البصرة/ باسم حسينبينما ينشغل بعض أفراد أسرة الضحية في إكمال الأوراق الرسمية قبيل تسلم الجثة كان ثمة حديث يدور بين أهالي المنطقة الذين هرعوا إلى  الطب العدلي لمواساة العائلة المفجوعة عن الأسباب التي أدت لتكرار حوادث الانتحار وخصوصاً في 
منطقة الحيانية أحد أكبر مناطق البصرة الشعبية، ومع ان آراء الجميع كانت منقسمة إلا انها كانت جميعها في نهاية الأمر متفقة على ان الحالة قد تتحول إلى  ظاهرة وهو ما يعني تهديد  لاستقرار  عشرات العوائل  مما يستدعي  تدخل هيئات ومنظمات المجتمع المدني  الموجودة في المحافظة للتنسيق مع الأجهزة الحكومية الأخرى لدراستها ومن ثم وضع الحلول المناسبة لها، وبينما كان الحاضرون يلقون باللائمة حينا على الضحية (ع . س) التي تركت خلف ظهرها  أطفالها إلى المصير المجهول وكذلك على من تسبب في وصول الخلاف العائلي إلى هذا المصير المؤسف كان ثمة هاجس لدى الحاضرين في هذا العزاء من ان الحدث قد يحدث  مع أناس مقربين منهم ذلك إن الظروف التي تسببت في أقدام عشرات الضحايا جلهم من الشباب تكاد تكون متشابهه، كما وان ضغوط الحياة التي تزداد سوءاً يوماً بعد آخر لا تستثني عائلة دون غيرها، هذه الآراء جاءت متطابقة مع آراء المتخصصين في المجال الاجتماعي حيث أكدت الأستاذة المساعدة ورئيسة  قسم  الأنتر بيلوجي الدكتورة شذى عبد اللطيف من جامعة البصرة  إن معظم الحالات النفسية التي يعانيها الناس تعود بالدرجة الأساس إلى نقص في احتياجاتهم الخاصة حيث تقول: ان عدم إشباع الحاجات  البايلوجية من مأكل وملبس وخدمات للراحة من قبيل توفير الكهرباء والماء الصالح للشرب يؤدي بالفرد إلى أن  يعاني ضغوطاً حياتية صعبة ما يؤدي بالتالي إلى عدم حصول توازن نفسي مما بدا واضحا في ظهور حالات من القلق والاكتئاب وحالات عصبية أخرى بدت واضحة على افراد الشعب العراقي والتي يتحسسها المختصون، ومع ان الكثيرين يعزون سبب إقدام الشباب هذه الأيام على الانتحار إلى الفقر، عزاه آخرون إلى انعدام  الوازع الديني لدى هؤلاء الأشخاص  معتقدين ان الإيمان بالله هو الحصن الذي يجنب الإنسان ارتكاب هذه المعصية (الانتحار) حسب رأي البعض.أبو جليل  المياحي (موظف متقاعد): يرى ضرورة تحصين الأسر من هذه الأفكار والعمل على وضع الحلول التي من شأنها تخفيف التوترات التي تحصل عادة  بين الزوج وزوجته إما  بسبب الإنجاب أو الفقر أو عدم القدرة على توفير سكن ملائم خارج المنزل الذي لم يعد يستع لأفراد الأسرة  وهذا النوع من المشاكل التي نعتبرها مزمنة لايستطيع الناس حلها بسهولة.ويضيف: ليس هناك مشكلة  ليس لها حل  فالحوار الهادىء مع المتوترين نفسياً خاصة  وبث روح التفاؤل لديهم يفوتان على الكثيرين  فرصة الإقدام على الانتحار.