اجرى الحوارعلاء المفرجيصلاح القصب مخرج من نوع خاص في المسرح العراقي والعربي، مخرج مسحور بالوعي والحلم المتدفق والصورة المبهرة والفلسفية التي تاتي من اللاوعي فهو يبحث عن اشكاله للتجربة مثلما يبحث عن المضامين ويبحث عن صور للحركة، فأشكال التجربة التي بحث عنها هي اشكال شمولية تلخص المشاعر وتضعها في معترك التعبير،
هي (الصورة) التي لم تكن شكلية جمالية، وانما هي صورة فكرية معبرة عميقة تعتمد الخيال لخلق حمايتها وفكرها، فالصورة هي الفن الأكثر فلسفة ، والصورة التي نادى بها القصب في بيانه الاول تعتمد شعر الفضاء الذي يرى انه محاولة خلق انواع من الصور المادية تساوي صور الكلمات ومن هنا يتاتى موقفه من النص المسرحي فالقصب يبدو امينا جدا في الاشارة الى المصادر والثقافات التي درسها واستثمرها في تجربته الفنية والتنظيرية.فقد اشار الى كل الذين اغنوا تجربته الابداعية (ارتو. بيتر بروك. ماير هولد. ساندا مانو. ريد هارت. سامي عبد الحميد) في كل المجالات الابداعية. ومن هنا يمكن تلمس القاعدة الصلبة التي يقف عليها القصب فتجربته المسرحية جاءت مستندة الى خزين انساني كبير. النص المسرحي عند صلاح القصب لايخضع الى عمليات البحث عن الفكرة المرتبطة بالشخصية هذه الفكرة التي يسميها بـ(الحركة) التي يرى ان في كل نص عدة حركات (افكار)وهذه الحركات تكبر وتصغر حتى تصل الى السؤال الفلسفي الكوني ان من اليسير استخلاص (الحركات)من النص الذي اختاره للتقديم فهي الحركات الخارجية اما الحركات الداخلية فأنها تاتي مما اسماه بـ(عزلة المحاور) حيث ان لكل شخصية محوراً خاصاً بها يمثل عالمها الخاص الذي تحيا منه، الربط بين المحاور يحدد الحركة الداخلية للنص. اما الشخصية المسرحية لديه فانها جزئيات منشطرة تتجمع لتكون الفكرة التي تؤثر على الأخرى ويقصد بالجزئيات، الحالات التي تمر بها الشخصية لذا يمكن القول ان القصب ينظر للشخصية على انها حركة او.، في هذا الحوار نحاول ان نسلط الضوء على تجربة صلاح القصب وعلى مفهومه لمسرح الصورة. * كيف كانت البداية ؟- البداية متعدده فصلاح القصب انطلق من فضاءات كثيرة، انطلق من الفن التشكيلي وانطلق من عظمة الشعر ومن الرواية التي هي من مصادري الثقافية فالرواية عالم كبير في الخيال، الرواية هي المسرح وهي السينما، الرواية كانت لي منطلقاً كبيراً ومرجعية كبيرة اضافة الى الشعراء الكبار – رامبو – بليك – بودلير – ادغار الان بو – هذه الثقافات المتعددة اضافة الى الفن التشكيلي، كنت اتبع خطى ابراهيم جلال ، انطلق من الفضاء الذي يشعر به مثلما انت تتحسس الطقس فهو تحسسي غير علمي ومن هنا تكون الاسئلة لماذا البحر غاضب؟ ماهي الموجة؟ ولهذا كانت تجارب استاذي ابراهيم جلال مهمة إضافة الى تجارب جعفر السعدي، هؤلاء يشكلون انطلاقة تجربتي.. حميد محمد جواد كان عرابي، كان هذا فضاء آخر وكلنا تلاميذ حميد محمد جواد نقلنا من خلال حواراته ومن خلال لغة معرفية لقد دفعنا بقوة فيزيائية، وكنا انا وشفيق المهدي على علاقة خاصة وحميمة معه، فكان المعلم الكبير وبالضبط كان يعلمنا (يوغا المسرح) علمنا هذا التداخل علمنا هذا الانتماء الى منطقة الخيال، الشعراء ينتمون الى منطقة الخيال لاينتمون الى منطقة اللغة صحيح هي لغة لكنها لغة تطفو في فضاءات وفي قمم لاتستطيع الافلات، من هذه العوالم جئت الى المسرح متأخرا يعني كنت اريد أن أكون تشكيليا أو بحارا، كان خالي يأخذني الى سينما دنيا و سينما مترو وسينما الرشيد وكنت ارى افلام –برت لانكستر - في البحر، فانا احب البحر، كم يبدو هادئا ولكنه مدمر، كم يبدو جميلا لكنه مخيف لا تعرف بأي لحظة يثور ولاتقدر ان تصادق البحر ففي اي لحطة يصاب بالجنون، البحر يعجبني، وحينما قدمت للمسرح قبلوني في الدوام المسائي بحجة ان درجاتي لاتؤهلني للصباحي والمقبولين في الدوام الصباحي درجاتهم اغلبها عالية، في الدوام المسائي اغلب الطلاب مثقفون في الفلسفة منير امير يتكلم في الرواية وصلاح حمدي في القصة واحمد فياض المفرجي في التاريخ وانا وسط هؤلاء، الفئة كانوا اكثرهم موظفين وانا طالب عمري لايتجاوز 15سنة وكان هناك ابراهيم جلال وجاسم العبودي استمرت دراستي في المعهد خمس سنوات، ادركت خلالها ان الفن تعلم وليس موهبة وليست هناك كلمة اسمها موهبة، عندما نبعث بك الى متحف اللوفر لمدة عشرين سنة ترجع لنا فنانا تشكيليا.rn* نفهم من حديثك ان المسرح العراقي بدا تجريبيا؟- دعني اقول لك ان ان المسرح العربي بشكل عام مسرح ضعيف البنية، لايوجد هناك مسرح عربي، هناك تجارب مسرحية عربية هنا وهناك، يوجد مسرح فرنسي ومسرح انكليزي ومسرح بولوني، المسرح العربي غير موجود كل ما هنالك جزر صغيرة وسط محيط كبير جدا هناك تجارب مهمة واهم هذه التجارب
صلاح القصب: لايوجد مسرح عربي.. هناك تجارب مسرحية عربية
نشر في: 4 أكتوبر, 2010: 06:36 م