عمار كاظم محمدالكاتب البيروي ماريو فارغاس يوسا صاحب روايات " موت في الانديز" و " حفلة التيس" أصبح الكاتب الأمريكي الجنوبي الثاني في التاريخ الذي يفوز بجائز نوبل وأفضل وصف لهذا الروائي هو رجل عصر النهضة المعاصر فهو سياسي وكاتب مسرحي
وفنان وناقد سينمائي وادبي وكاتب مقال وربما أفضل ما عرف عنه كونه واحدا من مجموعة روائيين الذين أوصلوا أدب أمريكا اللاتينية المعاصر إلى الطليعة عالمياً . هو مسحور دائما بأدب وثقافة أمريكا اللاتينية وأتذكر قبل عدة سنوات حينما حصلت على نسخة من روايته العمة جوليا وكاتب النصوص لقد كانت رواية ممتعة ونصف سيرة ذاتية تمتلئ بالأشخاص الغريبي الأطوار وخطوط الحبكة التي تمزج الخيال بالحقيقة وقرأت أيضاً روايته موت في الانديز التي تنقلنا الى جو مقلق لهذا القتل الغامض نوع من القطيفة الزرقاء البدائية التي تشبه الجبال البيروية حيث نشاهد تناثر الحكايات الخرافية في أنحاء الرواية كافة بشكل مذهل ومؤلم بشكل جميل . لقد فاز يوسا بالعديد من الجوائز بضمن ذلك جائزة كارنفاس في اسبانيا وجائزة نقاد الكتاب الوطني بالاضافة الى خسارته الترشيح في سباق رئاسة الجمهورية البيروية عام 1990 فيوسا لا يشعر بالخجل من عرض بصيرته الثاقبة في كل شيء من الأدب إلى السياسة . خلال السنوات الماضية كان هناك تراصف الروايات ممتازة يتضمن ادوارد البي وايزابيل الليندي ومايا انجيلو ساؤل بيللو اوسكار هيجلوس ستيفن كنج نورمان ميللر جويس كارول في معرض للكتاب في ميامي وهو مايلائم يوسا للتوقف لتوزيع روايته "حفلة التيس" حيث يصور العيد العهد الديكتاتوري الدومنيكي المستبد والعديم الرحمة للدكتاتور رفائيل تورجيلو الذي اغتيل عام 1961 . ومع الجالية الكوبية الكبيرة بالإضافة الى جاليات المهاجرين من البلدان الكاريبية والأمريكية اللاتينية ، سكان ميامي كانوا حساسين جدا لقضايا الظلم السياسي واساءة استخدام السلطة حيث يحتاج المرء فقط الى زيارة نوافذ المقاهي وطاولات المطاعم لهذه المدينة لكي يجد اولئك الذين خاطروا بكل شيء لكي يأتوا هنا ، البعض قدم بالطائرة والبعض أتى بالقوارب بينما كان البعض الاخر قد أتى بتلك السفن المبنية بهمجية التي تبدو مباركة بالدخول المقدس لمضايق فلوريدا الى هذا المكان الذي تهمس انفاسه الاستوائية بوعود بحياة أفضل . في ميامي ما هو شخصي فهو سياسي وقد التقينا بماريو فارغاس يوسا في لوبي فندق انتركوتننتال وكان يرتدي معطفا رياضيا رصاصيا وبنطالا رصاصيا وقميصا مخططا رسميا وهو ينظر مثل استاذ جامعي مجامل فهو في منتصف الستينيات من العمر وحياته المميزة وقصة شعره التي تسمى " الملح والفلفل " ما زالت لها القدرة على ان تدير رؤوس النساء . وقد تم سؤاله عن مدينة نيويورك بعد أحداث 11 أيلول فأجاب " المدينة تتعافى والحياة تغدو فيها بوضع طبيعي وقد صدمت فعلا حينما مررت بحي وول ستريت حيث كان شبح الأبراج يتراءى لي لكن سكان نيويورك قد واجهوا الكارثة بقوة عظيمة " . وقد أوضح ان روايته " حفلة التيس " تعود فكرتها الى 25 عاما مضت حينما زار جمهورية الدومنيكان للقيام بمشروع فيلم وبقي هناك لعدة أشهر أثناءها كان يسمع لغطا من القصص عن الديكتاتور رفائيل ترجيلو واعتقد ان امريكا اللاتينية لم تعان يوما نقصا في الديكتاتوريين لكن تورجيلو كان رمزا للديكتاتوريات في التصرف والبشاعة فقد كان فريدا في وحشيته وفساده وانتهاكه لحقوق الإنسان فقد خلق ترجيلو اوبرا في حياته الواقعية كان هو المخرج فيها والممثلون هم شعب الدومنيكان . لقد شجع هذا العرض الكبير يوسا على ان يتخيل كتابة الرواية وليس كتابا تاريخيا كما يقول . وتتوافق مع اعتقاده الفلسفي المتكرر في ان الرواية يجب ان تعزز وتضخم الحياة لا ان تعيد حساباتها المجردة، لذا اخذ بعض الحرية مع التاريخ لكنه اضاف ان الحقائق ضرورية لانه كان وفيا للحقيقة. حينما تم سؤاله كيف تبدو الكتابة والبحث في مقاطع تتحدث عن تعذيب القتلة المأسورين غمز بعينه قائلا بلغة انجليزية ساحرة " لقد كان ذلك ، كيف يمكن ان أقول ؟ انه مقزز " ورغم ذلك فهو يعرف انه لا يستطيع تفاديه لأن ذلك العنف كان جزءاً من شخصية الديكتاتور . فيما يتعلق بالكتابة فان مواضيع كتابه كانت تتعلق باشياء تمس حياته على الرغم من انه ما كان يذهب للبحث عنها حيث يقول " انا لا اختار المواضيع ، فهي التي تختارني " وحينما يحدث هذا فهو يشعر بالفضول وحتى قبل ان يبدأ بالكتابة كان يعمل على تخطيط الحوادث والشخصيات والحبكة والمأساة وعندما يبدأ يعمل بجد وبشكل منضبط جداً قائلاً " إن كل رواية هي مغامرة " مضيفا " أنا لا أحب الشعور بالفراغ حينما ينتهي الكتاب ، وهي عملية من الممكن ان تستمر لعدة سنوات ولكي يستمر فهو يجمع المشاريع وقفز فورا إلى المشروع التالي قائلا انه لا يريد ان يشعر بالحنين الى المشاريع الماضية
يوسا: إذا بقي الأدب فسيكون بقاؤه سببه النساء
نشر في: 8 أكتوبر, 2010: 06:36 م