اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الشرنقة.. لا الكفن..ثنائيات الاتصال فـي قصيدة عند قبر الشاعر السياب

الشرنقة.. لا الكفن..ثنائيات الاتصال فـي قصيدة عند قبر الشاعر السياب

نشر في: 2 أكتوبر, 2010: 05:12 م

للشاعر ياسين طه حافظ2-2ما قبل النص/ جذور القصيدة في منتصف تسعينيات القرن الماضي وبمناسبة ملتقى السياب السنوي، كان الشاعر ياسين طه حافظ، ضمن المشاركين في الملتقى، وقد زار الشاعر، قضاء القرنة،
 وقضاء ابي الخصيب، صعودا الى جيكور، بعد زيارة جماعية لمقبرة الحسن البصري، وقراءة الفاتحة عند قبر السياب، وكانت بداية تعرفي الشخصي على الشاعر ياسين طه حافظ، اما تعرفي على نصوصه فقد كانت منذ اوائل السبعينيات، وتحديدا مع قصائد الاعراف، كتابه الشعري، الذي اشاد الشاعر سعدي يوسف بالديوان و بقصيدتي (تجربة في اللون) و (العربات) (ان قصيدتين متحاورتين، تصلحان للحديث عن الانجاز الحقيقي، نجد ان الشاعر ياسين طه حافظ، ان يحقق الطموح الذي يتوق اليه الفنان في ان يكون انتصاره الفني خدمة للاكثر جوهرية فيما تطرحه الحياة/ طريق الشعب/ 1974/ متابعة نقدية)، من تلك الزيارة من توحد الشاعر الزائر، ياسين طه حافظ، وهو يقف عند قبر الشاعر السياب، تنبثق شجرة هذه القصيدة.rnخارطة القصيدة لتلك الزيارة وقعها الخاص، في افق حساسية، شاعر من طراز ياسين طه حافظ، وللمكان الصامت، وقعه المؤثر والزائر الشاعر خرج من خلال قصيدته عن سياق واقع الزيارة الحقيقية حيث دخل الادباء مقبرة الحسن البصري متوجهين مباشرة الى قبر السياب لقراءة الفاتحة، نراه في زيارته الشعرية من خلال قصيدته هذه، يكرس ستة عشر سطرا، يتناول فيها المقبرة، ويلي ذلك ثلاثة عشر سطراً يخص بها السياب، وهذا يعني، ان افق الشاعر الزائر، لايحذف العام ليصل مباشرة الى خصوصية الموت، بل من خلال التقاط جزئيات العام، وتنسيقها شعريا يصل الى الخاص. إلى الموت بثقله الفيزيقي الذي، له مهابة المحور الدلالي، الذي على نوله تغزل القصيدة شجرتها. فالقول الشعري، في هذه القصيدة، لايحتوي على أي جرعة ميتافيزيقية، واعدة، فهو يؤثل اتصالا بين فناء الفيزيقي، والشعري تنتصر فيها القصيدة على الفناء، تاركة بياضا لفطنة القارئ وتحديدا لقارئ (يملك الشجاعة ليبصر الحقيقة في عينها والقدرة على ان يتحملها/ ص29). حسب باتريك زوسكند.. القصيدة تشتغل على مراكمة فاعلة لمنظومة من الدلالات، واذا لم تكن هناك عدالة فوق الارض فان الجميع: (عندما يغمض الموت اجفانناطافين عراة على مياه "اخيرون"في ذلك الزورق الوحيدالغالب والمغلوب معا)فالموت وحده حاضنة التماثل، اما الحياة فهي بؤرة حيوية للتناقضات بكل احتداماتها. واذا كان الموت منفى، فان ديالكتيك القصيدة هو نفي النفي بقوة الشعر (الذي يزيد من وعينا على التجربة في تعقيدها وفي معناها/ ص140) حسب الن تيت.rnالزائر يحمل مرآتين ما ان يدخل الزائر الشاعر، كراج الآخرة/ المقبرة، حتى تزوده بمرآة حين يتأمل فيها يرى سواه كما استقروا في قصيدته، لكنه حين وصل الى قبر السياب تنافست مرآة ثانية مع المرآة الاولى:في المرآة الثانية: يرى السياب وهو يحتضن النجم والصاعقة، يراه يتوهج حيث استدار، وفي هذه الاثناء تزاحمها المرآة الاولى، فيرى الزائر شاعره السياب في المقبرة.في المرآة الاولى: غادرته الرؤى، لاضوء يلوح، ولا "أي وجه يرى"، "والشناشيل قد اطفئت ابدا" والسياب "من غفوة لايفيق". وحتى يوقف الشاعر الزائر التنافس المرآوي بتغيير أداة اتصاله من العين الى الشفاه، موظفا الصمت، لا الجهر بالقول قناة اتصال مشترطا على نفسه "التزَمْتَ بقانون عالمه"، وعبر قناة الصمت يخاطب الشاعر الزائر السياب:صامتا اتذكر اشعاره صامتا استعيد عباراتِهِوهنا يصطدم البث، الشعري، بصمت بارد لا يكترث باي شيء، (ليس يعنيه مما أخبئ أو ما أقوله شيء) فيتساءل الشاعر الزائر: "كأن لم تكن تلك اشعاره الصاخباتُ ولا اشعلَتْ دمه الكلمات". يتساءل شاعرنا الزائر وينبغي ان نتمسك بحقنا في التساؤل، يتساءل ويجيب في الوقت نفسه، "فهو في عالم ترك النطق منذ زمان" "وما عاد يعرف أي اللغات"، لقد دخل الشاعر / الراحل في "هناك"، واسوة بسواه من الاحياء .. انطفأت امام الريح شعلته "وأُفرِغ من حقيقته ووُسِّدَ ها هنا ابدا فلا احد يحاذر بعد صيحته ص31 قصيدة: جلسة في بستان صادق / عالم آخر rnعودة الى العنوان الثاني قصيدة عند قبر الشاعر السيابهل قصيدة الشاعر الزائر، هي رد فعل على فعله الاول، الذي لم يجد صدى له من قبل الشاعر الراحل/ السياب؟ اعني بذلك قول الشاعر الزائر :"اتذكر اشعاره، صامتا استعيد عباراتهليس يعنيه مما أخبئ أو ما أقوله شيء"ونقصد بالصدى، هو ذلك الاتصال الروحي، لذا ينقل الشاعر الزائر بثه على موجة اخرى، موصلة رسالته الينا. وهنا تعبر استجابتي كقارئ (مرثية أقرؤها لمن؟) تلك القصيدة القصيرة التي اشتغل عليها روبرت شولز، لكن قصيدة الشاعر ياسين طه حافظ، تتعامل مع الموت على وفق (الظهر على الجدار والسيف على الرقبة)، كأن كلمات القصيدة مشَيّدة من شواهد القبور نفسها، كلمات حادة كالموت وذات بعد واحد كالموت، وضيقة كلحد. كل ذلك مرسوم بوعي مقصود، وبشعرية عالية تجعلني كقارئ ازداد تعلقا بالحي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram