TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود: أوباما بين الاقوال والافعال

خارج الحدود: أوباما بين الاقوال والافعال

نشر في: 27 سبتمبر, 2010: 05:28 م

 حازم مبيضينمع كل التشاؤم المحيط بعملية التفاوض الراهنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين،بسبب موقف نتنياهو المتعنت من استمرار الاستيطان في أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة،يبدو تفاؤل الرئيس الاميركي بالتوصل إلى اتفاق خلال سنة ليس فقط لقيام تلك الدولة،وإنما لقبولها عضواً جديداً في المنظمة الدولية،وكأنه رهان خاسر سلفاً،
 إن لم يكن هناك ما لانعرفه عن تفاهمات سرية،تشكل المفاوضات ديكوراً مسرحياً لإعلانها في الوقت المناسب،غير أن ربطه للنجاح بالطلب من الدول العربية تقديم مزيد من الدعم لعملية السلام،يبدو وكأنه طحن في طاحونة الدولة اليهودية.لكلمات رئيس الدولة الأقوى،والأكثر انخراطاً في جهود البحث عن حل لمعضلة الشرق الاوسط دلالاتها،وهو حين يصف القوى الاقليمية بأنهم لاعبون أساسيون،فإن ذلك يؤشر إلى تفكير سطحي،بأن الأمر لا يتجاوز اللعبة وإن كان قد شفع ذلك بدعوته للتسامح الذي تتشارك فيه الديانات السماوية الثلاث، للوصول إلى صنع السلام،فان ذلك لا يتجاوز شطحاته اللفظية منذ خطابه في جامعة القاهرة،فالواضح من مطالبته الدول العربية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل،قبل إحلال السلام وإقامة الدولة الفلسطينية،أن الرجل معني بتقديم الافضل لحكومة نتنياهو،التي يرجوها على استحياء أن توقف تمدد الاستيطان السرطاني في جسد فلسطين،أما دعوته للكف عن محاولة الاساءة لإسرائيل،فأنها دعوة غير مفهومة،إلا إذا كانت موجهة لحكومة اليمين العنصري لانها الاكثر إساءة لاسرائيل منذ إنشائها.  إعلان أوباما أن التجميد الاسرائيلي للاستيطان شكل فرقا على الأرض،وأسهم في خلق مناخ مؤات للمفاوضات، كان يجب أن يترافق مع ضغط حقيقي على حكومة نتنياهو،وليس مجرد التمني،ونحن نعرف أن وسائل الضغط الاميركية على الاطراف كافة متوفرة،أما القول بوجوب تمديد العمل بقرار التجميد،دون أن يترافق ذلك مع خطوات عملية،تستهدف ليس التجميد فقط،بقدر ما يجب أن تستهدف وقفه والبحث عن حلول لمشاكل المستوطنين في أراضي الدولة الفلسطينية المأمولة،أما إن كانت كلمات أوباما،تستهدف الهرب من التصدعات السياسية الداخلية،التي يعانيها حزب الديمقراطيين الذي ينتمي إليه،ومعالجة مخاوف حزبه أن يمنى بخسائر كبيرة في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة في تشرين الثاني،والبحث عن تاييد الصوت اليهودي في تلك الانتخابات،فإننا سنكون أمام مأساة أن يتحول الرئيس الاميركي إلى مجرد خادم لسياسات اليمين الصهيوني المتطرف.أوباما وبعد وعده بالانتهاء من المفاوضات خلال أقل من عام،مدعو لإدراك أن فشلها سيضع المنطقة على حافة الهاوية، وسيؤدي إلى حروب إقليمية،سيدفع ثمنها العرب والإسرائيليون والأميركيون الذين سيتورطون فيها بشكل أو بآخر، وأن إضاعة الفرصة الراهنة ستؤدي إلى تقوية المتطرفين، خاصة أن صوت الاعتدال بدأ يضعف بشكل فعلي، لأنه بعد منح  المفاوضات الفرصة لسنوات،من دون أن يحقق ذلك أي نتائج، فإن العنف سيكون السبيل الوحيد الذي سيرفع المتطرفون رايته. واذا ضاعت الفرصة المتاحة اليوم لإحداث التغيير،فإن الساسة يحكمون على شعوبهم العيش في ظل الصراعات لعقود لايعرف مداها أحد،وبين يدي اوباما إن توفرت الإرادة والالتزام الحل الوحيد وهو  حل الدولتين،باعتباره مدخلاً لتحقيق السلام الشامل، وأفضل وسيلة لتحييد قوى التطرف، لأن ذلك سيحرمها من قدرتها على توظيف الصراع لخدمة أجنداتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

جلسة "القوانين الجدلية" تحت مطرقة الاتحادية.. نواب "غاضبون": لم يكن هناك تصويت!

القانونية النيابية تكشف عن الفئات غير مشمولة بتعديل قانون العفو العام

نيمار يطلب الرحيل عن الهلال السعودي

إنهاء تكليف رئيس هيئة الكمارك (وثيقة)

الخنجر: سنعيد نازحي جرف الصخر والعوجة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram