بغداد/ اياس حسام الساموكيبدو ان الزيارات الأخيرة التي تقوم بها الوفود الدولية إلى العراق، الأمريكية منها على وجه الخصوص، كثيرا ما تثير النقاشات والأحاديث حول طبيعتها، فالأطراف المقربة من الحكومة نجدها تذهب إلى أنها زيارات يطغى عليها الجانب الدبلوماسي والبحث في العلاقات المشتركة بين الطرفين، إلا أن هناك أطرافا ترى إن هكذا زيارات تأتي للتدخل في الشأن العراقي بغض النظر عن طبيعة هذا التدخل ايجابيا كان أم سلبيا،
فهذه الأطراف ترى أن أية زيارة أمريكية إلى العراق تحمل معها رسائل إلى الساسة العراقيين تنطوي على ما يسمى بالمشروع الامريكي لحل الأزمة.يوم أمس استقبل رئيس الوزراء نوري كامل المالكي وكيل وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية وليم جي بيرنز، إذ جرى خلال اللقاء بحث تطوير العلاقات بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية وأهمية تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي باعتبارها عنوانا للعلاقات الثنائية بين البلدين في المرحلة المقبلة وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.وأعرب المالكي عن أمله في أن تشهد الأيام المقبلة انفراجا في المفاوضات الجارية بين الكتل السياسية لتشكيل حكومة شراكة وطنية، مؤكدا أن الكتل السياسية متفقة على خطورة تأخير تشكيل الحكومة على الوضع العام في البلاد، وخصوصاً في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.ومن جانبه أكد بيرنز على دعم بلاده للعملية السياسية وحرصها على تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، معرباً عن دعم الولايات المتحدة لجهود تشكيل الحكومة واستعدادها لتقريب وجهات النظر بين جميع الكتل السياسية بما يساعد على تسريع تشكيل الحكومة.جهات مقربة من الحكومة أوضحت لـ"المدى"أن الغرض من الزيارة دبلوماسي يهدف إلى بحث العلاقات الدولية بين الطرفين كون العلاقة المدنية التي بين الجانبين العراقي والأمريكي لم تتوطد بعد فكلا الجانبين يسعيان إلى ترسيخ تطبيق الاتفاقية التي بينهما، نافية أن تكون هناك مبادرة يحملها الزائر إلى بغداد.ائتلاف دولة القانون يرى إن المشروع الذي يجب ينفذ هو المشروع والمبادرة العراقية، كون الحل كان بيد العراقيين من خلال اختيار نوري المالكي كمرشح للتحالف الوطني، إذ يقول عضو الائتلاف عبد الهادي الحساني في تصريح لـ"المدى"إن العراق وبعد نهاية آب الماضي أصبح دولة مستقلة وبالتالي له الحق في استضافة أي زائر.وشدد الحساني على إن العراق لا يحتاج إلى مبادرة ولا تقريب لوجهات النظر كون الدستور حل جميع الإشكاليات التي تتعلق بالكتلة التي تشكل الحكومة، إضافة إلى أن وجهات النظر هي متقاربة، ولكن قد تتشدد بعض الأطراف في مواقفها بسبب البعد الفئوي، وهذا أمر يمكن حله في وقت لاحق.القائمة العراقية من بين الأطراف التي تشكك بدبلوماسية مثل هكذا لقاءات على أساس إن الجانب الامريكي، كما تقول، يسعى وفي هذه الأوقات تحديدا لحل الأزمة العراقية كونه معنيا بحلها، فالولايات المتحدة مقبلة على انتخابات نصفية يبغي على الديمقراطيين الفوز فيها، وان إحدى مقومات الفوز يكون من خلال إنهاء الأزمة السياسية في العراق بتشكيل حكومة شراكة وطنية، إلا أن العراقية وان أبدت ما أسمته بالمرونة في مسألة اختيار مرشح رئيس الوزراء إلا إنها ترفض أية حكومة يترأسها مرشح التحالف الوطني الكتلة الأكثر عددا.عضو لجنة المفاوضة في القائمة احمد المساري شدد لـ"المدى"على إن أية مبادرة أمريكية مرحب بها.واعتقد المساري أن الوفد الامريكي سوف يستطيع تنفيذ مشروعه من خلال الضغط على الساسة العراقيين، نافيا الأنباء التي تتحدث عن أن هذه المحاولة الأخيرة كون الملف العراقي يعد من أولويات الإدارة الأمريكية.ائتلاف القوى الكردستانية كان وما زال يصرح بأنه يقف مع أية مبادرة تتوافق مع الدستور وتضمن المشاركة لجميع مكونات الشعب العراقي ولا تهمش أي طرف وفق أي معيار طائفي كان أو قومي. عضو التحالف الكردستاني خالد شواني أوضح لـ"المدى"أن الولايات المتحدة الأمريكية معنية بالشأن العراقي وتعمل من اجل حصول توافق سياسي بين جميع الأطراف، فهي ترغب في تشكيل حكومة شراكة وطنية وعادة ما تقوم بمبادرات لتقريب وجهات النظر.ونفى شواني إمكانية أن تفرض الإدارة الأمريكية مبادرة لا تتوافق مع الواقع العراقي، مضيفا أن الأمر متروك في الأخير إلى العراقيين هم من يقررون تشكيل الحكومة.فيما يقول عضو جبهة التوافق عمر الهيجل في حديث لـ"المدى"أن اللاعب الأكبر في العراق هو الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، موضحا أن الزيارات الأمريكية الأخيرة تأتي لدفع العملية السياسية إلى الأمام.ولفت الهيجل إلى أن هذه الزيارات تأتي ضمن خطة مرسومة للعمل من اجل إشراك العراقية في الحكومة التي سيترأسها المالكي وهو ما سيحدث خلال الأيام الثلاثة المقبلة إذ ستظهر نتائج تؤثر بشكل ايجابي في الحراك السياسي.
دولة القانون.. العراق لا يحتاج إلى مساعدة خارجية لحل خلافات الفرقاء
نشر في: 6 أكتوبر, 2010: 07:56 م