بغداد/ سها الشيخلي شعرت الصغيرة وسن (6) سنوات  بالغربة وهي تضع أولى خطواتها على أعتاب المدرسة، فها هي تغادر أجواء البيت المفعمة بالسعادة، لتنخرط في أجواء تعليمية ترتسم في معالمها أكثر من علامة استفهام، الا ان معلمتها رحبت بها وهي تربت على خدها قائلة سوف تقضين 16 سنة في التحصيل الدراسي لكي تنالي الشهادة الجامعية الأولية،
وفي كل عام سيكون هناك التجديد نحو الأحسن،وستشهد المسيرة التعليمية تقدما مستقبلا، دفعني قول معلمة وسن المتفائل، الى البحث عن ما هو الجديد الذي أعدته وزارة التربية للعملية التربوية لهذا العام، وهل هناك تقدم حقا، فكان من الضروري لقاء احد المسؤولين في وزارة التربية فالتقينا وكيل وزارة التربية علي الابراهيمي، ومع بعض من مدراء التربية في جانبي الكرخ والرصافة ولكن لنستمع قبل ذلك الى شكاوى ومقترحات ذوي الطلبة. حديث ذوي الطلبةهيأ لنا تواجدنا لعدة مرات في وزارة التربية ومديرياتها فرصا للحديث مع ذوي الطلبة، ونقل ملاحظاتهم العديدة بصدد المناهج والمباني المدرسية وخلوها من ابسط المستلزمات الواجب توفرها في المدارس، تقول والدة الطالبة عفاف، ان مدرسة ابنتها الابتدائية والكائنة في الكاظمية تفتقر الى دورة مياه نظيفة والى الماء حيث (الحنفيات) قد علاها الصدأ، حتى صار الطلبة يحملون معهم (ترمس) ماء للشرب، وغالبا ما ينسكب  الماء على الكتب والدفاتر والأقلام ويفسدها، كما قالت ام ندى ان الشواغر ستكون من بداية العام كثيرة وخاصة لدرسي الانكليزي والرياضيات ما تؤثر سلبا على سير الامتحانات النهائية، فيما قال  والد الطالبة فرقد ان مباني المدارس قديمة ومتداعية وخالية من زجاج النوافد وغير صحية، والد المعلمة حذام جاء للاعتراض على تعيين ابنته في مناطق نائية في ظل ظرف امني مضطرب.أبو حوراء لديه ابنته في الصف المنتهي للدراسة المتوسطة قال:- ان معلمة الفيزياء لا تشرح الدرس جيداً للطالبات وان ابنته حوراء شاطرة  لكنها مكملة في درس الفيزياء وعندما درست لدى المدرسة الخصوصية ولمدة 20 يوماً جاءت بمعدل 99% في الامتحان للدور الثاني.وقال والد احد الطلبة: ان القرطاسية والكتب  الموزعة من قبل الوزارة لا تصل الى المدارس في بداية الدوام مما يضطر الطالب الى شرائها من السوق مع ملاحظة ان ما تعرضه الأسواق هي كتب متسربة من مخازن الوزارة لوجود عبارة (توزع مجاناً) علاوة على رداءة الأقلام ودفاتر المختبر ودفتر الرسم.rnإجراءات توفير المستلزماتبرغم مشاغله العديدة، استطعنا ان نلتقي وكيل وزارة التربية علي الابراهيمي ليحدثنا عن  استعدادات الوزارة لاستقبال العام الدراسي الجديد، كما حملنا له بعضا من شكاوى المواطنين حيث قال:- تقوم الوزارة سنويا بإجراءات عديدة منها توفير المستلزمات الدراسية التي تشمل الكتاب المدرسي والقرطاسية، وهذا الإجراء اعتدنا  عليه سنويا، حيث نوفر أحسن ما موجود للطالب وأنا اطمئن الأهالي بان كميات القرطاسية كافية وتم إعدادها لحاجة الطلاب ولدينا فائض منها، ولدينا اتصال يومي مع المخازن للإشراف على التوزيع لادارات المدارس التي تستلمها ثم تقوم بتوزيعها أثناء بدء الدوام، وعن شكاوى الطلبة وذويهم من رداءة القرطاسية وخاصة الأقلام التي لا يمكن استخدامها لانها سريعة الكسر وقديمة في المخازن.وأضاف الابراهيمي: نحن نراعي عند الشراء نوعية الأقلام ولا نشتري الرديء، بل لدينا لجان فنية متخصصة ولا نشتري الا  بعد استشارة تلك اللجان، اما عن رداءة الأقلام فهي قد جاءت عن طريق المنظمات كهدايا، او مساعدات، ونحن نستورد من دول معروفة بإنتاجها الجيد وهي ماليزيا واندونيسيا، والوزارة توزع الحاسوب وفق خطة سنوية تشمل كل سنة عددا من المدارس ونهتم بدرس الحاسوب ونعد له مدرسين أكفاء الى جانب مختبر حاسوب في كل مدرسة، ونسير بخطة تدريجية سنوية، وكل عام نضيف مدارس جديدة لشمولها ببرامج الحاسوب مع مراعاة توفر التيار الكهربائي واستقراره.rnتأنيث التعليموعن كثرة الشواغر في بداية كل عام دراسي وعدم توفر الكوادر التدريسية أوضح الإبراهيمي:- ان مشكلة وزارة التربية هي مشكلة تأنيث التعليم، وبصراحة وبدون مجاملة أقول اننا ورثنا هذه المشكلة ونعاني منها، ولم نجدها في مدارس الذكور، بدليل ان الكادر التدريسي في المدارس  هو ضعفان او ثلاثة أضعاف حاجة المدرسة من معلمين ومدرسين، الإناث (المعلمات والمدرسات) هن ربع العدد الذي يداوم والسبب معروف، منها حالات ولادة (إجازة الأمومة)، ثم سنة بدون راتب أقولها بصراحة لدينا مشكلة من دوام الإناث، وإذا لم يعالج الامر ستزداد المشكلة وتكبر، فما هو الحل؟ هل نوقف تعيين الإناث؟ إذا قمنا بذلك سوف تحتج جهات عديدة منها منظمات المجتمع المدني، وحرية المرأة، ومنظمات الديمقراطية.rnمدرسو الرياضيات والانكليزيويواصل الأستاذ الإبراهيمي حديثه عن الحاجة الفعلية للمعلمين والمدرسين حيث يقول:- حاجتنا الفعلية لمدرسي كل من درسي الرياضيات والانكليزي، وهذا من اختصاص وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أقولها بصراحة ان الجامعات لديها تركيز على بعض الاختصاصات الإنسانية منها التاريخ والجغرافية، فعند فتح جامعة جديدة يكون التركيز على الدراسات الإنسانية، أول