بغداد/ سها الشيخلي ما يفرحنا نحن النساء.. ان تدخل المرأة كل مجالات العمل ، وان تتبوأ كل المناصب من وزيرة الى شرطية ، والمنصب الاخير هو الذي قصدته ، ذلك لانه عمل جديد انخرطت فيه المرأة العراقية بعد سقوط النظام ، وتركز عمل تلك السيدة الشرطية في اكشاك التفتيش في الوزارات والمديريات كافة ، وربما ستزول هذه المهمة بعد استتباب الامن ،
ولكن قبل زوال هذه المهنة الحديثة لابد من الاشارة الى سلبيات بعض تلك الاكشاك ، فعند الدخول والمثول امام السيدات المكلفات بالتفتيش وفي كل ساعات المراجعة نجد ان مائدة الطعام معدة ، وتفوح منها روائح الفجل والبصل ، وتبدأ الاصابع الملطخة ببقايا الطعام بالتفتيش بطريقة خشنة وخالية من الذوق ، خاصة اذا وجدت تلك السيدة ان المراة الماثلة امامها ترتدي الملابس العصرية وتكشف عن شعرها … ويبدأ التفتيش في الحقيبة وتتناثر علب المكياج وزجاجة العطر وعلبة المرأة التي تجهل الغالبية فتحها ! وعند اكتشاف المسجل والكاميرا للضيفة الصحفية ، يبدأ السؤال عن ضرورة استخدامها ، وعند إبراز بطاقة الهوية الصحفية ، يأتي الرد بخشونة وبكلمة واحدة لا غيرها وهي ( ممنوع ) ! وبعد الاستعانة بمكتب الوزير او المدير العام ، تعود كل تلك الممنوعات الى العمل ، سألت ذات مرة احد المدراء العامين اثر مشادة مع نساء الامن من اجل إدخال المسجل لماذا لا يتم اعداد ندوة توعية لمثل تلك النساء ؟ اجابني ان الندوات غير كافية للحد من ذلك السلوك لسبب واحد ان التحسس من المرأة الانيقة والمثقفة من قبل تلك النساء لن يزول أبداً ! ثم ضحك وهو يقول إنها الغيرة من بعضكن ايتها النساء ! وقد اعطيت بعض العذر لذلك المسؤول ، وحدثته عن المرأة الشرطية في بقية البلدان ، وذكرت له حادثة جرت امامي في محطة ( فكتوريا ستيشن ) في لندن قبل سنوات ، وكيف تصرفت الشرطية التي ركضت بكل خفة ورشاقة خلف لص كان يهرب راكضاً بين عربات القطار، واستطاعت الإمساك به متلبساً بحمل حقيبة المرأة التي سرقها ، وكانت دهشتي انها كانت لطيفة معه و لم تضربه او على الاقل تعنفه ، فقط اقتادته لتسلمه الى مسؤول أمني آخر ثم استقل سيارة الشرطة بعدها ، وقلت لمحدثي متسائلة ، متى يكون لدينا مثل تلك الشرطية البريطانية الرشيقة الرقيقة والمخلصة في عملها ؟ وختاماً نطلب من الجهات المسؤولة عن مثل تلك الاكشاك ان تهتم قدر الامكان بنوعية النساء اللواتي يقمن بتفتيش الداخلات الى الدوائر والمؤسسات.
كشك تفتيش النساء
نشر في: 29 سبتمبر, 2010: 05:11 م