 عن: موقع نيورفانكفتاة مثل زينب كاظم علوان انقطعت عن المدرسة لمشاهدة مباراة ما بين نجمتي كرة المضرب الأمريكيتين فينوس وسيرينا وليامس، تتخيل نفسها في يوم من الأيام أن تصبح مثلهن، حتى أن الصاروخ الذي تسبب بقطع ساقيها قبل اربع سنوات لم يقلل من رغبتها من أن تلعب تلك اللعبة وهي الآن على الكرسي المتحرك.
زينب كاظم علوان من بين عدد متزايد من الشبان العراقيين الذين لجأوا إلى الرياضات التنافسية لكي يتعلموا أن يعيشوا مع الندوب الجسدية والصدمات النفسية والعاطفية منذ الحرب التي شهدها العراق لعام 2003 وأعمال العنف الطائفي التي تلتها. هذه الأشياء ليست سهلة في بلد لا يزال يعاني، فيما يشكو المعوقون من الدعم القليل، إلا أن زينب علوان وغيرها نجدهم مثابرين ومصممين على النجاح.تقول زينب: "اخترت التنس لأنها لعبة صعبة وأردت أن اثبت على الرغم من خسارة ساقي أني لم افقد عقلي".يذكر أن 2000 من الرياضيين العراقيين المعوقين يتنافسون في مختلف الرياضات مثل السباحة، المبارزة، ساحة وميدان، كرة الطائرة، رفع الأثقال، التنس، الرماية.وفقد أكثر من 20 بالمائة أذرعهم وأرجلهم في تفجيرات انتحارية وهجمات أطلاقات نارية والانفجارات والقنابل المزروعة على الطريق وإطلاق قذائف الهاون والصواريخ، يأتي ذلك وفقا لمسؤولين عراقيين.وتتابع زينب: "دقيقة واحدة وإذا بكل شيء قد تغير، في أشارة إلى اليوم التي فقدت فيه ساقيها. كانت تلك الحادثة في عام 2006 وهي تعيش مع إخوانها وأخواتها البالغين 10 أشخاص وأيضاً مع والديها. وبدأت الصواريخ تتساقط ووقع واحد منها بالقرب من المنزل الذي يقطنون فيه، فيما سقط الصاروخ الثاني في عقر دارهم وبلغ الثالث المنزل أيضاً وفي تلك اللحظات هرب الجميع بحثا عن الأمان في الفناء الأمامي، لكن الصاروخ الرابع كان في طريقه إليهم.زينب وهي تمسح دموعها تقول: في تلك اللحظات فقدت الوعي لبضع ثواني ثم استيقظت وإذا أني أرى ساقي قد بترتا.هذا الهجوم الصاروخي تسبب في مقتل أخ وأخت لها وأضافت زينب: لم أتمكن من التعامل مع الواقع ولفترة طويلة حاولت أقناع نفسي بما جرى، كل ذلك كان حلما مزعجا.وبدعم من والدها وأشقائها انضمت زينب إلى النادي الذي يحوي هذا النوع من الرياضة والرياضات الأخرى لأنها تعشق التنس قبل الهجوم وقال والد زينب السيد كاظم علوان: لعبة التنس تلقي بمعاناة زينب بعيدا.ومع انخفاض العنف في العراق والتوجه إلى التكثيف من النوادي الرياضية وبذل الجهود من اجل إظهار جيل جديد من الرياضيين العراقيين الذين بإمكانهم أن يتنافسوا ويحققوا الانتصارات.احمد فليح عجاج رئيس النادي الرياضي الذي انشأ خصيصا للمعاقين عام 2003 يقول: نحاول أقناع المعاقين بأنها ليست نهاية العام.يشار إلى أن النادي لديه 100 رياضي بمختلف الألعاب الرياضية مثل كرة السلة، الساحة والميدان والمبارزة وكرة الطاولة والتنس ورفع الأثقال والسباحة وكرة الطائرة، والرياضيون هم من الشباب ومعظمهم من الذكور.وأضاف عجاج: نقدم المشورة ومعظمهم يحاولون إقناع الناس المعاقين بأن الرياضة هي أفضل وسيلة لاستعادة القوة البدنية والتغلب على العزلة والبدء في الفوز مرة أخرى.زينب كاظم الآن مع أرجل اصطناعية تغطيها "التنانير" الملونة وتمارس التنس ثلاثة أيام في الأسبوع ولم تغب عن دورة تدريبية واحدة في غضون عامين وهي تتدرب في النادي مع تسعة رجال واغلبهم فقدوا سيقانهم أيضاً في الهجمات الإرهابية.ويمثل الفريق الوطني العراقي للتنس 11 لاعبا والمرأة الوحيدة هي زينب كاظم فيما بينهم على الرغم من أن هنالك نساءً أخريات يلعبن تنس المعاقين في أنحاء أخرى من البلاد وفازت زينب بالبطولة الوطنية مرتين كان ذلك في عامي 2008 و 2009 وفي شهر أيار شهد نجاحها الدولي الأول في تركيا حيث حققت المركز الثالث. ترجمة: المدى