خليل جليليبدو ان ملف انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم وبما عرف عنه بشائكيته وتعقيداته مثلما عكست الحقائق في الفترة الأخيرة التي تلت مؤتمر أربيل الانتخابي الذي حُظي بغطاء فني وقانوني من قبل فيفا الذي غاب عنه عدد كبير من اعضاء الهيئة العامة، يبدو انه سيعود مجددا الى سطح الاحداث بعد انعقاد الاجتماع الذي دعا فيه الاتحاد لكي يلتئم فيه شمل اعضاء الهيئة العامة لمناقشة قضية حسم تحديد موعد ومكان الانتخابات وانهاء فصولها المثيرة الى الآن ولأسباب معروفة.
إن الهيئة العامة التي أقدمت على طلب تأجيل الانتخابات التي كان فيفا يستعد للاشراف عليها في مؤتمر أربيل قبل اشهر عدة وبرغم الاستجابة السريعة للاتحاد الدولي الذي واجه هذه المطالب بردة فعل غير متوقعة عندما قرر تمديد فترة عمل الاتحاد العراقي وحدد نهاية تموز المقبل سقفا زمنياً لإنهاء هذه الفترة باتت مطالبة في الوقت الحاضر واكثر من أي وقت بمتابعة ملف الانتخابات اذا كانت لديها رؤى واضحة وافكار تعتبرها شرعية وقانونية وان تبدأ تحركا سريعا جنبا الى جنب مع الادارة الحالية للاتحاد العراقي لمتابعة ملف الانتخابات والتحضير لها ومواكبة ردة فعل الاتحاد الدولي فيفا الذي سينقل اليه خلال الايام القليلة المقبلة محضر اجتماع الخميس الماضي.اما ان تبقى الهيئة العامة متخذة دور المتفرج وتمارس دور المعترض والمؤيد لقرارات الاتحاد العراقي من دون ان تتوغل بمعرفة الوقائع بكونها اعلى سلطة كروية فهذا يعني ان عمومية الاتحاد لا تريد ان تكون جزءاً مهماً من حل الامور، بل أداة او ادوات للتعقيد ليس إلا.إذاً، الزمان والمكان اللذان حددتهما الهيئة العامة لإجراء انتخابات اتحاد كرة القدم يعكسان رغبتها الواضحة في حسم هذا الملف لكن يبقى عليها ان تؤدي دوراً اكبر على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها وان تتحرك مع الاتحاد العراقي جنباً الى جنب لمتابعة الأمر وخصوصا في ما يتصل بردة فعل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاستماع الى مسؤوليه وممثليه لتزداد قناعات القضية وترسخ اكثر فأكثر لدى كل الإطراف المعنية بالأمر بدلاً من ان نعود الى المربع الاول مثلما يقال عن نقطة البداية لكل حدث.على عمومية اتحاد الكرة ان تكون اكثر وضوحاً واكبر مسؤولية في المرحلة المقبلة بدلا من ان تكون عاملا لعرقلة الاوضاع من دون ان تعي حقيقتها ومهامها وان لا تبقي على دورها الهامشي،عليها ان تتأكد جيداً من قرارات الاتحاد الدولي وقريبة من لوائحه وتعليماته ولها القدرة كما يفترض بإقناعه على القبول والموافقة على مقترحاتها وتوصياتها لكونها أعلى سلطة كروية في العراق وان تدرك مسؤولياتها الحقيقية والتاريخية.لقد عانت الكرة العراقية خلال الفترة القريبة الماضية من مشاكل الانتخابات كثيرا الى الحد الذي اخذت فيه منتخباتنا تدفع ثمن هذه المشاكل من خلال النتائج المتواضعة والإنهيار الذي اخذ ينال من هذه المنتخبات لاسيما ان اتحاد كرة القدم وهيئته العامة انشغل بقضية الانتخابات اكثر من أي اهتمام مفقود وغائب يفترض ان يوظف ويسخّر لحساب منتخباتنا، وخير دليل على ذلك ما تواجهه الكرة العراقية الآن.عموماَ ان اجتماع عمومية اتحاد القدم الأخير لا بدّ وان يحمل في طياته الكثير من الإرهاصات التي افرزتها الاحداث المثيرة المتعلقة بقضية الانتخابات واصبح الجميع ينظر الآن الى مستقبل هذه القضية وكأنها من اولويات الهيئة العامة اكثر من كونها تشكل اولويات الاتحاد نفسه.. فهل ستبقى الهيئة العامة ليس اكثر من مجرد ادوات للرفض والموافقة ام سيكون لدورها هذه المرة شكل آخر يختلف عما دأبت عليه سابقا وان تكون جادة ومؤثرة في فعلها اينما حلت واينما اجتمعت في المكان والزمان المحددين ؟نأمل من عمومية الاتحاد ان تتحكم بهما وان لا تهتز قناعات اعضائها بمجرد الحديث عنهما.
وجهة نظر: ملف الانتخابات مجدداً
نشر في: 8 أكتوبر, 2010: 05:18 م