TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن :النســــاء قادمــــات

العمود الثامن :النســــاء قادمــــات

نشر في: 5 أكتوبر, 2010: 05:43 م

علي حسين عندما بدات " ديلما روسيف   " تحلم بان تصبح ربة بيت كان الحلم مستحيلا على ابنة مهاجر بلغاري التحقت بصفوف أقصى اليسار وناضلت ضد سياسة القمع التي انتهجها الحكم الاستبدادي.وعندما قررت ان تترك العمل العسكري، حلمت بان تجلس على مقاعد السياسيين
وكان ذلك مستحيلا في بلد مثل البرازيل، وعندما اصبحت وزيرة للمالية لم تكن تعرف ان الطريق الى رئاسة الجمهورية اصبح سالكا وانها ستصبح في يوم من الايام اول رئيسة جمهورية في تاريخ بلاد السامبا وبيليه، في مناسبات عدة تحدثت الرئيسة المقبلة او " ام الفقراء " كما يحلو للبرازيليين ان ينادوها عن تجربتها في هذا العالم.التجربة الاولى عندما انضمت للعمل العسكري تحت قيادة منظمة التحرر الوطني،كان للتنظيم الجديد تأثيره الكبير في الحياة السياسية والشخصية لديلما، فقد ساهمت الشابة المندفعة في النشاط العسكري للمنظمة، هناك تعرفت على رفيق السلاح كلاوديو غالينو الذي سيصبح زوجها، ليذهبا معا لقضاء شهر العسل في المعتقل حيث حكم  عليهما  بالسجن ثلاث سنوات،  تقول " بعد خروجي من السجن حاولت ان ادفع باتجاه ان تتحول المنظمة الى العمل السياسي، فقد قررت هذه المرة ان اختار السياسة بديلا للسلاح "، المفكر والمناضل الفرنسي  ريجيس دوبريه، كان له الاثر الكبير في التحول الذي طرا على شخصية المراة الحديدية، " في السجن تفرغت لقراءة اعمال ريجيس دوبريه سحرني كتابه الثورة في الثورة "، كانت تحلم ان تصبح مثل  دوبريه الذي بدأ العمل الثوري وهو طالب جامعي في باريس عندما حمل حقيبة خالية من الثياب وسافر لكي ينضم الى اشهر اسمين في عالم الثورة في الستينيات، فيدل كاسترو وجيفارا وقاتل في جبال كوبا وادغال بوليفيا، تقول "ان من نشأ في تلك السنوات العصيبة كان يتعلم ان يواجه المخاطر بروح صلبة". ظلت على الدوام تؤمن بما قاله ماركس ذات يوم من ان "التحرر الإنساني غير متحقق إلا عندما يتعرف الإنسان على  قواه الذاتية وينظمها بوصفها قوى اجتماعية ولا يعود يفصل نفسه، بالتالي،عن القوى الاجتماعية " محطات كثيرة رسمت شخصية "الرئيسة المقبلة "، التي تفتح وعيها الاشتراكي مبكرا، وتراوحت مسيرتها السياسية بين الراديكالية والبراغماتية، بعدما اختبرت تجربة السجن والتعذيب في السبعينيات، بدأت الفتاة الثورية تتحول إلى امرأة أكثر صلابة، استكملت دراستها في الاقتصاد، لتبدأ رحلة العمل في المؤسسات الاقتصادية، الا ان التجربة الاهم في حياتها لقاؤها بالسياسي البرازيلي إيناسيو لولا داسيلفا الذي سيصبح في ما بعد رئيسا للبرازيل حيث تشهد  البلاد خلال فتره حكمة اكبر تحول في تاريخها من دولة مثقلة بالديون الى دولة تعد ثامن اقتصاد في العالم،كانت المرأة الثورية احد المساهمين في هذه النقلة الاقتصادية الكبيرة من خلال ادارتها لبرنامج تسريع النمو الاقتصادي "أنا اقتصادية وعلمتني تجربتي الغنية في ميدان الاقتصاد أن الاقتصاد ليس أرقاماً فقط بل عليه أن يرفع من مستوى حياة الناس ".تؤمن ديما بدور المرأة في دفع الاقتصاد الى الامام  الا ان الاكثر إثارة في برنامجها الاقتصادي هو الدعوة  إلى التحول من إقتصاد الذكور الذي تسوده التنافسية ومعيار الرابح-الخاسر، إلى اقتصاد الإناث الذي يتميز بالتعاون ومفهوم الرابح-الرابح".عن هذه القضية، تشدد  دوماً على الرابطة الوثيقة بين غاية تحقيق المساواة والحاجة إلى إدخال تغيير جذري على النظام الإقتصادي. فتقول أن "الإقتصاد لا يزال ذكوريا، وتسيطر عليه التنافسية ومعادلات الربح والخسارة، وهو ما يتناقض تماما مع منظور المرأة المبني على التعاون والإقتصاد التضامني والرقي بالإنسان فوق المصالح المادية".على مكتبها تضع ديما صورة لسلفادور الليندي وحين تسألها مراسلة ال بي بي سي عن مغزى هذه الصورة تقول لكل منا طريق يؤدي الى المكان نفسه، وتقصد انها ذاهبة الى الثورة والتغيير عن طريق الانتخابات لاعن طريق السلاح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram