علي عبد الأمير صالحنال الكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا جائزة نوبل للآداب لسنة 2010 يوم الخميس الماضي السابع من تشرين الأول ( أكتوبر) ، حيث شرفت الأكاديمية السويدية واحداً من أشهر كتاب العالم الناطق بالإسبانية
وبوصفه ناشطاً سياسياً صريحاً رشح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية سنة 1990 في بلاده المضطربة .كتب فارغاس يوسا أكثر من ثلاثين رواية ومسرحية وكتب مقالات ، بضمنها ( حوار في الكاتدرائية ) ، ( البيت الأخضر) . في سنة 1995 ، حصل على جائزة ثرفانتس ، وهي أعرق جائزة أدبية بالإسبانية.إنه أول أمريكي جنوبي ينال نوبل للآداب التي تقدر قيمتها بـمليون ونصف دولار أمريكي ، منذ أن نالها الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز سنة 1982 ، وأول كاتب بالإسبانية يحصل عليها منذ أن حصل عليها المكسيكي أوكتافيو باث سنة 1990 .في حديثه للمندوبين الصحفيين في نيويورك قال فارغاس يوسا : " أنا ممتن جداً للأكاديمية السويدية . إنه لأمر غير متوقع على الإطلاق ، إنها أعجوبة حقيقية . في اعتقادي ، هذه الجائزة ، تشجيع كبير لأي كاتب . إنها تقدير من العالم أجمع " .وأوضحت الأكاديمية السويدية أنها منحته هذه الجائزة تتويجاً لأعماله التي " تجسد هيكليات السلطة وصوره الحادة حول مقاومة الفرد وتمرده وفشله ".وأسماه بيتر انغلوند ، السكرتير الدائم للأكاديمية " كاتب قصة موهوب بصورةٍ رائعةٍ جداً " ، لكتاباته تأثير بالغ في نفوس القراء.وقال انغلوند : " تمتاز كتبه دوماً بإنشاء معقد جداً ، لها وجهات نظر مختلفة ، أصوات متباينة ومواقع أحداث متنوعة " .كما أطرى رئيس بيرو ألن غارسيا فارغاس يوسا على " فكره المتفوق وروحه الليبرالية والديمقراطية . هذه الجائزة فعل هائل من أفعال العدالة ، والحقيقة كنا ننتظرها منذ سنوات شبابنا " .وقال يوسا الذي كان مرشحاً محتملاً لجائزة نوبل على مدى سنوات عدة : " في اعتقادي أن الأكاديمية السويدية لم تعترف بي فقط بل بأدب أمريكا اللاتينية كله ".تُرجمت أعمال يوسا إلى 31 لغة ، بضمنها الصينية ، الكرواتية ، العبرية والعربية .كما نالت كتاباته الإعجاب الشامل في أمريكا اللاتينية إلا أن تحوله التدريجي من اليسار إلى اعتناق رأسمالية السوق الحرة قد وضعه على خلاف دائم مع النخبة المثقفة في أرجاء المعمورة .ألقى يوسا المحاضرات ودرّس في عددٍ من الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية ، أمريكا الجنوبية ، أوروبا ، ويقضي حالياً هذا الفصل الدراسي في جامعة برينستون ، في برينستون بولاية نيو جيرسي .وأعربت توني موريسون ، التي نالت جائزة نوبل للآداب لسنة 1993 عن فرحتها بحصوله على هذا التكريم العالمي قائلةً : " إنه اختيار لامع الذكاء". برز يوسا بوصفه قائداً لما سُمي بـ (الموجة الجديدة) لكتاب أمريكا اللاتينية ، هذه الموجة التي تبوأت المشهد الأدبي سنة 1963 حين أصدر روايته المثيرة للجدل والتي زعزعت المعتقدات ( وقت البطل ) ، التي استندت إلى تجاربه في الأكاديمية البيروفية العسكرية ليونيشو برادو.في سن الخامسة عشرة عمل يوسا مندوباً صحفياً للجرائم التي تجري ليلاً . وفي عهد مراهقته انضم إلى خلية شيوعية وفر مع جوليا أوركويدي البالغة من العمر 33 سنة من أجل الزواج منها – وهي حماة بوليفية لعمه . وفيما بعد استلهم هذه الزيجة التي دامت تسعة أعوام في روايته الهزلية المهمة ( الخالة جوليا وكاتب السيناريو ) .في عقد السبعينيات من القرن الماضي هاجم يوسا كوبا التي يتزعمها كاسترو وببطء حوّل مساره السياسي نحو رأسمالية السوق الحرة. استقى يوسا إلهامه في الأعم الأغلب من موطنه لكنه آثر أن يعيش خارج بلاده في نفي فرضه على نفسه على مدى سنوات عدة وبصورةٍ مستمرة.وقال يوسا لدى إعلان حصوله على الجائزة إنه لا يريد أن يكون سياسياً ، لكنه يشعر أنه       " يجدر بالكاتب أن يشارك في الجدال العام " .ولد يوسا في اريكوبيا في بيرو في 28 آذار ( مارس ) 1936 ونال الجنسية الإسبانية بعد ثلاث سنوات على هزيمته في الانتخابات الرئاسية البيروفية .نشأ يوسا مع والدته وجده في مدينة كوشاباما في بوليفيا قبل أن يعود إلى بيرو سنة 1946 .من رواياته المترجمة إلى العربية: (حفلة التيس)، (امتداح الخالة)، (دفتر دون ريغوبيرتو) ، (شيطنات الطفلة الخبيثة) ، و(من قتل بالومينو موليرو) .