محمود النمرضمن نشاطاته الشعرية احتفى نادي الشعر، بالشاعر عبد العظيم فنجان بمناسبة صدور ديوانه الجديد ( أنا أفكر مثل شجرة )، قدم الجلسة الشاعر زاهر موسى الذي قال : قبل ان نشرع مع عوالم عبد العظيم فنجان وسحرها لماذا هذا الاغتراب الذي يعيشه بعيدا عن أقرانه وبعيدا عن المثقفين؟ هذا ما نريد ان نعرفه منه .
بعدها تحدث الفنجان قائلاً : الشعر بالنسبة لي قضية شخصية جدا وبالتالي ليس يتحتم عليّ او على الآخر المتلقي ان يكون هناك ثمة واجب كما يقولون ولن يكون هناك موقف لأن تكون شائعا او تكون معروفاً تسترعيني تجربة الشاعر الفرنسي – هنري ميشو - الذي أحبه كثيراً،كان يستغرب عندما يكون عدد قراء الشاعر أكثر من مئتي شخص ،يقول ان هناك في الأمر غشاً وأنا أؤمن بذلك لأن الشعر قضية نخبوية ،الشعر يخص الأقلية التي يقال عنها الأقلية الهائلة ،او هي الأقلية السعيدة ،خاصة ونحن نعيش في عصر قفزت فيه الصورة على الكلمة ،اخترت لنفسي ان اكتب بصمت وببطء.ثم قرأ بعضا من قصائده النثرية التي فيها انزياحات نحو الرمزية وتفكيك اللغة والهروب من تجنيس الصورة و عدم مسك المعنى ،وانسحاب ضجيج الكلمات على واقع القصيدة بمعنى ان القصيدة النثرية تشتبك مع جنس الفلسفة لذلك تبقى القصيدة في برجها العاجي ، تترك علامات التعجب مرمية على الطرقات بلا مثابات ولا إشارات توحي بفهم يقود القارئ النبه الى جادة الصواب ./ كم كان قاسيا ان المس الجمرة في راحة اليد / ثم يدعي انها موتي / كم كان مؤلما ان المَّ الصديق الذي تناثر / وان لا يلمني إلا عدوي / كم كان صعبا ان لا يثمر الصفصاف أبداً .ثم تحدث الناقد علي حسن الفواز مشيرا الى تجربة فنجان على انها قصائد تضج بتأمل ولكن هي الأخرى تضج بالمعرفة ،فهو شاعر يعرف كيف يكتب القصيدة ،شاعر يجعل من الجملة مثلما يجعل من الصورة مهيأة للتفجر في اية لحظة ،من حيث ان هذه الجملة والصورة تعيش شكلاً من أشكال التوثب وشكلاً من أشكال السيولة التي يمكن ان تفاجئك بالطوفان في اي لحظة ،جملة تثيرك صورة تصدمك ربما شيء من الإحساس الخفي الذي يجعلك تحاول ان تقلب الجملة او تعيد وجوه هذه الجملة لكي تكتشف ان هذه الجملة مليئة بالكثير من هذه التوريات مليئة بالكثير من الممرات وكأن عبد العظيم فنجان يحاول من خلال هذه الممرات ان يكتب مراثيه الشخصية ،مراثي الزمن مراثي الاغتراب مراثي الاستلاب مراثي موت الكائن الحالم .وأضاف الشاعر محمد حسين آل ياسين: ان عبد العظيم كما يقول انه يمارس الشعر ممارسة الهاوي ليجد من الطبيعي جدا ان يدون على الورق ما يفكر به، وهذا الامر يناقضه نشره قصائده في المجلات والجرائد .واتفق الشاعر محمد علي الخفاجي مع آل ياسين بهذا الرأي وقال :لا يوجد خطاب بدون مخاطب أبداً وإذا قلنا للمفردات التي ننظمها في قصائدنا كل مفردة اذهبي الى صاحبك لما بقيت لنا مفردة واحدة.
عبد العظيم فنجان في نادي الشعر.. مراثي موت الكائن الحالم
نشر في: 28 سبتمبر, 2010: 05:42 م