من بلغ الثامنة عشرة من عمره ابان عهد النظام السابق، سيما سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ورغب بالحصول على اجازة سوق، كان عليه ان يؤدي سلسلة من الامتحانات، وقبلها عليه ان يكون قد حصل على شهادتين صحيتين
من مراكز صحية حكومية متخصصة، الاولى تخص درجة الإبصار المناسبة، والثانية تشهد لجسده خلوه من الإصابة بالتدرن، والامتحانات التي عليه ان يؤديها، امتحان في الخبرة الميكانيكية الاولية، ثم امتحان في فك رموز الاشارات المرورية الشارعية، ومن بعدها الامتحان الاخير، امتحان المهارة في السياقة، حيث لن يجتازه بنجاح سوى الراسخين في عالم السياقة وفنونه، وبعد أن يمنح إجازة سوق أصولية محددة الصلاحية بعام او اكثر، يتوجب عليه ان يراجع بعد نفاد صلاحيتها لتجديدها سنوات أخر، على وفق ظوابط خاصة. اليوم يبدو حالنا كمن يعيش في (ديرة كلمن إيده إله) فأعداد السواق الأصوليين الحائزين فعلاً على إجازات سوق أصولية في تناقص مستمر حد التلاشي، بفعل التقادم والكوارث التي حصدت ارواح الكثير منهم.. فيما الخائضون في بحور شوارعنا اللجاجة من صبيان واطفال ومستهترين، اشبه بجيش مغولي يفتك بحيواتنا ومصائرنا من دون رادع او وازع، فأين المفر؟!Kjamasi59@yahoo.com
انتباه
نشر في: 25 سبتمبر, 2010: 06:01 م