TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :مدرسة الشعب

كردستانيات :مدرسة الشعب

نشر في: 29 سبتمبر, 2010: 06:50 م

وديع غزوانلم يعد من يستطيع التكهن بقرب الاتفاق على  تسمية مرشح لرئاسة الحكومة، فتصريحات هذا النائب أو ذاك سرعان ما يناقضها بيان أو تصريح مناقض ربما من نفس الكتلة، وهي حالة تعكس مدى التخبط وعدم التجانس واحتمال حالات التشظي بين الكتلة الواحدة 
 وبالتالي استمرار الآثار السلبية على العملية السياسية برمتها, ظاهرة سبق أن أشرنا الى أهمية انتباه الكتل السياسية إليها لأنها تفقدهم المصداقية أمام المواطنين، وهي حالة لا نتمناها لأية كتلة حتى من نختلف في الرؤى والتوجهات معها، ما يهمنا ان نجد في تلك الحوارات ما يقوّي العملية السياسية ولا يضعفها، وان نتلمس في مناقشات الفرقاء ما يعزز حرصها على هذه العملية أكثر من حرصها على المناصب والامتيازات.ومع ان اختلاف وجهات النظر حالة صحية في تصحيح مسيرة السنوات السبع، اذا ما التزم أطراف العملية السياسية بالدستور وبأصول اللعبة الديمقراطية، الا ان ما يصدر أحياناً من خطاب متشنج من هذا الطرف او ذاك، يلحق ضرراً غير محمود العواقب على العراق بأسره بقواه السياسية المختلفة او بشعبه الذي سيتحمل القسط الأكبر من أي تداعيات يمكن ان تحصل لا سمح الله، كما هو مألوف دائماً.كنا نتمنى أن تؤدي السنوات السبع الى نضج بعض سياسيينا، بعد ان خاضوا غمار العمل السياسي والسلطوي بشكل مباشر، غير ان ما يترشح من معلومات او ما يمكن استدلاله من خلال التصريحات غير المسؤولة، يشير الى قصور واضح في فهم متطلبات المرحلة والمسؤولية التي كان ينبغي على التكتلات السياسية النهوض بها في مرحلة تحوّل ليست بسيطة يشهدها العراق، وما يؤسف له ان خطاب بعض القوى والشخصيات، أعطى صورة مشوهة لما يجري في العراق، وفاقم من حالة التذمر لدى المواطنين الذين يرون من وثقوا بهم لاهين عن حاجاتهم ومعاناتهم التي ازدادت سوءاً عما كانت عليه . وسط هذا التزاحم في طابور التنافس على المغانم بين عدد غير قليل من أصدقاء الأمس وغرماء اليوم، نتلمس الحالة الإيجابية الوحيدة التي صنعها  المواطن البسيط بصبره الذي فاق الحدود المتمثلة بتمسكه بمبدأ اللا عودة بالعراق الى الوراء وتشبثه بالخيار الديمقراطي على ما أصابه من تشوهات لأسباب عديدة، فتراه يثور على ممارسات اغلب السياسيين حد الحنق والغضب  ويندد بها في الشارع والدائرة والمقهى ومن على شاشات الفضائيات وفي الصحف، وقد نسمع ونرى من يقول منهم ماذا حصدنا من  ديمقراطية فتحت الباب على مصراعيه للفساد والمفسدين ويتساءل بحسرة عن الذي تغير و و و، لكنه بفطرته  غير الملوثة يميز بين مصلحة العراق، وبين ممارسات البعض ممن دخل العملية السياسية بالمحاصصات وصلة القرابة والمحسوبيات، من دون ان يفقه شيئاً منها. وكم نتمنى من ساستنا ان يتعلموا من مدرسة الشعب، وينزلوا عن أبراجهم العاجية، عندها ربما يستحي البعض ويسرع الخطى لتشكيل حكومة شراكة وطنية طال انتظارها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

جلسة "القوانين الجدلية" تحت مطرقة الاتحادية.. نواب "غاضبون": لم يكن هناك تصويت!

القانونية النيابية تكشف عن الفئات غير مشمولة بتعديل قانون العفو العام

نيمار يطلب الرحيل عن الهلال السعودي

إنهاء تكليف رئيس هيئة الكمارك (وثيقة)

الخنجر: سنعيد نازحي جرف الصخر والعوجة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram