الدوحة / فتاح نصيفأحاول منذ الطفولة ان ارسم هوية ما يسمى بالمنتخب ، مرة رسمت بألواني الانتصارات والبهجة ، ومرة أخرى الاحباطات والفشل ومرة ثالثة رسمت بلون الغضب.. يا للعجب !احاول منذ الطفولة ان اتذكر متى فرحت بفوز المنتخب ،وكيف يسود الحزن قلوب الجميع بعد كل خيبة !احاول مذ كنت طفلا كسب الرهان باسم المنتخب .. أحاول ان أتخيل منتخبنا يتوشح يوما بالذهب فحتى الخيال يصبح صعباً.
احاول منذ طفولتي ان ادوّن في كراستي رسم شيء جميل للمنتخب ..وحين تعبت ذهبت افتش عن كل انتصار للمنتخب فلم ار شيئاً في اسيا وارض العرب.. يا للعجب !انا منذ طفولتي اترنم باسم المنتخب .. احاول ان ادافع عن حب هذا المنتخب .. وتطويع كلماتي لتتغزل بالمنتخب ، لكن الحقيقة اثبتت اني سعيت ولم اجن شيئا غير التعب!منذ طفولتي .. احاول اثبات ان المنتخب اكبر من عشق النساء للذهب واعظم من عشق الشعر عند العرب لكنني فشلت فلا العشق اعظم مما يعشقون ولا الحب كان من حظ المنتخب!وبعد ان فشلت في اتمام رسمي سألت نفسي : (اذا اعلنوا يوما وفاة المنتخب ، ففي اي مقبرة سيدفن ، ومن سيبكي عليه وليس له بنات ولا بنون وليس هنالك حزن ولا من يحزنون ؟احاول منذ الطفولة الاختباء بعيداً عن خيبة المنتخب .. تذكرت فلاح ودرجال ورعد وكيف كان الجميع يحوّل ليالي المنتخب الى ليالي عشق وطرب..يا للعجب !منذ طفولتي تعلمت من أدب المنتخب .. انه اقصر الطرق لحصد المال واكتناز الذهب .انا منذ الطفولة احاول رسم المنتخب كأنه قبلة لكل محب ..وأقسمت ان جماله عندي يوازي روعة ليلى ولأجلها اتيت بعاشق لينظم شعره في عشقها ويسهر ليله من اجلها ويهزم كل الحواجز امامه من اجل الظفر بمودتها لكنني أيقنت اني أخطأت بخيالي ..فليس قيس صار يعشق ليلى وليست ليلى من تستحق التعب.أحاول منذ نعومة اظفاري تسجيل ما قد رأيت ..احاول ان اعيش سعيدا بحب الوطن والمنتخب.أحاول منذ كنت طفلا ان احلم حلما سعيدا فى ظل هذا المنتخب. وحين افقت من حلمي أدركت ان الحلم مع هذا المنتخب هو مجرد وهم كبير لان احزانه كفيلة بنزع التفاؤل من صدور عشاق المنتخب.. يا للعجب!* حارس دولي سابق
خيبات المنتخب تبدد تفاؤلنا .. يا للعجب!

نشر في: 4 أكتوبر, 2010: 05:04 م









