اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الروائي السلفادوري مويا: لم يكن واقعنا سحرياً كي نكتب الواقعية السحرية

الروائي السلفادوري مويا: لم يكن واقعنا سحرياً كي نكتب الواقعية السحرية

نشر في: 3 أكتوبر, 2010: 05:13 م

عادل العاملولد الكاتب السلفادوري هوراثيو كاستيلانوس مويا Moya في عام 1957 في هندوراس و انتقل إلى سان سلفادور، و هو في سن الرابعة. و قد عاش هناك حتى عام 1979، حين غادر ليدرس في جامعة يورك في تورنتو بكندا. و في زيارةٍ له إلى أمه في عام 1980،
وجد نفسه ذات يوم في وسط مظاهرة من الطلبة و العمال واجهتها قوات الحكومة اليمينية السلفادورية بالرصاص و قتلت كثيرين. فغادر مويا هذه المرة لا إلى كندا ليستأنف دراساته، وإنما إلى كوستا ريكا و المكسيك حيث عمل صحافياً، و راح يكتب عن منظمات الطلبة والعمال ونضالاتهم. وفي عام 1991، عاد إلى السلفادور ليصدر مجلةً، آملاً الاستفادة من أجواء الحوار بين قوى اليسار و اليمين الذي تصور أنه سيؤدي إلى إنهاء الحرب الأهلية هناك. غير أن اليمين كان يكره ذلك المطبوع، و لم يكن لدى اليسار ما يفعله به، كما يقول مويا. و هكذا انطوى أمر تلك المجلة. و قد تغيرت أمور كثيرة بعد انتهاء الحرب الأهلية هناك، و أجريت في العام الماضي انتخابات عامة تاريخية فاز فيها اليسار و تولى الرئاسة صحافي سابق هو موريثيو فونيس، لكن هناك تركة ثقيلة من المشاكل السياسية و الاقتصادية و النشاط اليميني المضاد تواجه السلطة الجديدة. و قد أجرت مجلة ( غورنيكا ) مقابلة بالهاتف مع الروائي السلفادوري الذي يقيم منذ عام 2006 في جزء من مدينة بيترسبيرغ يرعاه برناج " كاتب في المنفى ". و تناول قسم كبير من الحديث تفصيلات الأوضاع السياسية التي عاشها الكاتب في الماضي و الحاضر، و الذي أصدر تسع روايات من وحيها حتى الآن. و قد آثرنا الاكتفاء بشيء من الجانب الأدبي من هذا اللقاء الطويل الذي أجرته المجلة.* ما الذي لديك عن روايتك ( التحويل Revulsion )؟ ما الذي حثَّك على كتابتها؟ و لماذا اعتقدتَ بأن توماس بيرنهارد سيكون صوتاً مناسباً لوصف هذه الأمور عن السلفادور، كل هذه الأمور التي كنت تشعر بالإحباط منها؟ ** كان هذا الشيء مع ( التحويل ). لم أقم بأي تخطيط، إلا في يوم واحد، هو اليوم الأخير من عام 1995، و كانت الساعة السادسة وكنت آنذاك في مزاجٍ سيئ، و أنا أتوقع الذهاب إلى حفلة مناسبة السنة الجديدة، و كنت في المكسيك في تلك اللحظة و بذلك الشعور بالإحباط، بدأتُ أكتب و كنت في ذلك الوقت أقرأ توماس بيرنهارد، فأصابني صوته بالعدوى، أصاب عقلي، هكذا فكرتُ. و قد كتبتُ الكتاب، في ثلاثة أسابيع أو نحو ذلك، ثم وضعته في درج مكتبي، و نشر بعد ثلاث سنوات من ذلك، لكنني لم أكن أفكر به؛ لم يكن ذلك الذي قررته، " إن بيرنهارد هو الصوت من أجل السلفادور".  * لكن انتقادات فيغا Vega، بطل الرواية، للبلد على درجة عالية من الحيوية، إنها من قبيل العلاج النوعي بشكلٍ مهووس. أعني، أن الأمر يبدو و كأن هذه الانتقادات و لا بد قد جاءتكَ سهلةً و أنت تكتب الكتاب.** صحيح، حسَنٌ، حين كنت أكتب، اكتشفتُ فجأةً ليس فقط أن لديّ كل هذه الأفكارفي رأسي، بل و اكتشفتُ أن لدي هذه الشخصية التي يمكنني أن أقول من خلالها كل التحيزات، كل المخاوف المرَضية، التي سمعت بها في السلفادور. هذه الشخصية نوع من الكوكتيل المكون من كل شكوى أو تذمر كان لدي أو سمعتُ به في ما يتعلق بالسلفادور. لكن الناس يرون بسبب ذلك الكتاب أنني لا أحب مثلاً بَبيوساس pupusas ( وهي وجبة خفيفة شعبية من دقيق الذرة في السلفادور، يصفها فيغا بأن لها مذاق البراز ). فأن أحب ببيوساس هذه. و كذلك الحال بالنسبة لأمور أخرى.* ماذا عن شعورك بالخيبة في فشل الوعود الثورية في الثمانينيات، خاصةً خيبتك بشأن العلاقة بين، لا أدري ماذا تود أن تسميه، اليسار الثقافي و السياسي؟ أقصد، تلك الموضوعة في El asco ( في رواية التحويل )، و في عدد من كتبك الأخرى أيضاً، خاصةً كتابك الأول ( الشتات  La diáspora، الذي يروي قصة جماعة من المفكرين السلفادوريين المنفيين الشباب تعيش في مدينة مكسيكو ).** أجل، ذلك شاغل عظيم. فبالنسبة لي و لآخرين، كنا نرى أن خلق حركات سياسية جديدة، مؤسسات سياسية جديدة، سيفسح المجال لإمكانية الحصول على الديموقراطية بعد الحرب الأهلية. و في الوقت نفسه، فكّرنا بأن هذا يعني أن ذلك سيؤدي إلى خلق مؤسسات ثقافية ستخلق نوعاً جديداً من المجتمع، صحيح؟ لقد اعتقدنا بأننا نستطيع أن نفعل ذلك؛ و بدأنا في إصدار صحيفة ( و هي Primera Plana، التي استمرت من 1994 إلى 1995 ). لكن بعد سنواتٍ قليلة، اكتشفنا أن المجتمع السلفادوري كان منهكاً فقط، و لم يكن هناك من جديد يمكن فعله بطريقة ثقافية. فحاولنا أن نفعل شيئاً بطريقة جديدة، لكن القوى السياسية، على اليسار و اليمين، تجاهلتنا، لم تكن تريد أن يكون عليها أن تفعل أي شيء معنا. كانت فقط تريد أن تتقاسم الكعكة. و لهذا فإن كل الأمور التي فكّرنا بها في ما يتعلق بالكيفية التي يمكن لمدارك الناس أن تتغير بها، لم تكن صحيحة، ليس في السلفادور فقط، بل في كل مكان ــ و لا يحدث ذلك على هذا النحو في مجتمع. أعتقد بأننا كنا ساذجين جداً. و هكذا كان ذلك الإحباط. * يبدو لي ذلك تجربة جوهرية لجيلك من الكتّاب الأميركيين اللاتينيين ... و أنا هنا أفكر بأيلمار ميندوثا أو ر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram