وصف رئيس الاكوادور رافاييل كوريا ما ما تعرض له بأنه  "محاولة انقلابية" بعدما خرجت حشود من قوات الامن في احتجاجات على سياسة التقشف الاقتصادي لحكومته. وقال كوريا بعدما اجبر على الفرار من ثكنة رئيسية لقوات الامن في العاصمة كويتو ان السبب هم "المعارضة وقطاعات من قوات الجيش والشرطة" ، مؤكداً انه ليس امامهم الا ان يقتلوه قبل ان يحققوا اهدافهم.
وذهب الرئيس الى ثكنة رئيسية في العاصمة على خلفية قيام  حشود من قوات الجيش والشرطة صباح امس الاول الخميس باحتلال عدة ثكنات واقاموا حواجز على الطرق احتجاجا على اجراءات التقشف ، ليخطب في الجنود قائلا انه لن يتراجع قيد انملة ، ثم حدث هرج وألقيت قنابل غاز مسيل للدموع اضطرته لتلقي العلاج في مستشفى للشرطة.والرئيس الاكوادور الاشتراكي رافاييل كوريا الذي واجه الخميس اسوأ ازمة له منذ وصوله الى السلطة في كانون الثاني  2007 فتن البلاد بشخصيته الشابة والحازمة قبل ان يتخلى عنه العديد من حلفائه بسبب طباعه النارية."إذا كنتم تريدون قتل الرئيس فهو هنا، اقتلوه اذا اردتم!" بهذه الكلمات وبأسلوبه المسرحي المعتاد ونبرته النارية خاطب كوريا (47 عاما) الخميس عناصر القوى الامنية التي تمردت عليه بسبب إلغاء علاوات الاقدمية التي كانوا يستفيدون منها.وكوريا الذي انتخب للمرة الاولى في 2006 بفوزه يومها على اثرى رجل في البلاد ومن دون ان يحظى بدعم اي من الاحزاب السياسية، يعشق المواجهة ومخاطبة الجماهير الغفيرة.وهذا الرجل الممشوق القامة الانيق بطبعه متزوج من بلجيكية أنجبت له ثلاثة اولاد، وقد حصل على منح دراسية قادته الى الولايات المتحدة وأوروبا.وإذا كان كوريا لا يتردد في مصافحة أنصاره وعناقهم حتى، فهو في المقابل صلب الى اقسى الحدود مع خصومه، يتهكم عليهم حيناً ويحقد عليهم في احيان كثيرة، وقد عمد الى وضع بعض وسائل الاعلام تحت وصاية الحكومة كما اجرى استفتاء عاما في ايلول 2008 على تعديل دستوري عزز سلطاته الرئاسية ما حدا بمعارضيه الى اتهامه بحصر كل السلطة في يده.غير ان هذا لم يحل دون انتخابه لولاية ثانية من الدورة الاولى في الانتخابات الرئاسية التي جرت في السنة الماضية في سابقة من نوعها منذ عودة الديموقراطية الى البلاد في 1979.وهذا الكاثوليكي " المؤمن " متحدر من عائلة متواضعة في مدينة غواياكيل (جنوب) وقد كثف برامجه الاجتماعية في مجال الرعاية الصحية والتعليم وكذلك في مجال تمكين الفلاحين من الحصول على اراض زراعية، الامر الذي عزز شعبيته في اوساط الفقراء في بلد يعيش 38% من سكانه تحت عتبة الفقر بأقل من دولار يوميا.ولكن خلال الاسابيع الماضية توجب على كوريا ان يواجه غضب المدرسين والسائقين.كما خاض نزاعاً مع حركة الهنود الاصليين المناوئة لاستخراج النفط والثروات المنجمية من اراضي السكان الاصليين.وبحسب استطلاع أجراه معهد سيداتوس-غالوب منتصف ايلول  فقد ابدى 53% من الاكوادوريين تأييدهم سياسة الرئيس.ووعد كوريا بـ"استعادة السيادة" لهذا البلد الصغير الواقع في سلسلة جبال الانديز  مطالبا شركات النفط بان تدفع للدولة جزءاً أكبر من ارباحها.كما رفض تجديد العقد الموقع بين الاكوادور والولايات المتحدة حول قاعدة مانتا العسكرية الاميركية المطلة على المحيط الهادئ والتي تعتبر قاعدة عسكرية ستراتيجية لمكافحة المخدرات.وقطع كوريا ايضا العلاقات الدبلوماسية مع كولومبيا لأكثر من سنة ونصف السنة بعدما  قصفت القوات الكولومبية في آذار 2008 معسكرا لميليشيا القوات الثورية المسلحة الكولومبية (فارك) يقع على الاراضي الاكوادورية. وفي كانون الاول  2008 اعلن رفض بلاده عن سداد ثلث دينها العام، اي حوالي ثلاثة مليارات دولار، اعتبرها "غير شرعية" بسبب مخالفات اعترت عملية التفاوض على الحصول على تلك القروض.وكوريا من انصار "اشتراكية القرن الحادي والعشرين" التي يرفع لواءها نظيره الفنزويلي هوغو تشافيز ولكن من دون ان يصطف اصطفافا اعمى خلف الرئيس الفنزويلي.كما انه ليس من مؤيدي التأميم وقد انتظر حتى حزيران  2009 للانضمام الى البديل البوليفاري للاميركيتين (البا)، الكتلة المناهضة لليبرالية التي تضم حوالي عشرة بلدان والتي اسستها فنزويلا وكوبا في 2004.