بغداد/ المدى في القلب من بغداد، يرى الزائر والمواطن على السواء، صرحا كبيرا هو عبارة عن مدينة مصغرة تدعى مدينة الطب والتي تعد واحدة من أكبر المؤسسات الطبية ليس في العراق أو في بغداد فحسب، بل على صعيد منطقة الشرق الأوسط، حسبما يؤكد الدكتور نزار أحمد العنبكي، معاون مدير عام دائرة مدينة الطب التي يتسع المستشفى التعليمي فيها لألف سرير.
ويضيف: قامت مدينة الطب على أنقاض أول مستشفى في بغداد كان يحمل اسم «مستشفى المجيدية» الذي أنشأه الوالي العثماني رجب باشا، على ضفة نهر دجلة اليسرى. وعندما احتل البريطانيون بغداد حولوا هذا المستشفى إلى مستشفى عسكري بريطاني.وتضم مدينة الطب بين دفتيها 5 مستشفيات كبرى هي: دار التمريض الخاص، ومستشفى الجراحات التخصصية الذي كان يحمل اسم (مستشفى عدنان للجراحات التخصصية الذي يتكون من 20 طابقا)، وأمراض الجهاز الهضمي والكبد، وبغداد التعليمي، وحماية الأطفال. وجميعها في مجال الطوارئ تعتمد على طوارئ مستشفى بغداد التعليمي الذي يحتوي على قسم للطوارئ يضم أكبر قاعتين لطوارئ الباطنية والجراحية (عدا حماية الأطفال). ويتذكر العراقيون أنه عندما تم افتتاح المستشفى التعليمي في مدينة الطب، كان يتميز ولسنوات بأجهزته الطبية المتقدمة، وبنظافته العالية، وبخدمات التمريض حيث كانت ترفده كلية التمريض التابعة لجامعة بغداد باختصاصيين يحملون شهادة البكالوريوس في التمريض.ويوضح الدكتور (ف. العمر) وهو طبيب استشاري، جراح، درس في كلية الطب وتدرج في التعلم بالمستشفى التعليمي في مدينة الطب حتى حصل على شهادة «البورد العربي» في الجراحة، أن «البناية القديمة أو أول بناية في مدينة الطب كانت مستشفى بغداد، أو المستشفى التعليمي، وهو يتكون من عشرة طوابق ويتسع لألف سرير، ويضم ما يقارب الـ100 طبيب اختصاصي والعشرات من الأطباء الذين يدرسون البوردين العراقي والعربي، بالإضافة إلى الأطباء المقيمين قبل تخرجهم النهائي في كلية الطب»، منبهاً إلى أن «هناك مئات الأطباء الذين يعملون في المستشفيات الـ5 لدائرة مدينة الطب، وغالبية الاختصاصيين في مستشفى الجراحات التخصصية الذي يتسع لأكثر من ألفي سرير موزعة على 20 طابقا، حيث تجرى أكثر العمليات الجراحية تعقيدا في هذا المستشفى المتطور للغاية الذي تم افتتاحه عام 1989».وبشأن ما يقدمه المستشفى التعليمي، أو مستشفى بغداد في مدينة الطب من خدمات، يقول العمر: «لكل طابق من الطوابق الـ10 في المستشفى خدمات اختصاصية، ونحن نجري العمليات الجراحية بواقع 10 عمليات أسبوعيا، ناهيك عن العمليات التي تجرى في المستشفى التخصصي للجراحات، وقد يتأخر المريض لشهر أو شهرين على قائمة الانتظار وهذا حسب حالته الصحية»، مؤكدا أن جميع هذه الخدمات والأدوية والعلاجات التي تقدم للمرضى مجانية تماما.وعندما يقارن واقع الخدمات الطبية التي تقدم للمواطنين، يقول العمر: «بالتأكيد أن الخدمات الطبية متفوقة على بقية الخدمات، خصوصاً الكهرباء والماء والبلديات، ونحن نطمح إلى تقديم الأفضل كون خدماتنا تتعلق بحياة البشر والحفاظ عليها»، شاكيا من «الخدمات الفندقية في المستشفيات العراقية، من نظافة وأسرة وتمريض»، يقول: «هذه مشكلة أزلية في المستشفيات العراقية، فالخدمات الطبية متفوقة على الفندقية ولا ندري كيف تتم معالجة ذلك».في الوقت الذي يشهد معدل عدد الاطباء العاملين في مستشفيات مدينة الطب انحساراً ملحوظا، فإن هذه المستشفيات باتت فقيرة الى حد كبير من حيث عدد الأجهزة الطبية الضرورية لسير العملية التطبيبية، أذ يشكو عدد من النزلاء واطباء المستشفيات اضطرارهم لإجراء فحوصات عدة، خارج اروقة المدينة، فضلا عن شكاواهم المستمرة من رداءة الخدمات الأخرى.
مدينة الطب صرح حضاري وطبي بحاجة الى المزيد من الاهتمام
نشر في: 29 سبتمبر, 2010: 05:15 م