عن:نيويورك تايمزقبل أكثر من ستة اشهر وضع الملايين من العراقيين الخوف من القنابل والرصاص جانبا من اجل التصويت، رغم ان البعض من العوائل لم يكن لديها تجهيز حقيقي من الماء وظل الحبر الارجواني على سبابات الناخبين لأكثر من اسبوع دون ان يزال. ومنذ ذلك الحين والناخبون كانوا يرون ان الشتاء قد تحول الى ربيع والصيف يتحول الآن بهم الى خريف،
بينما ظل الناس الذين اختاروهم من دون قيادة فهم ينتظرون ان تتوصل احزابهم الى توافق لكي يبدأوا العمل، بينما كانت اشهر الصيف قد شهدت ارتفاعا في وتيرة العنف واضطرابات بسبب نقصان الكهرباء والماء الصالح للشرب والخدمات الاساسية الاخرى. فان اعضاء البرلمان في بغداد عاشوا خارج العمل في عطلة امتدت 200 يوم مدفوعة الاجر بمنافعها الكاملة. منذ انتخابات السابع من آذار لم يلتق البرلمانيون سوى مرة واحدة لأقل من 19 دقيقة، وفي تلك الفترة شوهد البعض وهو يبحث عن اماكن اقل فوضى وبجو افضل، بينما التحق البعض الآخر بعائلته ليخضع للفحص الطبي في البلدان المجهزة مستشفياتها بشكل جيد، او يذهب البعض الأخر الى حفلات الاعراس والجنائز بينما هم غائبون عن البرلمان. الاعضاء الذين تمت مقابلتهم قالوا انهم مواظبون على متابعة الاخبار في التلفاز والصحف خصوصا في ما يتعلق بالمحادثات المتقطعة بين الأطراف لغرض تشكيل حكومة ائتلافية وهم يقرون ان هناك الكثير من الاخبار لكن مع قليل من التقدم في ذات الوقت فالحماس والتفاؤل الذي جاء به هؤلاء الاعضاء الى بغداد بعد انتخابات آذار قد تلاشى تقريبا وتم استبدال ذلك باحساس بالحرج والاحباط والغضب. يقول كاظم جواد وهو عضو برلمان من محافظة بابل"أنا امثل الشعب العراقي لكنني لا اشعر بهذا الآن وهذا ما يجعلني اغلي من الغضب فانا متعب ومنزعج طوال الوقت فهناك الكثير من الضغوط علي وهذا ما ليس بامكاني ان اتحمله". اياد السامرائي عضو البرلمان الذي اعيد انتخابه مجددا قال: ان مشاعر الحزن لم تكن عامة بين زملائه لكن عدم وجود جلسات للبرلمان خلقت حالة من الفراغ النفسي بين الاعضاء المنتخبين"، مضيفا"فهم يشعرون انهم عديمو الفائدة فقد كانوا مستعدين للمشاركة ولديهم طموحات بالتغيير لكن هذا الحافز متوقف الآن كليا". في نفس الوقت الذي يوجد فيه واحد من كل اربعة عراقيين يعيشون تحت خط الفقر تقول ليلى حسن وهي عضوة جديدة تم انتخابها في البرلمان"انني اشعر بالاحراج حينما يسألني الناس عما يجري وحينما اخرج اشعر بالخجل كون الناس القلقين سيلوموني، مضيفة انه لاشيء لدي لأفعله لذلك امضي معظم الوقت في المطالعة". وقالت أيضاً انها تلقت دروسا في الديمقراطية مع النساء الاخريات اللواتي تم انتخابهن في البرلمان حيث تم ارسالهن الى الولايات المتحدة ولبنان". وقالت الانسة ليلى: لقد اتفقنا على ان نشكل لوبي داخل البرلمان يعنى بقضايا المرأة وكنا نتوقع اننا سنلتقي بعضنا في جلسات البرلمان لكن المضحك ان هذا الامر قد حدث خارج العراق".عضو البرلمان العراقي محمود عثمان قال من جهته انه كان يحارب الركود من خلال تواجده في البرلمان قائلا"لقد استمريت بالحضور الى البناية لكنني اشعر بالوحدة حيث لا اجد احدا وفي بعض الاحيان اجد البعض من الصحفيين فاجري لقاءات معهم، وفي احيان اخرى اجد بعض الاصدقاء لكن لاشيء مفيد جدا"، مضيفا انه امضى شهرا من الاستراحة في بغداد فلا شيء في بغداد يمكن عمله لذا اجلس معظم الوقت مع عائلتي وهي فرصة عظيمة ان اقضي مزيدا من الوقت معهم. فتاح الشيخ عضو البرلمان قال ان هذه الفجوة قد منحته الفرصة لأكمال شهادة الدكتوراه في مجال الدراسات الاعلامية، مضيفا"انا استعمل هذا الوقت العديم الفائدة لعمل شيء يمكن ان يساعدني في المستقبل".يونادم كنا عضو البرلمان عن محافظة نينوى قال انه كان قادرا على السفر بحرية لكنه سيكون سعيدا بالاستغناء عن تلك الحرية اذا تم السماح له بالعمل مضيفا:"لقد فقدنا سبعة اشهر من امكانية العمل". ترجمة:عمار كاظم محمد
نواب ضجرون من وقت الفراغ والناخبون ينتظرون نهاية إجازتهم الطويلة
نشر في: 27 سبتمبر, 2010: 08:10 م