يوسف فعللا يمكن لينابيع التنظيم ان تفجّر صخور سوء التخطيط والإدارة في كل مرة وتخرج كالطود الشامخ لطي صفحة الأخطاء الملازمة لعمل اتحاد الكرة الذي مازال يتعثر بخطواته الارتجالية في اغلب البطولات والدورات الكروية العربية والقارية التي تشارك فيها منتخبنا الوطنية، ومن تلك الأخطاء عدم التهيئة والإعداد بصورة مناسبة وفق رؤية ستراتيجية متكاملة من النواحي الإدارية والفنية والمادية لبطولة غرب آسيا المقامة حاليا في الأردن
بعدما عزف قبل مباراة المنتخب الوطني مع نظيره اليمني النشيد الوطني السابق، ثم تداركت اللجنة المنظمة خطأها وقامت بعزف النشيد الحالي، وكان بالإمكان ان يتم الإعداد بصورة جيدة وبوقت مناسب من اتحاد الكرة بتزويد الوفد المغادر الى عمّان بأشرطة النشيد الحالي المتوفرة لدى الاتحاد ،ويتم تسليمه للجنة المنظمة للبطولة لاسيما ان رئيس الاتحاد ورئيس الوفد كانا متواجدين في عمّان منذ فترة ليست بالقصيرة، وما حدث يحسب عليهما ، ويعطي الدليل على سوء إدارة المنتخبات الوطنية في اتحاد الكرة. ولكي نبتعد عن الدخول في المهاترات والتقولات التي سعت اللجنة المنظمة إلى إقحام نفسها في أتون الأخطاء والوقوع في شرك التبريرات لما حصل، فإنها أشّرت بوضوح إلى ان البطولة تفتقر الى مقومات النجاح ومازالت تحبو للوصول الى العالمية من حيث جودة التنظيم والإدارة واحترام المنتخبات المشاركة فيها لاسيما ان الاتحاد الدولي لكرة القدم يتعامل بصرامة مع الأخطاء التي ترافق عزف الأناشيد الوطنية في المباريات الدولية ، خوفا من حدوث تداعيات على صعيد العلاقات بين الدول ،لان فيفا يسعى الى ان تكون اللعبة الشعبية الأولى رسالة محبة وسلام بين الأمم، ودعوة لتنقية الأجواء بين المتخاصمين، والابتعاد عن تأزيم المواقف، والمساهمة في فض النزاعات الدولية مثلما حصل في مباراة السلفادور وهنداروس في الثمانينيات من القرن الماضي التي أسكتت طبول الحرب بينهما، وأعادت العلاقات المتأزمة الى مجاريها، لذلك لابد ان تبادر اللجنة المنظمة الى تقديم الاعتذار الرسمي لوفد المنتخب الوطني لوئد تداعيات أخطاء عزف النشيد والعمل على تجاوزها في المباراة المقبلة لإبعاد الرياضة عن إثارة المشاكل بين الدول، ولا يمكن مرورها مرور الكرام.ولم تكتف اللجنة المنظمة للبطولة ارتكاب الهفوات أثناء عزف النشيد الوطني لمنتخبنا، وتعدته إلى النشيد اليمني الذي احدث إرباكاً في الجو العام للمباراة، وهي أشارة واضحة إلى الضعف في الجانبين الاداري والتنظيمي لبطولة غرب آسيا التي وجدت أصلا للنهوض بواقع اللعبة والارتقاء بمستوياتها الفنية والإدارية إلى الأمام وإكساب اللاعبين الشباب الخبرة والدارية لمواجهة المنتخبات الأكثر قوة وشهرة ، ولزيادة قدرة الدول في غرب القارة على تنظيم البطولة لتضييف بطولات اكبر.ووفق تلك المعطيات يجب ان يطالب رئيس اتحاد الكرة ورئيس الوفد من اللجنة المنظمة لبطولة غرب آسيا بتقديم الاعتذار الرسمي وعدم تكرار ذلك وإعلانه في الصحف والقنوات الفضائية حتى لا يفكر احد في تكرار الأخطاء المتكررة عند عزف النشيد الوطني لمنتخبنا في البطولات المقبلة.yosffial@yahoo.com
نبض الصراحة: أخطاء مريبة!
نشر في: 26 سبتمبر, 2010: 06:11 م