 بغداد/ علي عبد السادةكشف نواب قياديون يشرفون على عملية التفاوض داخل التحالف الوطني أن الأخير توصل إلى مرشح لمنصب رئيس الوزراء المقبل عبر آلية الأكثرية، فيما ترجح مصادر مطلعة خاصة بـ(المدى) أن يكون المرشح هو رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي. بيد أن تأخر إعلان اسمه جاء على خلفية طلب مكونات في التحالف الوطني بالتريث لـ"ساعات" لتحقيق إجماع كامل داخل التحالف وإقناع المجلس الأعلى الإسلامي بقبول الترشيح.
"حقق مرشح التحالف الوطني الأكثرية، لكننا ننتظر رأي المجلس الأعلى لنصل الى حالة الإجماع"، يقول القيادي في دولة القانون علي الأديب في اتصال هاتفي مع المدى امس الاربعاء.وكان من المنتظر امس الاربعاء ان يعقد التحالف اجتماعا حاسما، فيما وصفت أوساط سياسية هذا الاجتماع بالفرصة الأخيرة، لكن طرفي التحالف فضّلا منح الوقت لتحقيق الإجماع، ما دفع دولة القانون إلى انتظار الائتلاف الوطني إلى حين الخروج برأي نهائي.غير أن الأديب قال انه في حال فشل التحالف في التوصل إلى إجماع حول المرشح سيذهب التحالف إلى الإعلان وفق آلية الأكثرية.يشار إلى أن اجتماع التحالف أمس الأول الثلاثاء كاد أن يخرج بقرار نهائي بخصوص إعلان المرشح، لولا طلب لمكونات في التحالف تقدمت به "في اللحظات الأخيرة" يقضي بتأجيل الإعلان إلى أمس الأربعاء بهدف حصول القرار على موافقة وإجماع المكونات المؤلفة للتحالف.صورة المفاوضات داخل التحالف تأتي في وقت أكدت فيه مصادر مطلعة أن زيارة رئيس القائمة العراقية إياد علاوي لدمشق لم تحقق أهدافها.حيث جدد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الأربعاء، موقف بلاده الداعم لأي اتفاق بين الكتل السياسية العراقية لتشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق تضم كل القوى الممثلة في البرلمان وتكون قادرة على ضمان وحدة العراق وأمنه، على ما يقول بيان لرئاسة الجمهورية السورية.وعلق قيادي في الائتلاف الوطني العراقي على تصريحات صالح المطلك في دمشق والتي أشار فيها إلى إمكانية تنازل قائمته عن منصب رئاسة الوزراء لغير رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، وقال النائب عن كتلة الأحرار علي اللامي إن هذه التصريحات تعد سابقة خطيرة ولا يمكن للتحالف الوطني قبولها وتغيير مرشحه لأجل مواقف وقرارات كتل أخرى: "التحالف هو الكتلة الأكثر عددا ولا يحق لأحد أن يجبرها على تغيير مرشح نال ثقة مكوناته".اللامي كشف في تصريح خص به (المدى) عن اجتماع يعقده الائتلاف الوطني اليوم الخميس بهدف تحقيق الإجماع داخل التحالف الوطني، نافيا وجود رفض قطعي من قبل المجلس الأعلى العراقي: "هناك تباين في الآراء ونحاول التوصل إلى تفاهمات مشتركة".وعن القلق من أن يؤدي إعلان مرشح التحالف الوطني إلى انسحاب كتل أخرى من الحكومة المرتقبة، أكد اللامي أن التحالف الوطني سيسعى إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية، وسيحاول، أيضاً، ان تكون جميع الكتل الفائزة في الانتخابات موجودة في التشكيلة الوزارية الجديدة، لكن اللامي أشار إلى انه في حال أصرت بعض الكتل على رفض مرشح التحالف "فأنهم أحرار وسيحترم التحالف قرارهم، إذ ليس من المعقول أن تغيب المعارضة الحقيقية والفعالة عن العملية السياسية في العراق". في المقابل خول زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الهيئة السياسية للتيار باتخاذ القرار المناسب بخصوص اختيار مرشح التحالف الوطني.الصدر كان يجيب على أسئلة لمواطنين عراقيين بخصوص ما أسمته رسالتهم اللغط حول موقف التيار الصدري.وقال السيد الصدر إن الضغوطات السياسية لا بد منها في العمل السياسي، بغض النظر عن المرشح قديما كان أو جديدا". وقال نواب صدريون تعليقا على حديث زعيم تيارهم انه "لا يتضمن تأييدا لأحد المرشحين".