بغداد/ السومرية نيوزاتهم المفتش العام في وزارة الكهرباء علاء محي الدين، امس الاربعاء، موظفين في الوزارة بالاستيلاء على وقود تشغيل المحطات الكهربائية في بغداد، واستبداله بمادة رديئة من مشتقات النفط الخام، مؤكداً ان بعض المصافي غير الرسمية في اقليم كردستان تتعاون في عملية استبدال الوقود الخاص بتشغيل المحطات الكهربائية.
وقال محي الدين إن"بعض المتنفذين من ذوي الرتب في وزارة الكهرباء دعموا عمليات سرقة واستبدال الوقود الخاص بتشغيل محطات الكهرباء في بغداد، بمادة رديئة"، مؤكداً أن"لجاناً خاصة في مكتب المفتش العام في وزارة الكهرباء، اوقفت اكثر من 100 صهريج في منطقة الرستمية جنوب بغداد محملة بوقود مخالف للمواصفات المطلوبة لتشغيل المحطات الكهربائية".وكانت وزارة الكهرباء قد القت القبض على العشرات من الشاحنات الحوضية الناقلة لمادة زيت الغاز الى محطات الكهرباء في بغداد بسبب سرقة الوقود منها، فيما قام الآخرون باستبدال مادة زيت الغاز بمادة النفثا. واضاف محي الدين ان"كميات الوقود التي تمت سرقتها واستبدالها بلغت اكثر من خمسة ملايين لتر من زيت الغاز وهي كافية لتشغيل المحطات الكهربائية في بغداد لمدة يومين"، مبيناً أن بعض"الناقلين عملوا على تحوير صهاريجهم بهدف سرقة كميات من الوقود، فيما قام غيرهم باستبدال مادة زيت الغاز، بمادة النفثا". وتعتبر مادة النفثا من مشتقات النفط الخام لكن أسعارها تقل كثيراً عن اسعار زيت الغاز الذي تقوم الحكومة العراقية باستيراده من الخارج بهدف تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية.واوضح مفتش وزارة الكهرباء ان وزارة الكهرباء"تعاقدت مع عدد من الناقلين التابعين لشركات محلية لايصال وقود زيت الغاز المستورد الى محطات الكهرباء في بغداد"، لافتاً إلى ان"شركة انوار الصباح الأهلية من اكثر الشركات المخالفة حيث تم ضبط اكثر من 30 صهريجاً تابعاً لها قام اصحابها باستبدال مادة زيت الغاز فيها بمادة النفثا". وأكد محي الدين ان بعض المصافي غير الشرعية الموجودة في اقليم كردستان والمحافظات المحيطة بها تتعاون في"عمليات استبدال مادة زيت الغاز بمادة النفثا بالاتفاق مع الناقلين".وبين المفتش العام في وزارة الكهرباء ان"مكتب المفتش العام سيحيل كافة المتورطين في هذه العملية من الناقلين والشركات المتعاقدة مع وزارة الكهرباء اضافة الى كافة المتورطين من وزارة الكهرباء مع الناقلين، الى القضاء، بعد اكمال التحقيقات معهم". وكانت وزارة الكهرباء قد اعلنت خلال الاسبوع الماضي عن ضبط صهريجين تابعين للمؤسسة الكويتية المجهزة للمشتقات النفطية، محملين بوقود اقل من الكمية المتفق عليها بـ60 الف لتر، مبينة انها احتجزت الصهريجين وسائقيهما في مقرها ببغداد.وتستورد وزارة الكهرباء العراقية نحو ستة ملايين لتر يوميا من الوقود من ايران بموجب عقدين وقعتهما مع طهران، ومليون لتر يوميا من تركيا لسد النقص الحاصل في تجهيز وزارة الكهرباء بالوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية.وتحتاج وزارة الكهرباء لتغذية محطاتها الكهربائية العاملة الى ما يقرب من عشرة ملايين لتر من الغاز اويل يومياً، وتقوم وزارة النفط بتزويدها بمليونين و500 ألف إلى ثلاثة ملايين لتر، فيما يتم استيراد ستة ملايين لتر يومياً من دول الجوار وأسواق النفط العالمية.ويعاني العراق من نقص حاد في الطاقة الكهربائية منذ بداية عام 1990، وازدادت ساعات تقنين التيار الكهربائي بعد عام 2003 في بغداد والمحافظات، بسبب قدم الكثير من المحطات بالإضافة إلى عمليات التخريب التي تعرضت لها المنشآت خلال السنوات الخمس الماضية، حيث ازدادت ساعات انقطاع الكهرباء عن المواطنين إلى نحو عشرين ساعة في اليوم الواحد، ما زاد من اعتماد الأهالي على مولدات الطاقة الصغيرة والأهلية، وقد شهدت الفترة الماضية تظاهرات عديدة غاضبة بسبب انقطاع التيار لساعات طويلة، أدت إلى استقالة الوزير في شهر حزيران الماضي من دون حل لأزمة الكهرباء، في وقت تسجل فيه حرارة الطقس ارتفاعا ملحوظا وصلت إلى 56 درجة مئوية.
المفتش العام فـي الكهرباء يتهم موظفين بالوزارة بسرقة وقود تشغيل المحطات
نشر في: 29 سبتمبر, 2010: 09:44 م