إياد الصالحيدائما ما تأتي خلاصات التقييم الفني من الرجال الأكفاء الأكاديميين في العمل الرياضي متطابقة مع وقائع الأزمات التي تمرّ بها بعض المنتخبات الوطنية لألعاب شتى وفي مقدمتها كرة القدم التي وجد أسود الرافدين انفسهم في صراع مرير من اجل البقاء على هيبة بطل آسيا اليوم امام المنتخب الفلسطيني الشقيق ،
 لتأكيد أحقيتهم ايضا بصدارة المجموعة الثالثة من جهة وتفويت الفرصة على المنتخب اليمين الشقيق لاستغلال فارق الاهداف لصالحه من جهة اخرى في حال خسارة منتخبنا اللقاء بحسب منطق اللعبة وليس تكهنات المقارنة بين المنتخبين في صور التاريخ الماضية!ولهذا كانت زيارة الدكتور كاظم الربيعي ظهر أمس مؤسسة (المدى) ولقاء الزملاء في القسم الرياضي فرصة ثمينة لاستخراج درر التحليل الأكاديمي الواقعي من عقل هذا الرجل في محادثة فنية نقلنا الجانب الأكبر منها في عدد اليوم ، وما أفرحنا ثقته بما يراه من تباشير أمل لمنتخبنا الوطني انه سيكون أكثر انسجاما مع أسلوب الألماني سيدكا في المباريات المقبلة بعد ان استشفت لجنة المنتخبات الوطنية تقدم أداء اللاعبين وتفاهمهم ورغبتهم في ترجمة توجيهات مدربهم الى نجاحات مرئية عملياً في الميدان من دون القلق على ضعف بعض اللاعبين في إملاء المراكز التي يشغلونها بالعطاء والخبرة والحماسة.الربيعي أكد في لقاء أمس انه يستحق العمل كمستشار فني لسيدكا بعدما عمل مسحاً شاملاً لجميع الكفاءات المؤهلة للمنتخب ولديه تصورات عميقة عما تعاني منه الكرة العراقية حاله حال العديد من الاكاديميين والمدربين الذين اخذوا يعملون بإخلاص لمساعدة المنتخب بعيدا عن الأنانية ومهاجمة الآخرين والترصد لأخطائهم !ولن نحابي الربيعي هنا ، بل نلفت انتباه رئيس وأعضاء اتحاد الكرة الى انه من الظلم ان يبقى العراقي مخلصاً في عمله ويضحي بفرص ثمينة تحقق له مدخولات مغرية لميزانية أسرته ولا يكافأ بالمهمة الوطنية التي لا يدّخر جهداً فيها من اجل إعلاء شأن اللعبة ودفعها الى أعالي القمم العربية والقارية.وفي سياق الحديث عن حظوظ منتخبنا الوطني في امتحان عمّان اليوم، لابد ان نشير الى قضية مهمة نعدها من أهم اسباب نجاح اية بطولة في العالم مهما كانت اطراف المنافسة فيها تتباين بين القوة والضعف ، ألا وهي الدعم الجماهيري بثقله وأدواته وسلوكياته التي تلهب حماسة المشاركين في البطولة وتثوّر طاقات اللجنة المنظمة من إداريين وفنين وإعلاميين لبذل مزيد من الجهد والمتابعة من اجل إظهار التميز وإقناع الضيوف بان بلادهم رائدة في التنظيم ، بل وتستحق إناطتها شرف احتضان فعاليات رياضية بالثقة والاطمئنان الكبيرين.وفي ضوء (كيميائية) التفاعل التنظيمي ما بين مسؤولي بطولة غرب آسيا السادسة الجارية منافساتها حاليا في العاصمة الأردنية عمّان وبين جمهور (أهل البلد) لا يمكن لأي متابع منصف إلا ان يخرج بنتيجة الفشل لهذا التفاعل بعدما بقي ملعب الملك عبد الله الثاني خاوياً من المشجعين ، تصفر في جنباته الرياح باستثناء أنفار من مواطني الدول المشاركة بالبطولة الذين تفاوتوا ايضا بحجم الحضور ومستوى التناغم مع المباريات السابقة ، الامر الذي يؤكد حاجة الأشقاء في الاردن الى وقفة متأنية معززة بدراسة واقعية تحدد اسباب عزوف الجمهور الأردني عن التواجد في الملعب وإنجاح بطولة عمّان؟!اعتقد ان اتحاد غرب آسيا لكرة القدم مدعو لوضع تقييم فني لكل بلد منظم وان يأخذ بنظر الحسبان مسألة الحضور الجماهيري المؤثر على رفع وتيرة التنافس بين المنتخبات، لكي يخرج بمعايير ثابتة يحافظ فيها على ديمومة البطولة احد ابرز المسابقات الإقليمية للمنتخبات بعد الدورة الآسيوية وكأس الخليج.وقفةرمية النقد في سلة أي اتحاد مركزي ينبغي ان تنشد هزيمة الاحباط في نفوس لاعبي المنتخب وتدعم انطلاقتهم نحو تصحيح مسار اللعبة ، وإلا ستكون رمية شخصية تنتصر لنرجسية الناقد لإرضاء تسلطه بالكلمة وجلده المسؤول بذريعة محاسبته على ذنوبه ودعوته للتوبة في استعارة (غير مهنية) من نهج الوعاظين والمصلحين خارج اصول النقد الفني!rnEy_salhi@yahoo.com