أكدت مجلة "دير شبيجل" الالمانية  أن عددًا من أجهزة الاستخبارات الغربية بحوزتها وثائق تشير إلى وجود فرع عسكري سري لبرنامج الأبحاث النووية الإيراني وأن هذا الفرع يتشكل من تركيبة وهيكل سري، إضافة إلى  مسؤول عن البرنامج أمام وزارة الدفاع الإيرانية.
 وأشارت  المجلة الألمانية إلى أن هناك اسمين مرتبطين بالبرنامج الإيراني للتسليح السري هما كانران دانيشجو، وزير الأبحاث والتكنولوجيا الجديد، المقرب من الرئيس  أحمدي نجاد وأحد المتهمين بالإشراف على تزوير الانتخابات الرئاسية الماضية، والثاني هو محسن فخري زاده.وأوضحت في تقرير نشرته في وقت سابق  أن الوثائق تكشف عن الهيكل التنظيمي لقسم التطبيقات الموسعة للتكنولوجيا المتطورة وتتضمن قائمة بأسماء علماء يعملون فيه، كما أكد أن  نسخة من هذه الوثائق موجودة أيضا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.   وأكد التقرير أن إيران ستكون قادرة على إنتاج قنبلة نووية بدائية بحجم يشبه حجم شاحنة خلال العام الحالي، وأنها تعكف على تطوير رؤوس حربية نووية، حيث كانت قد أجرت قبل ست سنوات تجارب لاختبار صواعق تستخدم في قنبلة نووية.هذا التقرير حظي بتأكيد صحة معلوماته من الخبير الايراني  علي نوري زاده، مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية في لندن الذي قال أن أجهزة الاستخبارات الغربية والولايات المتحدة  الأمريكية على وجه الخصوص لديها معلومات دقيقة عن البرنامج النووي الإيراني لم تتوفر بعد لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.واضاف انه خلال السنوات الـ 5 الأخيرة لجأ إلى الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 6 خبراء إيرانيين تولوا مسؤولية الإشراف على البرنامج النووي الإيراني وكشف لجهاز المخابرات الأمريكية CIA   معلومات دقيقة عن البرنامج النووي الإيراني.وأوضح زاده أن الفرع السري للبرنامج النووي الإيراني العمل فيه مستمر داخل مختبرات تحت أرضية لا تعلم الوكالة الدولية للطاقة الذرية عنها شيئاً، بينما تتوافر لدى أجهزة الاستخبارات الغربية معلومات تفصيلية عنها.ورجح مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية إلى صحة ما ذهب إليه تقرير المجلة الألمانية حول قدرة إيران على تصنيع قنبلة نووية، وصفها بالقذرة، خلال العام الحالي وقال:"إيران لديها المعرفة العلمية وكانت تعانى قصوراً في التقنيات إلا أنها مع ذلك قادرة على تصنيع قنابل قذرة خلال فترات زمنية قليلة "وتابع:"ربما لا يكون لدى إيران قدرة على إنتاج رؤوس نووية لكنها لديها إرادة وخبرات لفعل ذلك".وفي السياق ذاته وصف الدكتور عزت عبد العزيز، الرئيس الأسبق لهيئة الطاقة الذرية في مصر، النشاط النووي الإيراني بالغامض خاصة في الجزء المتعلق بتخصيب اليورانيوم من أجل أغراض عسكرية.وأوضح عبد العزيز أن هناك نوعين من تخصيب اليورانيوم؛ الأول التخصيب المنخفض بنسب لا تتجاوز الـ 40% والثاني هو التخصيب المرتفع بنسب تصل إلى 90%، مشيرًا إلى أن النوع الثاني هو الذي يتم استخدامه في الأغراض العسكرية.وقال عزت:"دائمًا الدول التي تتجه إلى التخصيب المرتفع تمارس نشاطها في سرية تامة وأماكن غير معروفة، مؤكدا أنه لا يستبعد وجود فرع عسكري للبرنامج النووي الإيراني تابع للجيش إلا أنه أشار في الوقت ذاته إلى ضرورة إقامة  الدليل على هذا النشاط، حتى تستطيع الوكالة الدولية للطاقة الذرية اتخاذ إجراءات بشأن برنامج إيران النووي.ولفت عزت إلى أن إيران دخلت المجال النووي منذ زمن الشاه وسعت في هذا التوقيت إلى تصنيع قنبلة ذرية، وهو الأمر الذي يشير إلى احتمال اقترابها من تصنيع القنبلة في 2010، كما ذهب تقرير "دير شبيجل".وقال عزت:"إذا صح أن إيران لديها يورانيوم عالي التخصيب فمن المؤكد أنها اقتربت من تصنيع قنبلة نووية."