بغداد/ المدى تصوير/ ادهم يوسف احكمت خولة قبضتها على النقودالبالغة 300 الف دينار ، والتي  ساهم في دفعها كل من والدتها ووالدها وجدتها ، لكي تشتري  بها طاقمين من الزي المدرسي المكون من القميص والصدرية ، وكان في حسابات خولة ان يكون سعر القميص 5 آلاف دينار والصدرية 10 آلاف دينار ، مقارنة باسعار العام الماضي ، لكن فرحة خولة انقلبت الى حيرة بعد ان وجدت ان الاسعار قد تصاعدت بشكل غير معقول ،
 وان ما جمعته من مساهمات ثلاثة من افراد العائلة لا يكفي حتى لطاقم واحد من الزي المدرسي .معاناة ذوي الدخول المحدودةوتقول الطالبة خولة ان الاسعار اصبحت مرتفعة بالقياس الى العام الماضي ، فقد احزنها انها تعجز حتى عن شراء القميص اوالصدرية المدرسية بالمبلغ الذي كانت تعتقد انها سوف تشتري بما يتبقى منه حجاب الراس الابيض ، وتشير خولة الى ان ميزانية العائلة العراقية لا تصمد ازاء هذا الارتفاع في كل الاسعار وليس فقط في اسعار الملابس المدرسية فقط ، خاصة ان اغلب العوائل لديها اكثر من طالبين في مراحل مختلفة من الدراسة ، مع العلم ان العيد لم تمض عليه الا فترة قصيرة قد استنفد اغلب المدخرات ، وتحمد الله الطالبة خولة الذي يعمل والدها موظفا بسيطا في احدى دوائر الدولة من انها الابنة الوحيدة للعائلة وهي  في الصف الثالث المتوسط فتقول: قصدت اسواق الكرادة ووجدت ان سعر الصدرية 25 الف دينار والقميص 15 الف دينار ، وكان معي 30 الف دينار فرجعت الى البيت لانني لا استطيع ان اشتري حتى القميص والصدرية ! وان اغلب المعروضات من الازياء المدرسية  تركية المنشأ ، وفي اسواق الكرادة وجدنا عوائل عديدة مستاءة من ارتفاع الاسعار خاصة تلك التي لديها ثلاثة واربعة طلاب ، واشارت ام طارق ان البضاعة الجيدة مرتفعة الاسعار بل حتى الصينية منها مرتفعة فاقل قميص لطالب في الدراسة الابتدائية سعره يزيد عن  5 آلاف دينار وهو صيني المنشأ ومن قماش النايلون وخفيف الخامة في اول غسلة يفقد تماسكه و( يتهرأ ) ما يجعل الطالب لا يرغب في لبسه ثانية ، وهناك قمصان ولادية وبناتية احسن بقليل من الصيني لكنها غالية السعر فهي تتراوح بين 10-12  الف دينارفلدي ثلاثة ابناء بنت واحدة وولدان وبحساب بسيط فقد يكلفني كل واحد منهم 35 الف دينار مع ان والدهم موظف لا يتجاوز راتبه الـ600  الف دينار ،  وتقول ام طارق لا يمكن ان نشتري قميصا واحداً للأبناء بل أكثر من واحد حيث الجو الحار وسرعة التعرق واللون الابيض يتسخ بسرعة لذا يتم غسل القميص كل يوم او شراء اكثر من قميص لاستبداله يوميا ، اما البنطال فهو في الغالب من قماش ( الكابوي ) او ما يسمى الجينز  وسعره يتراوح بين 18- 15 الف دينار لطلاب الابتدائية ، واذا ما تحدثنا عن الزي الجامعي فان الامر يطول ، حيث ( التنورة ) الرصاصية اللون يزداد سعرها من محل الى اخر ليصل الى 35 الف دينار للتنورة الواحدة والقميص بسعر 20 الف دينار ، وهناك قمصان سعر الواحد منها 55 ألف  دينار ، و التنانير  يصل سعرها الى 50 الف دينار ، هذه الاسعار وجدناها في اسواق الكرادة . rnالزي الجامعي الموحدفي احدى المحال التي تعرض الزي الجامعي الموحد ،  علقت احدى طالبات الجامعة  ان ارتداء كل يوم لونا من الالوان والاعتماد على ما متوفر لدينا من انواع الملابس أراه ارحم من الزي الجامعي الموحد ،وقالت طالبة اخرى ان التقيد بلون واحد وتصميم واحد يجعل الرتابة والروتين امرا يبعث على الملل ، اما الطلبة ( الذكور)  فلم يكن لهم ذلك الاحتجاج لانهم لا يخضعون الى التصاميم مثل الفتيات لكن عندما نسالهم عن رايهم بتطبيق الزي الموحد يكون الرد ان الحرية الشخصية يجب ان تحترم من قبل الادارة ، في حين  صرح لنا احد المسؤولين في جامعة بغداد ان الزي الموحد سوف يطبق في هذا العام ،وهذا يعني ان الطالبات الجامعيات سيعانين ايضا من ارتفاع اسعار الزي الجامعي ، ووجدنا طالبتين جامعيتين غاضبتين من التشديد في ارتداء الزي الموحد ، وقالت احداهن ان  المثول الى التعليمات نوع من فقدان الحرية الشخصية ، فما دامت الطالبة ترتدي الملابس المحتشمة فلماذا الاصرار على الزي الموحد ؟ كما ان اغلب جامعات العالم لا تتقيد بالزي الموحد بل وجدنا في احدى الجامعات في الوطن العربي ترتدي بعض الطالبات ( الشورت ) في الجامعة مع اكسسوارت وتسريحات متنوعة ، وعن الالتزام بالزي الجامعي الموحد اشارت عميدة كلية العلوم للبنات الدكتورة ندى الانصاري ان هذا العام سوف يطبق خلاله الالتزام بالزي الموحد رغم ان الطالبات لا يرحبن بهذا الاجراء الا انه ضروري جدا لانه يبرز هوية الطالبة ويعطي منظرا محببا للطالبات كون الوانه جميلة ومتناسقة وتبرز من خلاله هوية الطالبة الجامعية . وناشدت الدكتورة الانصاري الطالبات الالتزام بالحشمة لانها تجعل صاحبتها اكثراحتراما من تلك التي ترتدي الملابس غير اللائقة والتي تبرز اجزاء من جسمها ، والطالبة لا تعلم ان زميلها هواكثر من الاخرين انتقادا لها .  rnالأسواق الشعبيةوتبقى معاناة العوائل اصحاب الدخل المحدود كبيرة ، الا انهم يحاولون قدر الامكان اللجوء الى الاسواق الشعبية والى ما تعرضه الارصفة من ملابس مدرسية من مناشئ صينية رخيصة