اياد الصالحيأجزم ان نتائج برنامج عمل أي اتحاد كرة في العالم تحدد أهليته الاستمرار بقيادة اللعبة والتخطيط لها وفق أجندة معلومة للعيان حسب مواعيد مثبتة لدى لجانه القائمة على تطوير الكرة وتحديث عناصر المنتخبات باللاعبين الجيدين الذين يمكن ان يواصلوا تحقيق النتائج الجيدة اذا ما اتاح لهم الاتحاد فرصاً أفضل للتدريب والتجريب ضمن فترة التحضير الملائمة للبطولات.
من خلال هذه الرؤية يمكن لأي شخص ان يقيّم عمل اتحاد الكرة في بلدنا بعد مسيرة طويلة في مشاركات منتخباتنا الوطنية منذ عام 2003 وحتى الان تباينت خواتيمها بين مرارة الخيبة وما أكثرها وبين نشوة الانتصار ( بندرتها) في المحافل الدولية المختلفة لاسيما ان عمل الاتحاد في الداخل مهما كان معطاء لا يدلل على صواب نهجه وحسن إدارته الأمور ما لم تقرن بانجازات مُرضية على الصعيد الخارجي وإلاّ ما حاجة الكرة العراقية لدوري تتنافس فيه الفرق من انحاء البلاد كافة لأكثر من تسعة اشهر ولن يقدم لنا منتخباً وطنياً قوياً لفئة الشباب او الاولمبي او الأول نتباهى به امام الآخرين ؟لذا فان هزائم منتخبنا الوطني في غرب آسيا السادسة ونهائيات كأس آسيا للشباب التي يبدو انها لن تنتهي بفضيحة الثلاثية الكورية الشمالية صباح امس الثلاثاء بانتظار ما تسفر عنه الموقعة الأصعب امام المارد الاوزبكي الأزرق غداً الخميس ، لم تكن تلك الهزائم وليدة ارهاصات المنافسة الاقليمية والقارية وما تتطلبهما من استعدادات مكثفة مسبقة ، بل كانت متوقعة بما لا يقبل الشك في ضوء الإهمال المتعمد لاستحقاقات منتخباتنا وتسابق اعضاء الاتحاد على توزيع ايفاداتهم فيما بينهم واستهلاك الوقت لتصريحات غير مجدية ، بل أوهم بعضها وسائل الاعلام المقروءة والمرئية بان متابعة الاتحاد لشؤون منتخباته تجري على قدم وساق واذا بنا نكتشف شللاً تاماً إزاء متطلباتها دفعت كرتنا ثمنا باهظا لم يهز شعرة واحدة في رؤوس مسؤولي الاتحاد اول المتهمين في انتكاسات اللعبة المتوالية.وفي الوقت الذي نوجه انتقادنا المهني للاتحاد بعيداً عن استهداف البعض لرجاله بصورة شخصية فإننا في (المدى الرياضي) لم ننجّم ولم ( نضرب الودع) على طريقة (السحرة الجدد) في الصحافة الرياضية ، فمن فمك أدينك ، وسبق ان اعترف الدكتور كاظم الربيعي عضو لجنة المنتخبات الوطنية لملحقنا بان قرار لجنته باعتماد تسمية اكثر من 50 لاعبا وفق مراكز لعب صحيحة لم يلق القبول لدى الاتحاد والملاك التدريبي بدليل ان الاخير تصرّف بتخبط في وضع بعض اللاعبين بمراكز لا تتواءم مع مؤهلاتهم الفنية ، وجاءت اليوم الضربة الموجعة الثانية من الدكتور قاسم لزام عضو اللجنة نفسها ليؤكد صواب ما طرحه زميله الربيعي بتهميش الاتحاد توصياتها بالقول : « ان اللجنة سلمت اتحاد الكرة رأيا واضحا بعدم قدرة حسن احمد على قيادة المنتخب الشبابي لكونه ممرّناً جيداً فقط «!ترى ألا يكفي دليلا لجنة المنتخبات الدامغين لتأكيد مسؤولية اتحاد الكرة بحدوث الكوارث الكروية هذه ام ما زال بعضنا ولغايات لا نود الغوص فيها إبعاد الشبهات عن رجال الاتحاد ووضع المدربين الوطنيين على حبال المشانق ؟وإذا كان البعض قد دافع بضراوة عن الضوابط والمواصفات المحددة لعمل المنسق الإعلامي للمنتخب تماشيا مع تعليمات الاتحاد الآسيوي للعبة لإبعاد الدخلاء عن هذا الواجب ، فكيف سمح الاتحاد إيفاد موظف في مكتب الإدارة بصفة مدير منتخب الشباب الذي لا يجوز التهاون بواجباته ،ولماذا صمت الاتحاد إزاء تدخل المرافق الصحفي لوفد الشباب في شؤون التحليل والتدريب وابتكاره ما سمي بـ(ورشة فنية) تسدي خدمات تحليلية للملاك التدريبي في البطولة ، وما موقف رئيس البعثة من هذه القضية الطارئة في مسيرة منتخباتنا الوطنية؟حقيقة كنا قد وفرنا الدعم لمنتخب الشباب منذ تصفيات المجموعة الثالثة التي ضيفتها اربيل في تشرين الثاني الماضي انطلاقا من دور الاعلام الوطني لتعزيز مقومات المواجهة الاسيوية الشرسة ، لكننا اليوم لا بد من ان نفضح المقصرين الذين عبثوا بالمهمة ، فالنخبة الشبابية التي توفرت لدى حسن احمد يحلم بها أي مدرب يمتلك الدراية والثقة لاجتيازموانع الخصوم في اقليم زيبو الصيني ، لكن اصراره على استبدال اللاعبين بدافع القلق واستعانته بمساعدين لم يعملا منذ خمس سنوات مع الخطوط الاولى في الاندية المحلية واهملا تطوير نفسيهما ، فضلا عن ارتعابه اثناء تبصير الجمهور بظروف المنتخب طوال الاشهر الفائتة ، كل ذلك اسهم بتوريط شبابنا ووقوعهم في فخ منافسيهم وفقدانهم خارطة الانجاز التي سبق وان عثر عليها سلفهم ايام اليوغسلافي آبا وانور جسام وعدنان حمد .ان الكرة العراقية بحاجة اليوم الى زيادة فرص نجاحها في المحافل الخارجية واستعادة ثقة العرب والآسيويين بها كـ( بطلة قارة) اكثر من حاجتها الى زيادة عدد مقاعد مجلس ادارة الاتحاد من 11- 13 عضواً ثبت بالدلائل وليس على الورق انه لا يرى ابعد من أفق مصالحه ولابد من صوت عال للهيئة العامة في انتخابات المصير الموعود.rnEy_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة: اتحاد تحت الشبهات!
نشر في: 5 أكتوبر, 2010: 05:48 م