TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض : مهرجان أم مأتم

كلام ابيض : مهرجان أم مأتم

نشر في: 4 أكتوبر, 2010: 06:59 م

 جلال حسنمهما بلغت الآراء الظلامية شدتها ، فإنها لا يمكن أن توقف عجلة الحياة ، ومهما كثرت اللافتات التي تندد  بالجمال والتواصل والسلام  فإنها وبكل تأكيد ستفشل .  الحياة كرة ملونة يتقافز حولها الجميع فرحين بالألوان والنسائم العطرة والموسيقى والغناء والرقص .
كل شعوب الأرض تفرح وتشعل أنوار مدنها لإقامة مهرجانات سنوية ، وتصبح تقليدا ثابتا لعرض آدابها وفنونها في وقت تبعث فيه رسائل محبة وسلام على تواصلها مع الإنسانية في التسامح والتعايش . أمس وبعيون منطفئة اختتمت فواصل مهرجان بابل ،بعد ثلاثة أيام رتيبة وبقت لافتات منصوبة في أماكن متعددة في المدينة تندد بإقامة المهرجان ، وبيانات تستنكر عدم المشاركة ، وإلغاءات كثيرة ،وهكذا  ظلت مدرجات مدينة بابل الأثرية فارغة ولا تنتظر أحدا . ومهما كانت الأسباب ، يبقى اجتماع مجلس محافظة بابل مع وفد وزارة الثقافة  والمحافظة حديثا ذا شجون على هامش تداول محضره ومناقشاته العسيرة التي تمخضت عن إصدار قرارات  ليس بهدف تطوير المهرجان وزيادة الدعوات إلى الدول الصديقة، ورفع الفترات الزمنية لفقرات الفعاليات المشاركة ، وزيادة أيام المهرجان  ولا بحل مشاكل الثقافة العراقية المعاصرة ، إنما حمي وطيس المباحثات بإلغاء فعاليات الفرقة الوطنية للفنون الشعبية وفرقة الخشابة البصريّة والليلة الفنية البابلية وحفل الفنان حميد منصور وفرقة أربيل للفنون الشعبية والفرقة الفنية التابعة للبيت الثقافي في كركوك وغيرها من الفعاليات الغنائية .ربما لا يشكل الاستنكار والاستغراب والتنديد أو الانسحاب شيئاً فاعلاً أمام فعل مقصود بنوايا مبطنة ودوافع إيقاف عجلة الحياة وإرجاعها إلى الوراء وإحاطتها ببراقع ظلامية.  نعم ، قد يكون موقفا رافضا وإنسانيا ينأى بنفسه عن قبح الفعل ومرتكبيه والمزكين والداعين له . لكنه بالنتيجة تعبير صارخ عن قمع الحرية والاختيار وحب الجمال والحياة ، وفتح آفاق نحو غد جديد مشرق وبهي.  إن اعتماد غطاء الدين ذريعة لا يختلف نهائيا عن الديكتاتورية البغيضة ، وما يرتبط بينهما من تشابه غير سوي ، لا علاقة له برؤية الناس الأسوياء ومن المتطلعين للتغيير واحترام الإنسانية والحرية الشخصية .  فهل نعيد إلى الذاكرة بشاعة الأنظمة الفاشية ، وتلك الممارسات التي تجاوزت بهولها مع المثقفين أشد أنواع التعسف والظلم ؟ من هنا يمكن القول لا يمكن أن تتحول بابل الحضارة والتقدم إلى" قندهار" من قبل بعض الظلاميين الجدد هؤلاء الذين يتظاهرون بالبراءة، ولكن أفعالهم أشد قبحاً لأنها تخدش الحياء والذوق العام . jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram