TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > أمير الكويت يواجه ضغوطاً سياسية

أمير الكويت يواجه ضغوطاً سياسية

نشر في: 29 نوفمبر, 2012: 08:00 م

ربما يكون أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح يبلغ من العمر 83 عاما لكنه دبلوماسي محنك سافر كثيرا ويملك ما يكفي من قوة لدعم زعماء أجانب خلال قمة عقدت مؤخرا وتصدر الساحة في أحدث خلاف سياسي في البلاد.

وتصدى الشيخ صباح لنواب المعارضة الذين يرغبون في استجواب الحكومة التي يهيمن عليها أعضاء في الأسرة الحاكمة في أزمة منعت مشاريع اقتصادية في الكويت.

ويدلي الكويتيون بأصواتهم في الأول من ديسمبر كانون الأول لاختيار برلمان جديد هو الخامس منذ تولي الشيخ صباح السلطة لكن ستقاطعها المعارضة بسبب تغييرات في قواعد التصويت أمر الأمير بإدخالها والتي اعتبرت في صالح المرشحين الموالين للحكومة.

وتسبب مرض أفراد بارزين في الأسرة الحاكمة في جعل الشيخ صباح هو صانع السياسة بالأمر الواقع لسنوات قبل أن يصبح أميرا للبلاد والذي اختير باعتبار أن له الخبرة الكافية لإدارة البلاد.

وقال أيهم كامل وهو محلل لشؤون الشرق الأوسط في مجموعة أوراسيا "كان من الواضح جدا في ذلك الوقت أن الشيخ صباح جاء بشعور فريد بالشرعية. وهذا يمنحه ثقلا سياسيا ملموسا."

وأضاف كامل أن هذا أيضا لأن مجلس الامة وليس الحكومة فقط كان له دور مباشر في المساعدة على تولي الشيخ صباح السلطة.

ورشح الشيخ صباح حاكما للبلاد بعد أن توفي الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح ولم يكد خلفه الشيخ سعد العبد الله الصباح يعين إلا وصوت مجلس الامة على تنحيه بسبب مرضه.

وأجريت للشيخ صباح عملية لتثبيت جهاز لتنظيم ضربات القلب عام 1999 لكنه يسافر كثيرا ويبدو في صحة جيدة ويقال إنه يحب الصيد. وفي قمة عقدت في الآونة الأخيرة نشرت له صور وهو يمسك أيدي نظرائه الأجانب بينما كانوا يمشون في أروقة أحد القصور.

وأطلق عليه لقب "عميد الدبلوماسية العربية" لعمله عندما كان وزيرا للخارجية على إعادة العلاقات مع الدول العربية التي دعمت العراق خلال حرب الخليج عام 1990 و1991 عندما كانت القوات العراقية تحتل الكويت.

وأبقى الشيخ صباح على علاقات قوية مع الولايات المتحدة التي استخدمت الكويت نقطة انطلاق رئيسية للغزو الذي قادته عام 2003 للعراق والذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين.

ومنذ ذلك الحين اتخذ أيضا خطوات لإعادة بناء العلاقات مع العراق المجاور وزاره في أوائل عام 2012.

لكن في الداخل تصاعدت التوترات بين حكومته والنواب المنتخبين حتى وإن كانت البلاد تمكنت من تجنب الانتفاضات التي شهدتها دول أخرى بالمنطقة العربية.

وفي كلمة نقلها التلفزيون في السادس من نوفمبر تشرين الثاني بعد تفريق محتجين لم يحصلوا على تصريح بالغاز المسيل للدموع مما أحدث هزة في البلاد أوضح الشيخ صباح أنه مستعد لأخذ موقف صرام للحيلولة دون تحول المسيرات إلى اضطرابات.

وقال "اننا مطالبون اليوم بأن نختار بين دولة القانون والدستور والتشبث به حيث أنه طريق السلامة أو انتهاج طريق الفوضى والتعدي على صلاحيات السلطة الدستورية المسؤولة."

ويصفه دبلوماسيون بأنه يتمسك بشدة بقراراته في مواجهة الضغط مثل المرسوم الطاريء الذي أصدره في أكتوبر تشرين الأول لتغيير النظام الانتخابي.

لكنه في الوقت ذاته يتبنى أسلوبا أكثر لينا من خلال الاجتماع مع شخصيات المعارضة لمحاولة وقف التوترات.

وقال دبلوماسي مقيم في الكويت "إنه دبلوماسي حتى النخاع... إنه يفضل تجنب المواجهة إذا أمكن."

وكان من أكبر التحديات التي واجهها الشيخ صباح في 2011 الاحتجاجات الحاشدة ضد رئيس الوزراء وابن أخيه الشيخ ناصر المحمد الصباح.

وقال دبلوماسيون إن الشيخ صباح كان يرغب في الإبقاء على الشيخ ناصر في السلطة لكن يعتقد أنه غير رأيه عندما رأى حجم الاحتجاجات الحاشدة التي قدر عدد المشاركين فيها بعشرات الآلاف.

وقال دبلوماسي آخر مقيم في الكويت "إنه يتخذ القرارات بعد تفكير متعمق ويبدي صرامة حتى مع أفراد أسرته... كما أنه يعرف كيف يتعامل مع المعارضة وينتظر إلى أن يفقد زخمهم القوة."

ويقوم الشيخ صباح بدور فعال في صنع السياسة لا مجرد تكليف آخرين بالمهام بدلا من أن ينأى بنفسه عن الشؤون السياسية اليومية شأنه شأن خلفائه. ويقول محللون إن مشاركته بفاعلية في الحياة السياسية ربما نبعت من تجربته السابقة في الأدوار التي قام بها في صنع السياسة.

وقال معلق سياسي كويتي طلب عدم نشر اسمه "إنه لا يهدأ.. إنه نشط جدا. إنه يستقبل الوزراء ووكلاء الوزراء كل يوم."

واستغل الشيخ صباح سلطاته التنفيذية في محاولة الخروج من الجمود داخل البرلمان وحل المجلس خمس مرات منذ أن تولى إمارة البلاد.

كما أنه أبدى بعض الميول الليبرالية مثل حثه على إصدار تشريع يمنح المرأة الكويتية حقوقا سياسية كاملة عام 2005 بما في ذلك حق التصويت والترشح للمنصب.

وفي عام 2012 رفض بعض اقتراحات من نواب أغلبهم إسلاميون منها فرض عقوبة الإعدام على التجديف وخطة لتعديل الدستور تجعل كل تشريع لا يخالف الشريعة الإسلامية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

ترامب: تركيا استولت على سوريا بطريقة "غير ودية"

بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال خلال زيارتي العراق

صحيفة عبرية: نتنياهو لا يريد انهاء الحرب في غزة لاستمرار نظامه الديكتاتوري

قراءة أمريكية لتداعيات سقوط الأسد على العراق

مقتل زعيم "داعش" بضربة أميركية في سوريا

مقالات ذات صلة

بابا الفاتيكان يدين وحشية غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي

بابا الفاتيكان يدين وحشية غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي

متابعة المدىدان البابا فرنسيس مرة أخرى، امس الاحد «قسوة» الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، بعدما قام بذلك السبت، مثيراً احتجاج إسرائيل، التي اتهمته بـ«ازدواجية المعايير». ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الحبر الأعظم بعد صلاة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram