بغداد/ (آكانيوز/ السومرية نيوزكشف مصدر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية أمس الخميس، عن أن العملية المسلحة التي شهدها العراق مؤخراً نفذت بتخطيط عبر الهاتف النقال من قبل قادة كبار تنظيم القاعدة الذين يقبعون في السجون العراقية الرسمية.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لوكالة كردستان للأنباء(آكانيوز) إن "الأجهزة الأمنية عثرت اليوم على اعترافات خطرة تؤكد على أن كبار تنظيم القاعدة الذي يقبعون حالياً في السجون العراقية يمتلكون أجهزة هواتف نقالة يديرون بوساطتها العمليات الإرهابية".وأوضح أن"العملية تجري من خلال تقديم أموال طائلة وبالعملة الصعبة لحراس السجون وبعلم الكثير من المسؤولين في تلك السجون". وأشار المصدر إلى أن "سعر الهاتف النقال مع شريحة الاتصال قد يصل في بعض الأحيان إلى آلاف الدولارات، وقد حذرنا وزارة العدل في وقت سابق من التغاضي عن المسألة، إلا أننا لم نتلمس أي جدية في معالجتها".ولفت إلى أن "العمليات الأخيرة التي استهدفت المؤسسات الحكومية جرت بعد موافقة أمراء وقادة القاعدة في سجون الرصافة خاصة عملية استهداف المتطوعين في مقر وزارة الدفاع القديمة منتصف الشهر الماضي". وتابع قائلاً أن "هناك عددا من حراس السجون الإصلاحية لديهم ملفات قضائية بتهم القتل والإرهاب، الأمر الذي تجاهلته وزارة العدل ودائرة الإصلاح على وجه التحديد"وكان احد قادة قوات الصحوة في محافظة صلاح الدين قد كشف في وقت سابق، أن قادة القاعدة يديرون عمليات مسلحة من داخل السجن وعبر الهاتف النقال، إضافة إلى نشاطاتهم التجارية بالاتفاق مع عناصر شرطة السجن، فيما طالب أحد ضباط التحقيق بإجراء عملية تشويش على محيط السجن، لمنع الاتصال الهاتفي.ويقول القيادي في الصحوة لـ"السومرية نيوز"، إنه "قضى عدة أشهر في السجن المركزي بمدينة تكريت، مركز المحافظة، والذي يحتوي على عشر قاعات كبيرة، يتواجد فيها 800 معتقل، غالبيتهم من قيادات تنظيم القاعدة، الذين صدرت بحقهم أحكام مختلفة، منها الإعدام أو السجن المؤبد ومن ضمنهم شخص يعتبر الأمير الديني والسياسي للجماعات المسلحة داخل السجن، يدعى أبو الحارث.ويضيف القيادي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "معتقلي تنظيم القاعدة يسعون إلى استثمار فترة السجن باتجاهين، الأول تنظيمي والثاني مادي من خلال العمل التجاري".وبخصوص الشق التنظيمي يوضح القيادي أن "عناصر القاعدة يعينون في كل قاعة مسؤولا يرتبط بالأمير وهو حلقة الوصل لنقل التعليمات والفتاوى"، مؤكداً أن"مسلحي التنظيم قاموا بإدارة عمليات مسلحة من داخل السجن بواسطة الهاتف النقال، عبر خلاياهم النائمة في بعض المناطق"، مبيناً أنه عرف منهم بأن "الانفجار الذي استهدف مدير الشؤون في شرطة مدينة بيجي المقدم حسين علوان بسيارة مفخخة قبل نحو شهرين، جرى التخطيط له وإدارته من داخل السجن".ويضيف القيادي أن "أبو الحارث أكد له أن الخلل الكبير الذي وقع في تنظيم القاعدة بالعراق، بعد تولي قيادات عربية للعمليات العسكرية، يتمثل في أن هؤلاء ينفذون أجندات خارجية، ولا يكترثون للخسائر الناجمة عن أوامرهم وأفعالهم" ، مؤكداً أن"عناصر القاعدة في السجن عادة ما يراجعون العمليات المسلحة التي قاموا بها ويقيمون الربح والخسارة فيها، ".أما استثمار السجن من ناحية تجارية، فيقول القيادي بشأنه إن "العمل التجاري بين السجناء يجري تقريباً باتفاق عناصر القاعدة مع الشرطة، في مجال بيع السجائر وبطاقات شحن الهواتف النقالة".ويوضح القيادي أن "الشرطة تمنع دخول السجائر مثلاً، بينما يحصل عليها السجين من مسلحي تنظيم القاعدة السجناء، ويبيعونها بالسوق السوداء، حتى وصل سعر علبة السجائر من نوع أسبين إلى 65 ألف دينار". وفي إحدى المرات، كما يقول القيادي، وصل سعر رزمة السجائر، التي تحوي عدة علب إلى 300 ألف دينار، فضلا عن الأسعار الخيالية للاتصال بالهاتف الخلوي، حيث يصل سعر الدقيقة الواحدة إلى 2000 دينار، وتجارة كهذه جعلت أحد السجناء يعطي زوجته مبلغ مليون دينار كأرباح من العمل التجاري داخل السجن.ويضيف القيادي أن "حياة المسلحين داخل السجن تبدو طبيعية نوعا ما، وأحياناً جيدة، حيث أنهم يحاولون بناء علاقة طيبة مع سجانيهم، ويتبادلون معهم المنافع، خصوصا في مجال العمل التجاري داخل السجن".ويؤكد القيادي أن "أمير القاعدة (أبو الحارث) يدير شؤون المسلحين داخل السجن، بشكل مركزي، حتى أنه أفتى بجواز إفطاري بسبب مرضي، كما أنه كتب لهم ورقة تؤكد فتواه بإعفائي من الصيام خلال فترة السجن، التي تزامنت مع شهر رمضان"..وتشير تقارير عسكرية أميركية وعراقية، إلى ان التنظيم المتشدد بدأ يفقد قوته، وبخاصة بعد مقتل زعيمي التنظيم، أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري، في عملية عسكرية مشتركة نفذت قبل أشهر عدة في منطقة الثرثار جنوب غربي مدينة تكريت (160 كم شمال غرب بغداد)، إلا أن التنظيم لا يزال يشن هجمات دامية بين الحين والآخر، فيما يرى قادة عسك
الداخلية: العمليات المسلحة خطط لها داخل السجون بوساطة النقال
نشر في: 30 سبتمبر, 2010: 06:29 م