TOP

جريدة المدى > كلام اليوم > العملية السياسية... الانتخابات والمستقبل

العملية السياسية... الانتخابات والمستقبل

نشر في: 26 سبتمبر, 2010: 10:31 م

المدى3-3رغم مشاعر الإحباط التي انتابت المواطنين جراء الأداء السياسي والخدمي للحكومة والبرلمان معا، الا ان انتخابات السابع من آذار أكدت بقوة أن الشعب العراقي، ربما بحساسية فريدة من نوعها، يدرك بما لايقبل الجدل بان الطريق الوحيد لتغيير الأوضاع هو طريق صناديق الاقتراع،
 وان الرهان الصحيح من اجل تنفيذ الشعارات هو رهان صناديق الاقتراع، لذلك شمّر العراقيون عن إرادتهم وخاضوا غمار الخيارات السليمة والوحيدة والحضارية من أجل المستقبل. وفعلا استطاعت الأصابع البنفسجية أن تغيّر من الخارطة السياسية وان تخلق توازنات جديدة، رغم المحاولات البائسة كلها التي استخدمت المال والدين من اجل حصد أصوات الناخبين، وان كانت هذه المحاولات قد نجحت هنا أو هناك!ومرّة أخرى يصاب المواطن بالإحباط نتيجة الصراعات السياسية في المشهد العراقي بكل تعقيداته ما أدى إلى تأخير تشكيل الحكومة لأكثر من ثلاثة أشهر، إذا طرحنا منها فترة المصادقة والاعتراضات، وانجرت العملية السياسية إلى خارج الحدود بحثا عن "معين" كما مارست هذا الفعل الاستقوائي الكثير من الكتل السياسية المشاركة بفاعلية في العملية السياسية، وتراشق الجميع، تقريبا، الاتهامات بهذا الشأن من على شاشات الفضائيات والصحف وفي كل منبر كان يمكن الوصول إليه، ووصلت بعض عبارات التراشق المؤسف هذا إلى حد الاتهام بـ"الخيانة" الوطنية، لكن المشهد كان يفضح موقفا كاريكاتوريا متناقضا، فالذي يشتم الذين يذهبون إلى دمشق تجده صباح اليوم الثاني في طهران! والذي يهرج على الأخير تراه بعد ساعات في الرياض! وهكذا أدير الصراع السياسي أمام المواطن الذي قدم ما عليه دون ان يدخل في هذه التفاصيل.الآن إذا تركنا كل هذا وراء ظهورنا، فعلى القوى السياسية أن تحسم أمرها وان تدخل حوارات جادة من اجل الخروج من تلافيف الأزمة، أن ركوب اعلى ظهور الخيل ليس ملاذا آمنا في الأحوال والظروف كلها. من الواضح أن التخندقات وراء مواقف غير قابلة للنقاش والحوار والتغيير، لن تساهم مطلقا في حلحلة الأزمة قيد أنملة،كما يقال، فالمطلوب من الجميع هو الالتقاء في منتصف الطريق، لان الحقيقة السياسية الأكيدة الآن في العراق، هي أن أحدا لم يستطع أن يحكم لوحده لو حصد المقاعد البرلمانية برمتها، لان حسابات الساحة السياسية الآن لا تقاس بالمطلق بعدد الكراسي، فهناك حسابات قد لا تكون منظورة أمام الجميع لكنها فاعلة في عمق العملية السياسية.المواطنون ينتظرون أن يفهم سياسيونا الواقع الذي يعيشونه، تحديدا، الشرائح الاجتماعية العراقية وما تعانيه من شظف العيش وما ينتج عنه من مشكلات نفسية وتربوية واجتماعية، من اجل انطلاقة العراق الديمقراطي الفدرالي المزدهر إلى آفاق المستقبل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل المراجعة في حياة حزب مناضل

هل المراجعة في حياة حزب مناضل "عيب"؟!

شهدت الحياة السياسية، خلال السنوات العشر من عمر "العراق الجديد"، تساقط آمالٍ وتمنيات، خسر تحت ثقلها العراقيون رهانهم على أحزاب وقوىً وشخصيات، عادت من المنافي ومن خطوط النشاط السري، ولم تلتزم بمواصلة سيرتها النضالية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram