TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > الفساد يلتهم هدايا الطلبة: السلطات لا تزال تحقق فـي صفقة حواسيب أم قصر

الفساد يلتهم هدايا الطلبة: السلطات لا تزال تحقق فـي صفقة حواسيب أم قصر

نشر في: 26 سبتمبر, 2010: 07:12 م

 عن: نيويورك تايمزشحنة الحسابات المحمولة التي وصلت الى ميناء العراق الرئيسي في شباط الماضي كانت صغيرة ولكنها جزء مهم من مهمة الجيش الامريكي لكسب القلوب والعقول لكن ما حصل بعد ذلك هو قصة النوايا الطيبة التي سرقها الواقع العراقي.
كان عدد الحاسابات المحمولة يبلغ 8080 وقيمتها 1،8 مليون دولار تم شراؤها لأطفال المدارس في بابل وهي هدية من دافعي الضرائب الامريكان لكنها بقيت لشهور طويلة في ميناء ام قصر متوقفة بسبب البيروقراطية والفساد او ربما مزيجا من الاثنين ثم اختفت بعد ذلك. الفساد منتشر جدا وجهود اعادة الاعمار الامريكية متهمة كثيرا بسوء اداراتها وذلك ما يجعل مصير الحاسبات كان يمكن ان ينتهي كحكاية مألوفة. العراق مع ذلك يقف اعلى من السودان فقط بمرتبة واحدة ثم تأتي مانيمار وافغانستان والصومال ضمن تصنيف دليل الشفافية الدولي السنوي.  وكان القائد العسكري الامريكي في جنوب العراق اللواء فينست كي بروك قد استشاط غضبا حتى مع عدم معرفة الفاعلين بالضبط فالضحايا هم بالتأكيد هم الاطفال العراقيون ودافعو الضرائب الامريكان وقد اصدر بيانا نادرا يتضمن توبيخا للحكومة العراقية التي كانت الولايات المتحدة تأمل ان تقيم معها علاقات مساواة كشريك استراتيجي آملة ان يتحسن على مر الايام وقد طالب في البيان بالقيام بتحقيق مع احد كبار المسؤولين في ميناء ام قصر والذي لم تعرف هويته لحد الآن. وكشف هذه القضية ادى الى احراج السلطات بينما كان السياسيون وسط معركة سياسية طويلة للفوز بشأن تشكيل الحكومة الجديدة حيث ان العناوين البارزة للصحف لم يكن من السهل الترحيب بها وكانت صحيفة الناصرية التي اوردت النبأ بعنوان بارز يقول"انهم يسرقون حاسبات الطلبة"معبرة عن غضب الناس. كذلك فان هذه القضية وضعت سفارة الولايات المتحدة في بغداد في مأزق حيث ان الدبلوماسيين هنا كنظرائهم في افغانستان وجدوا انفسهم مجبرين على التكلم بكياسة عن سؤ اعمال الحكومة الديمقراطية ومفاصل الفساد فيها. وقد اصدرت السفارة فورا بيانا حول القضية ثم توقفت مفضلة ان تتم معالجة المسألة دبلوماسيا مع عدم اثارة الرأي العام جهد الامكان. وكانت الناطقة بلسان الجنرال قد احالت الاسئلة الى السفارة بينما اختفى البيان الاصلي من الموقع الالكتروني للجيش الامريكي في العراق فقد قال الناطق لقد كان هناك خلل وسيتم اعادة البيان بعد الاصلاحات في يوم السبت المقبل.لقد وصلت الحواسيب النقالة على شكل شحنتين في يومي 20 و 23 من شهر شباط الماضي وكانت اوراق الشحنة قد ادرجت بالخطأ وجهة الحاسبات الى ام قصر وليس بابل مما سبب ارتباكا وبحلول شهر نيسان كان الجيس الامريكي يتعقبهما وقد حاول مرارا وتكرار تخليصهما عبر الكمارك ثم قام العراقيون في آب ببيع 4500 حاسبة منها بالمزاد لقاء مبلغ 45700 دولار اما مصير بقية الاجهزة فمازال مجهولا لحد الان. وقد طالب المالكي بفتح تحقيق عن طريق لجنة السلامة محاصرا لجنة الرقابة المستقلة التي ادت تحقيقاتها الى خلافات مع السيد الماكي وآخرين من كبار المسؤولين. وقد تضمنت التحقيقات ملفات مسؤولين مختلطة مع تسجيلات وكانت نادرا ما تؤدي الى تهم جرمية ناهيك عن الاتهامات خصوصا حينما تتناول مسؤولين كبار. وقد اعتقد المالكي انه توصل الى نوع من الاستنتاج في ان الحاسبات التي بيعت في المزاد قد تم استرجاعها طبقا لقول مسؤولين عراقيين الذين على الرغم من ذلك رفضوا مناقشة كيف واين تم ذلك. وكانت تلك الحاسبات قد تم بيعها لرجل اعمال في البصرة هو نوري حسين حسن الذي لم يتم العثور عليه الاسبوع الماضي حينما تم تعقب العنوان الذي قدمه عند شراء الحاسبات ولايوجد احد من المسؤولين يمكن ان يوضح ما حدث للبقية الباقية من الحاسبات. وحينما تم سؤال مسؤولين في بغداد والبصرة وام قصر عن ذلك المزاد استمروا برفضهم في ان ما تم فعله لم يكن خطأ، قائلين ان الحاسبات قد تم بيعها طبقا لقوانين المؤسسة التي تحكم على الاستيرادات التي يمر عليها 90 يوما دون ان يطالب بها أحد. وخلال الاسبوع الماضي حدث تطور آخر فقد قال مسؤولون عراقيون في بغداد والبصرة ان هناك اوامر القاء قبض قد صدرت بحق عشرة من المستخدمين في ميناء ام قصر جميعهم من الطبقة الدنيا من الموظفين حيث تم احتجاز ستة منهم وقد رفض المسؤولون الكشف عن هوياتهم ولم يتم اصدار التهم علنيا بحقهم، مما ترك تفاصيل القضية اشبه باللغز حالها حال الكثير من الحقائق في العراق. وقال مسؤول في لجنة السلامة الوطنية"نحن مازلنا نحقق لذا لا نستطيع اعطاء المزيد من المعلومات الآن لكننا سنكشف قريبا عن الكثير من المعلومات المتعلقة بالقضية"وكان الناطق باسم السفارة الامريكية ديفيد جي رانز قد عبر عن اقتناعه بهذا النوع من التحقيقات قائلا"نحن مسرورون جدا ان يقوموا بالتحرك لأعتقال اولئك الذين سرقوا الحاسبات من اطفال العراق وهناك المزيد من الاعتقالات كما توقيف 10 من اولئك المتهمين هو بداية جيدة تعكس تزايد قوة وقدرة السلطات ضد الفساد خصوصا من قبل لجنة السلامة" والحاسبات لم يستعملها طفل واحد على الرغم من مرور سبعة اشهر على وصولها، حيث ان الحاسبا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram