عباس الغالبي دعتني الضرورة اليوم لان ألامس شغاف المكاتب العاجية، أقصد المكاتب الإعلامية في الوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى، ولا أريد هنا أن أعمم الفكرة على الجميع، بقدر ما أتعرض للبعض الذي مازال يترنح في بوتقة الإعلام الموجه،
ولم يفقه ان الاعلام الجديد تطلع الى تدفق المعلومات والإفصاح عن الثراء المعلوماتي، لا تزمت وانسياق نحو البيروقراطية التي لا تتفق وركائز الاعلام الحر المستقل.وضمن حيثيات عملنا اليومي نرى ان البعض من هذه المكاتب الإعلامية مازال يرى ان عمله يكمن بتلميع صورة الوزير ووزارته أو رئيس الدائرة ودائرته، ويتعامل مع المعلومة كاستعراض للمنجز حتى وان كان صلب الواجب، بحيث غدت هذه المكاتب تسويقية إعلانية لا غير، في وقت يتطلب الأمر ان يكون المكتب الإعلامي مصدراً ثرا للمعلومة.ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل ان العاملين في بعض هذه المكاتب الإعلامية من مرؤوسين وآخرين هم بمثابة موظفين غير قادرين على التعامل والتساوق مع حركية الاعلام وأهميته بالنسبة لمؤسساتهم أو للمؤسسات الإعلامية سواء أكانت مقروءة أم مرئية أم مسموعة ، بل أن بعضهم لا يعرف كبريات الصحف وأكثرها انتشاراً، وكأنهم في واد والمشهد الاعلامي في واد آخر.والأدهى من ذلك ان هؤلاء المغردين خارج السرب يتعاملون مع الصحفي الباحث عن المعلومة بمنة واستعلاء، حيث سنضطر في الايام القادمة لفضح أسمائهم وذكر الحقائق الملموسة والموثقة تماشياً مع ما تفرضه علينا متطلبات العمل الصحفي، حيث أن البعض من هذه المكاتب الإعلامية يتصور أن المؤسسات الإعلامية تلهث وراء سيل الأخبار والتقارير الفارغة التي تسوقها والتي لاتحمل أدنى مواصفات التقنية الصحفية الحديثة الباحثة عن المعلومة الحقيقية التي تثري المتلقي وتنأى عن الإنشاء الأجوف.ونحن نتعرض هذه المرة وبهذه العمومية سنضطر كما نوهت إلى ذكر الأمور والأسماء كما هي، غير وجلين اتساقاً مع النهج الصحفي الذي اعتدنا عليه والذي يندرج في إطار الأعراف المهنية وما تؤمن به المؤسسة الإعلامية التي نعمل فيها، في وقت نأمل أن تصبح المكاتب الإعلامية مصادر ثرة للأخبار والتقارير والتصريحات والمعلومات المهنية الحقة في اطار المشهد الإعلامي الجديد الذي يكفله الدستور وتؤكد عليه الأخلاقيات والأعراف المهنية الحقة.
في الواقع الاقتصادي ..الإفصاح والمكاتب الإعلامية
نشر في: 28 سبتمبر, 2010: 05:11 م