ابتسام عبد اللهودعت هوليوود في الأسبوع الماضي المخرج الكبير آرثر بن، مخرج فيلم،"بوني وكلايد"، والممثل توني كيرتس. ومن الصدف ان الاثنين ولدا في عام واحد وهو 1925، وتعود أصولهما إلى أسر هاجرت إلى الولايات المتحدة من أوروبا، وعاشا في الأحياء الأمريكية الفقيرة.
ويمكن اعتبار توني كيرتس منتمياً الى الجيل الأخير من الممثلين الذين تعهدتهم استوديوهات هوليوود بالرعاية، ضمن أنظمتها الخاصة. وبالنسبة إليه وقعت شركة يونيفيرسال، عام 1948 عقداً معه، وغير إثر ذلك اسمه من بيرنارد شوارتز الى توني كيرتس، حتى يتهيأ المجال للشركة إعداده وتنظيم الدعاية له في الصحف والمجلات.أما آرثر بن، فقد جاء إلى السينما متأخراً بعض الشيء، بعد عمله في المسرح والتلفزيون.وبقيت هوليوود، بالنسبة إليه، غريبة، بيئة حاول إصلاحها عبر منهج للتمثيل وتقديم الموضوعات الاجتماعية المهمة.أما توني كيرتس فكان سعيداً وهو يشق طريقه عبر الأفلام التي اختارتها الشركة له. وفي عام 1957، تمكن من الحصول على دور له في فيلم من إنتاج مستقل وهو "طعم النجاح الحلو"، وحصل عبره على ثناء النقاد التي أشادت بأدائه وموهبته الحقيقية، وقاده ذلك النجاح إلى فيلم "الجريئون"، الذي يتحدث عن حركة الحقوق المدنية، ورشح عندئذ لنيل جائزة الأوسكار كأفضل ممثل.ولكنه سرعان ما عاد، إثر ذلك النجاح، إلى الأدوار الكوميدية والأفلام الدرامية الخفيفة، التي استغلت وسامته. وفي ذلك الوقت أيضاً، كان آرثر بن يستفيد من دروس السينما الأوروبية الجديدة وحركة المخرجين الجدد: التأكيد على التجارب الشخصية، الصراحة الجنسية، والموضوعات الغريبة والتمرد. وقدم بن تجربته الأولى بفيلم لشركته:ميكي واحد" بالاشتراك مع الممثل وارن بيتي، ولكن فرانسوا تروفو رفض التعامل مع بيتي، فانصرف بن الى فيلم،"بوني وكلايد". وقد تم عرض هذا الفيلم في عام 1967 ، وحقق نجاحاً كبيراً فنياً وجماهيرياً. وبدا وكأن هوليوود قد منحت ولادة لأسلوب الفيلم الأوروبي، المزج بين الجنس والعنف وبشكل لم يشاهد مثله الجمهور الأمريكي من قبل.وفي أوائل عام 1967، عاد توني كيرتس للعمل مجدداً مع مخرج،"طعم النجاح الحلو" وهو الكسندر ماكيندريك، في فيلم،"بدون أمواج" وقام فيه بدور سائح من نيويورك يسافر الى سواحل ماليبو، ليجد نفسه في بيئة مختلفة. وفي نهاية 1967، حقق كيرتس عبر ذلك الدور على نجاح جديد كممثل في المقدمة.إن التغيير لا يحصل بين يوم وليلة، حتى في صناعة مثل السينما. ففي عامي 1966 و1967، قدم هوارد هوكز آخر أفلام الويسترن الكبيرة،"إلدورادو"، بطولة جون وين، روبرت ميتشوم، وفيلم شارلي شابلن الأخير،"كونتيسة من هونك كونك"، وحاول فيه الكوميدي البارز، تطعيم مارلون براندو بحرفته وعبقريته، ولكنه فشل في ذلك. وغيّر فيلم "بوني وكلايد" المقاييس السينمائية في هوليوود وسحب البساط من تحت أقدام العديد من الممثلين ومنهم توني كيرتس، والذي كان الجمهور سابقاً يذهب إلى أفلامه في الخمسينيات وأوائل الستينيات. لقد تغيّرت هوليوود وفرض فيلم،"بوني وكلايد"، مقاييس جديدة للأفلام والممثلين. وهكذا ظهر جيل جديد منهم، فشاهدنا داستن هوفمان في،"الخرّيج"، إخراج بنجامين برادوك.واليوم، تبدو تلك الفترة الزمنية بعيدة. فقد اختفى ذلك النمط القديم من المنتجين في هوليوود القديمة. وجاء إثرهم المسؤولون الجدد، المتنفذون في الأسواق، إلى درجة لم تكن تخطر على بال آرثر بن عندما قدم،"بوني كلايد" ضمن إطار السينما الحرة.عن/ النيويورك تايمز
خيط رفيع بين آرثر بن وتوني كيرتس
نشر في: 6 أكتوبر, 2010: 05:16 م
جميع التعليقات 1
عبدالرحمن
مخرج أسطوري لكن للأسف غير مشهور جداً