بغداد/ اياس حسام الساموكشكك مسؤولون حكوميون بالتقارير الدولية التي تحدثت عن وجود حوالي 6 ملايين عراقي أمي، في الوقت الذي اعتبرت لجنة التربية والتعليم في البرلمان السابق سبب ازدياد ظاهرة الامية هو الخلل الذي حصل في النظام التعليمي.
من جانبها، اعتبرت مديرة الاعلام التربوي سحر حربي، في حديث لـ"المدى"ان الاحصائيات مبالغ فيها فلا يمكن اعطاء اي احصائية حقيقية الا باجراء التعداد لمعرفة كافة التفاصيل المتعلقة بنسب المتعلمين والاميين.واكدت حربي ان وزارة التربية عملت على اجراء دورات غير الزامية لمحو الامية خرج من خلالها اكثر من 800 الف شخص.ونفى عبد الزهرة الهنداوي الناطق الاعلامي باسم الجهاز المركزي للاحصاء في حديثه لـ"المدى"ان تكون وزارة التخطيط تقدمت باي تقارير خلال هذه الفترة عن نسبة الامية في البلاد كونها تنتظر ما يسفر عنه التعداد حتى تستطيع اعطاء النسب الدقيقة بهذا الخصوص.وذكر الهنداوي ان اخر احصاء اجرته وزارته كان عن طريق مكتب المسح الاقتصادي والاجتماعي للاسرة العراقية في سنة 2008 والذي قدر نسبة الامية في العراق بحوالي 20 بالمائة، اما الحديث عن 6 ملايين امي في العراق هذا امر مبالغ فيه كون العراق بلداً رائداً في الثقافة والمستوى العلمي فيه عالي.رئيس جمعية الثقافة للجميع د.عبد جاسم الساعدي وصف في حديث لـ"المدى"الامية بالخطر الكبير على العراق كون الامية لها مضاعفات كبيرة ليس على الحاضر فحسب انما يمتد اثره الى المستقبل، فالمسؤولية هنا لاتقع على عاتق وزارة التربية فقط انما على جميع الجهات ذات العلاقة بما فيها منظمات المجمتع المدني.ولفت الساعدي الى ان نسبة الامية من النساء تصل مابين 50 بالمائة الى 60 بالمائة على مستوى العراق وهذه الاحصائيات صدرت قبل سنتين وهي مستمرة حتى الان، مبينا ان الاحصائيات مصدرها التقارير الصادرة من اليونسكو والجهاز المركزي للاحصاء بوزارة التخطيط، مشددا على ان التقرير الاخير الصادر من وزارة التربية كان قد اشار الى ان نسبة الامية في العراق تصل الى 35 بالمائة من كلا الجنسين اي حوالي من 9 الى 10 ملايين شخص وهذا مؤشر خطير، مطالبا الجهات الحكومية بايجاد خطة تمتد الى عشر سنوات تتم من خلالها معالجة الامية تشترك فيها جميع الجهات المختصة.فيما تذهب د.اسمار شاكر مجيد رئيسة وحدة بحوث المرأة والاكاديمية في جامعة بغداد في حديث لـ"المدى"الى ان النسب التي اعلنت بخصوص عدد الامية في العراق مبالغ فيها.وزادت مجيد ان الاحصائيات التقريبية التي اعلنتها منظمة ايادي الرحمة المدعومة من اليونسكو اشارت إلى أن نسبة الامية هي مابين 20 بالمائة الى 25 بالمائة والغالبية الكبرى من هذه النسبة هي من النساء الفاقدات للمعيل، مضيفة ان وزارة التربية لا يمكن لها اعطاء احصائيات في الوقت الحاضر حتى يتم التعداد كما ان عمل مديريات التربية لايغطي المناطق النائية والقرى والارياف فليس لديها فرق جوالة تعمل على اجراء المسح لمعرفة كافة التفاصيل بشأن ظاهرة الامية.وعزت، شاكر سبب عدم اعتراف الجهات الحكومية بالتقارير التي تصدر من منظمات المجتمع المدني الى عدم وجود جهات رسمية تحضر الى اماكن اجراء هذه الاحصائيات.ويشار الى ان مكتب اليونسكو في العراق اطلق هذا العام مبادرة (محو الامية من اجل التمكين) المسماة (LIFE) وهي مشروع يمتد لاربعة اعوام بميزانية تصل الى ستة ملايين وثلاثمائة الف دولار لاجل تعزيز القدرات وتأسيس قاعدة لمحو امية مستدامة وفي متناول الجميع.رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب السابق النائب د.علاء مكي يرى في حديث لـ"المدى" ان سبب ازدياد ظاهرة الامية هو انهيار النظام التعليمي في العراق، مضيفا ان هذا الانهيار كان منذ زمن تسعينيات القرن الماضي بسبب الانهيار العام في الدولة العراقية فكان المعلم او الاستاذ الجامعي يتسلم راتبا لايسد رمقه وازداد هذا الانهيار بعد سقوط النظام السابق بسبب التدمير الذي حصل في هيكليات الدولة.وعن دور مجلس النواب بهذا الخصوص قال مكي ان المجلس السابق كان مشلولاً في عمله، ولجنة التربية والتعليم كانت تعمل بشكل فردي.واجتهادات فردية من اعضائها، مشددا على ان مشكلة الامية في العراق بازدياد مستمر.وكانت هيئات دولية قد أعلنت أن ربع العراقيين ممن تتراوح أعمارهم ما بين (10 و51) لا يعرفون القراءة والكتابة بسبب الحروب والحصار، بالإضافة إلى الأوضاع الأمنية المتدهورة وتهجير الكثير من العراقيين وصعوبة الظروف المعيشية وازدياد الفقر، وجميعها عوامل تسببت في دفع التلاميذ إلى ترك الدراسة والتوجه إلى عمل لتوفير لقمة العيش.