القاهرة/واع أفادت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) أن العديد من أطفال اللاجئين العراقيين في سوريا يكافحون من أجل البقاء في مدارسهم في حين يضطر عدد كبير منهم للانقطاع عن التعليم والبحث عن عمل مدفوع الأجر للمساعدة في تعزيز دخل أسرهم.
وعلقت ممثلة المنظمة في سوريا شهرزاد بوعليا على ذلك بقولها "يلعب التعليم دوراً محورياً للغاية لمستقبل جميع الأطفال. إن وجود جيل غير مجهز للمشاركة في اقتصاد بلده أمر لا يخدم أحداً". وكانت سوريا قد فتحت أبواب مدارسها الحكومية أمام الأطفال العراقيين، ولكن العديد منهم غير قادر على الاستفادة من ذلك. فغالباً ما يضطر الأطفال للبحث عن عمل للمساعدة في تعزيز دخل أسرهم خصوصاً في ظل عدم سماح القوانين السورية للعراقيين بالعمل واقتصار ما توفره فرص العمل في السوق السوداء في الكثير من الأحيان على 100 ليرة سورية (2 دولار) في اليوم الواحد، وفقاً للاجئين. ومن بين الأطفال العاملين في سوريا حسين علي (16 عاماً) الذي قال أنه اضطر إلى ترك المدرسة لكسب المال من خلال العمل كعامل تنظيف في أحد الفنادق. وعلق والده الذي يعاني عجزاً يمنعه من العمل على اضطرار ابنه للعمل بقوله "نحن ممتنون جداً للمساعدة النقدية التي نحصل عليها من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ولكنها لا تكفي". ويضطر العديد من الأطفال لقطع مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مدرسة تتوفر فيها أماكن لهم ومنهم من يستطيع تحمل حتى الرسوم الرمزية التي تفرضها هذه المدارس. وأوضحت بو عاليا أن "معظم اللاجئين العراقيين يتركزون في دمشق وضواحيها حيث أصبحت المدارس عاجزة عن استقبال المزيد". وأفادت المنظمة الدولية للاجئين وهي منظمة غير حكومية أمريكية، أن معاناة اللاجئين تزداد سوءاً بسبب تضاؤل التحويلات المالية التي كانت تصلهم ونفاد مدخراتهم. وأوضحت اليونيسف أن عدد أطفال اللاجئين العراقيين الذين ينقطعون عن المدارس شهد ارتفاعاً مضطرداً خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وتشير الأرقام الحكومية إلى تسجيل 132 49 لاجئاً عراقياً في المدارس للعام الدراسي 2007-2008، ولكن هذا العدد انخفض إلى 32425 خلال العام الدراسي 2008-2009. وأفادت المنظمة الدولية للاجئين أن هذا العدد انخفض أكثر بنسبة 30 بالمئة. وأشارت بو عاليا إلى أن "هذا الانخفاض ناتج عن معاناة الأسر للمزيد من الضغوطات المالية فضلاً عن إعادة التوطين في بلد ثالث والعودة إلى العراق". وتجدر الاشارة الى أن معظم المنقطعين عن الدراسة هم من الفتيان في حين تبقي الأسر فتياتها على مقاعد التعليم. ويقول المعلمون أن الأطفال العراقيين متأخرون في التحصيل العلمي بسبب المشاكل النفسية والثغرات في مسيرتهم التعليمية بالإضافة إلى صعوبات التكيف مع الوضع في سوريا. وتحاول اليونيسف معالجة هذه المشكلة عبر مشروع بمبلغ ستة ملايين دولار. ويشمل هذا المشروع تحسين المرافق في المدارس التي تحتضن نسبة عالية من اللاجئين وتقديم دروس تقوية للأطفال الذين تخلفوا عن زملائهم بالإضافة إلى توفير دروس مهنية مسائية للأطفال العاملين. كما تقوم اليونيسف أيضاً بتدريب المعلمين في مجال معالجة الاحتياجات النفسية والاجتماعية للعراقيين، والتي قد تكون السبب وراء عدم قدرتهم على التركيز. وتشير بيانات تسجيل اللاجئين إلى أن معظم اللاجئين العراقيين الذين يعيشون في سوريا متعلمون ويولون اهتماماً كبيراً لتعليم أطفالهم. ولكن الخبراء يشددون على ضرورة التوصل إلى حلول لمشاكل اللاجئين العراقيين وإلا سيواصل الأطفال انقطاعهم عن الدراسة. ويرى الخبراء أن تزويد الأسر بالمساعدة المالية المشروطة بتسجيل أبنائهم في المدرسة أو تقديم وجبات ساخنة في المدارس قد يسهمان في حل هذه المشكلة.
صح النوم!!! .. أي مستقبل ينتظر أطفال اللاجئين العراقيين فـي سوريا؟
نشر في: 29 سبتمبر, 2010: 05:14 م