتعزيز النتيجة.وقد ظهر جليا ان المنتخب الأردني يعتمد في أدائه على إحكام المناطق الدفاعية وقطع الكرات وإرسالها للأمام إلا ان طريقة تعامل اللاعبين لم تكن بصورة تؤهلهم لتطبيق الخطة المرسومة لهم فجاء أداؤهم مرتبكا وبحاجة إلى ترابط أكثر بالخطوط ما كلفهم فقدان نقاط المباراة بعد ما سمح للمنتخب السوري اللعب ونقل الكرات داخل ملعبهم بأغلب الأوقات ..أما المنتخب السوري فانه قد يكون أداؤه مفاجئاً للبعض وبطيئاً في صنع الهجمة..وظهر جليا تأثره بعملية تغيير المدربين، فكانت حركته تعتمد على تناقل الكرة من دون فعالية مع ظهور ضعف في الخطوط الدفاعية ..أما خط وسطه فانه لم يكن يشكل فعالية كبيرة في تمويل المهاجمين بالكرات ما جعل مهاجميه داخل كماشة الدفاع الأردني وغابت عنه فعالية الأطراف التي دائما ما كان يتميز بها في هجماته وافتقاده الى الجمل التكتيكية بالرغم من امتلاك لاعبيه مهارات فنية عالية لم يجرِ توظيفها بالشكل الصحيح ما جعل أداءه مفككاً ويحتاج إلى التنظيم الجيد داخل الملعب مع قلة الخطورة التي فرضها على مرمى المنتخب الأردني إلا انه نجح في استغلال إحدى الفرص ومعها امسك بأمل الصعود إلى الدور الثاني عندما سجل هدف التعادل بالدقيقة 80 عبر لاعبه محمد زينو في غفلة من دفاع المنتخب الأردني.
إيران تضرب جرس الإنذار..وزينو يصعق الأردنيين في غفلة!

نشر في: 25 سبتمبر, 2010: 05:30 م









