عن: واشنطن بوست تسع نساء امريكيات فقدن اولادهن في العراق تم استقبالهن من قبل عشرات النسوة العراقيات الذين فقدن اولادهن أيضاً خلال عقود من الحرب والعنف في اجتماع مشترك قالت فيه تلك النسوة انهن يعرفن بمقدار السلام.
وقد عقد هذا اللقاء في كردستان العراق بعيدا عن التفجيرات وساحة المعركة التي كلفت الجيش الامريكي 4400 قتيل منذ عام 2003 وحتى الآن لكنه بالنسبة للنسوة الامريكيات كان تجربة قوية في ان يضعن خطوة في العراق وقد قبّل البعض منهن الارض العراقية عند وصولهن هناك. تقول آمي كالفيز وهي ام امريكية فقدت ابنها عام 2006"لقد كان شعورا غامرا وانا انحني على الارض هل نحن حقا على الارض العراقية، انا لم اصدق ان ذلك كله كان حقيقيا ففي هذا المكان قضى ولدي آخر ايام حياته والآن أنا هنا". واضافت انها ستعود الى الوطن ولكن كشخص مختلف. وكانت الرحلة التي استغرقت ثلاثة ايام قد تم تنظيمها من قبل مجموعة مساندة النساء في ولاية فيرجينيا وقد حضر الاستقبال مسؤولون في وزارة الخارجية وحكومة اقليم كردستان (وحضر الاحتفال زوجة رئيس الجمهورية جلال طالباني السيدة هيروخان) وقالت نوال اخيل نائب رئيس المجموعة في مكتب بغداد "ان الهدف كان الحديث عن معاناتهن وايجاد وسيلة لتخفيفها فنحن نشترك في نفس المعاناة والمحن فالنساء الامريكيات قد فقدن اولادهن والنساء العراقيات قد فقدن احباءهن نتيجة لحروب النظام البائد واعمال العنف التي تلت سقوطه في عام 2003".الين جونسون من ولاية كارولاينا الجنوبية قالت ان هذه الرحلة قد اتاحت لها المجال في ان تتقبل خسارة ابنها الذي قتل عام 2003 في الفلوجة واضافت قبل هذه الرحلة كنت غاضبة لموت ابني لكنني بعد ذلك اشعر الآن بالسلام". وكان ضمن النساء العراقيات العشرات من النسوة الكرديات اللواتي فقدن اولادهن في ثمانينيات القرن الماضي حينما اتبع نظام صدام سياسة الارض المحروقة وابادة الشعب الكردي والذي ارتفع عدد ضحاياه الى ما يقرب من 100 الف نسمة بضمنهم آلاف قد استشهدوا في هجمات بالغاز السام والسلاح الكيمياوي. تقول بيروز ناصر وهي امرأة كردية تبلغ من العمر 55 عاما فقدت ابويها واثنين من اخوتها واثنين من اخواتها اثناء الهجمات بالسلاح الكيمياوي"عندما عانقت امرأة امريكية لم اكن استطيع التعبير عن نفسي بالكلمات لكن ما ساعدنا في التعبير عن مشاعرنا وقربنا من فهم احدنا الآخر كانت دموعنا فقد وجدناهن كتعبير حقيقي عن حزننا ومعاناتنا". كانت الامهات تجتمع في هذا المكان بينما العنف مازال يضرب اجزاء اخرى من البلاد حيث يحاول الارهابيون استعادة مواطئ القدم التي فقدوها بالقرب من بغداد ويواصلون حملة مستمرة ضد الموظفين الحكوميين في جهد لتقويض المؤسسات الحكومية. الكثير من المسؤولين الحكوميين يتحدثون عن مخاوف من استغلال الفراغ السياسي الذي نتج عن تأخر تشكيل الحكومة منذ الانتخابات النيابية التي جرت في شهر آذار الماضي حيث يحاول الارهابيون من جديد استغلال هذا الفراغ من اجل رفع وتيرة التوترات الطائفية من جديد. ترجمة: عمار كاظم محمد
نساء عراقيات يستقبلن أمهات أميركيات فقدن أولادهن في العراق
نشر في: 29 سبتمبر, 2010: 08:00 م