TOP

جريدة المدى > عام > قنّينة جان دمّو

قنّينة جان دمّو

نشر في: 30 نوفمبر, 2012: 08:00 م

ضميرُنا المُستتر،

ضميرُنا السكرانُ ليلَ نهار،

ضميرُنا الذي يصحو

كي يواصلَ فوراً سكرَه وشتائمه

وفكاهاتِه التي تشبهُ طيوراً ميّتة،

حتّى ينام في آخر الليل

سعيداً كيتيمٍ طُرِدَ من الملجأ

مفترشاً الرصيفَ أو الحديقةَ العامّة،

وقنينةُ الخمرةِ قربَ رأسه

تحرسُه بشخيرِها العميقِ من الكوابيس

ومن أفاعي بغداد

وعقارب عمّان

وكناغر سدني.

ضميرُنا الذي يكتبُ الشعر

دونَ أنْ نقرأ له قصيدةً واحدة!

ضميرُنا الذي يكرهُ الطغاة

وشعراءَ الطغاة

والشعراءَ المرتزقة

والشعراءَ السَفَلة،

ويحقدُ على الزمانِ الذي لم يمنحْه

سوى وسام العربدة

وعصا الصراخِ بالحقيقةِ المرّةِ كالعلقم.

ضميرنا الماجن العابث الطيّب حدّ اللعنة

وجدوهُ ذاتَ يوم

ميّتاً تحتَ جسر سدني.

كانتْ قنّينةُ الخمرة

قد تعبتْ من شدّةِ صراحته

ودموعه الطفوليّة

ووحشة قلبه التي عجزت الملائكةُ والشياطين

عن فهمِ وجعِها اليوميّ وعذابِها السحريّ.

قنّينةُ الخمرةِ هذه

كانتْ صديقته الوحيدة،

صديقتهُ المخلصةُ التي قتلتْه

بهدوءٍ أسْوَد

وهي تقبّله بشغفٍ أسْوَد

قُبْلةَ الحياة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

بروتريه: فيصل السامر.. قامة شامخة علماً ووطنيةً

موسيقى الاحد: 250 عاماً على ولادة كروسيل

الحكّاء والسَّارد بين "مرآة العالم" و"حديث عيسى بن هشام"

في مجموعة (بُدْراب) القصصية.. سرد يعيد الاعتبار للإنسان ودهشة التفاصيل الصغيرة

شخصيات اغنت عصرنا.. الملاكم محمد علي كلاي

مقالات ذات صلة

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة
عام

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة

أدارت الحوار: ألكس كلارك* ترجمة: لطفية الدليمي يروى كتابُ مذكرات لي ييبي Lea Ypi ، الحائز على جائزة، والمعنون "حُرّة Free" تجربة نشأتها في ألبانيا قبل وبعد الحكم الشيوعي. أما كتابُها الجديد "الإهانة indignity"...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram