أعد الملف/ جمال القيسييتوجه اليوم الاحد أكثر من 1.3 مليون ناخب في البوسنة والهرسك والتي يقدر عدد سكانها بأكثر من خمسة ملايين نسمة الى صناديق الاقتراع في الانتخابات العامة لاختيار اعضاء الرئاسات الثلاثة ونواب البرلمان المركزي وبرلماني كياني البوسنة وهما جمهورية الصرب والاتحاد الكرواتي المسلم ، وهي الانتخابات التي وصفها مراقبون بأنها ستكون مفصلية ومهمة للغاية لإخراج البلاد من الركود الداخلي والخارجي الذي تعانيه منذ عدة سنـوات.
"المدى" ولأهمية هذه الانتخابات وحساسيتها أوروبياً ودولياً وإسلامياً خصصت ملفاً كاملاً عنها لتسلط الضوء فيه على البوسنة والهرسك وكيف يرى العالم هذه الانتخابات وان كانت ستكون بالفعل نقلة حاسمة في مستقبل البلاد التي تعاني انقسامات داخلية خطيرة وضعتها في اولويات الاهتمام الدولي  والخارجي.20 مرشحاً لمجلس الرئاسة و8370 مرشحاً للبرلمانات الثلاثةفي انتخابات عامة هي السادسة منذ الحرب الدامية ( 1992 ــ 1995 ) والتي حصدت ارواح عشرات الآلاف من الأشخاص وخلفت مآسي مروعة ما زالت ماثلة في مخيلة البوسنيين ، يتوجه اكثر من 1.3 مليون ناخب بوسني الى صناديق الاقتراع اليوم الاحد لاختيار اعضاء الرئاسات الثلاثة من بين عشرين مرشحاً واختيار أعضاء البرلمان المركزي وبرلماني جمهورية الصرب والاتحاد الكرواتي المسلم من بين 8370 مرشحاً.ويشارك في الانتخابات / 63 / تجمعاً محلياً و / 39 / حزباً سياسياً و / 11 / ائتلافاً انتخابياً و / 13 / مرشحاً مستقلاً، وذلك من خلال / 778 / قائمة انتخابية تضم / 8370 / مرشحاً ، في وقت أكد مراقبون ان المنافسة في انتخابات اعضاء الرئاسات الثلاث ستتوزع بين تسعة مرشحين مسلمين من البوشناق ، وسبعة مرشحين كروات ، واربعة صرب ، حيث سيكون في مقدمة المرشحين البوشناق حارث سيلاجيتش وباكر علي عزت بيغوفيتش والاستاذ الجامعي جمال الدين لانيتش ورجل الاعمال فخر الدين رادو نجيتش ، فيما سيكون المرشح نيبوتشا رادومانوفيتش في مقدمة المتنافسين عن الصرب وجيلكو كومشيتش وبوريانا كرسيشتو مرشحة التجمع الكرواتي الديمقراطي في مقدمة المتنافسين الكروات .وتؤكد تقارير صادرة عن منظمات دولية في مقدمتها اليونسيف ، ان البوسنة تعاني وضعاً صعباً ومعقداً سياسيا واقتصادياً واجتماعياً منذ انتهاء الحرب وحتى الآن . وقالت  ان اكثر من 18% من سكان البوسنة يعيشون تحت خط الفقر من ضمنهم 170 ألف طفل، فيما تعاني البلاد ارتفاع نسب البطالة حيث قدرت عدد العاطلين عن العمل بأكثر من 35 % من عدد السكان الكلي البالغ اكثر من خمسة ملايين نسمة ، وان هناك اكثر من 50% من المتقاعدين يتقاضون راتباً شهرياً لا تجاوز الـ 160 يورو . ويرى مراقبون انه لابد من تدخل الاسرة الدولية لحلحلة الوضع الصعب في البوسنة وضمان قيام انتخابات نزيهة توصل أحزاباً جديدة الى الحكم يمكن ان تعمل على تحسين الوضع المعيشي للسكان ومعالجة الانقسامات الداخلية الخطيرة التي يعانيها المجتمع البوسني على خلفية آثار الحرب الدموية التي شهدتها البلاد في ( 1992 ـ 1995)، مشيرين الى ان هذه الانتخابات هي الثالثة التي تجري في البوسنة والهرسك بدون مراقبة من الاسرة الدولية التي تطالب بان يتغير الوضع في البلاد ليصبح امر دمجها بالمجتمع الدولي اكثر إيجابية وفعالية.