اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > رحلة أم بين رياض الأطفال..بعضها أشبه بالمعتقلات والحكومية لا تنفع الموظفين!

رحلة أم بين رياض الأطفال..بعضها أشبه بالمعتقلات والحكومية لا تنفع الموظفين!

نشر في: 9 أكتوبر, 2010: 07:48 م

تحقيق وتصوير/  إيناس طارق ذهبت الأم مع  طفلها لكي تضعه في إحدى رياض الأطفال النموذجية، إنها موظفة ولا تستطيع تركه لوحده في المنزل خصوصاً بعد أن التحق أخواه  بالمدرسة، والاختيار كان محيراً بين أيهما أفضل، هذه الروضة، أم تلك؟
وبدأت رحلة البحث عن الأفضل نتيجة كثـرة الإعلانات التي زينت اغلب المناطق  في بغداد.وفي إعلان كبير وضع في واجهة بيت  مطل على الشارع الرئيسي لمنطقة "حي الجهاد " أشير فيه  إلى افتتاح روضة وحضانة أطفال نموذجية، ويتم تعليمهم وفق مناهج علمية متطورة، وحاصلة على شهادة وإجازة  من وزارة التربية تسمح بممارسة المهنة. بناية الروضة  جدران البناية كانت مطلية بألوان وردية وبنفسجية، تبعث الاطمئنان وتعطي صورة لإمكانية تمتع ألأطفال بجو  هادئ وجميل،واستبشرت الأم خيراً بالرغم من أن الرصيف المقابل لبوابة الروضة الحديدي القديم، بركة مياه آسنة، والسياج لم يكن جداراً كونكريتياً إنما عبارة عن أسلاك رصت بشكل عشوائي حتى ارتفعت  لتكون بموازاة ارتفاع  الباب الخارجي، وحين دخلت لم تجد حديقة بل أرضاً "مصبوبة" لا زرع  فيها ولا ورد. إحدى المربيات جاءت ترحب بقدومها كانت ضخمة ومخيفة وصوتها غليظ وهيأتها لا تصلح إلا لأن تكون "سجانة"!.الروضة تتكون من "مطبخ"! وهي الغرفة الرئيسة أو الصف اليتيم في الروضة! وأنابيب الماء الملغية مازالت ملتصقة على الجدار،ومكان مفرغة الهواء يؤكد لك أنه كان في الأصل مطبخاً، هذه الغرفة صغيرة بائسة أرضيتها فيها مرتفعات ومنخفضات و فيها أكثر من 30 طفلاً،  ومراهقات يعملن كـ"مراقبات ومربيات ومعلمات " في الوقت نفسه، يمسكن جهاز الموبايل ويتبادلن "المسجات" والأطفال يتشاجرون فيما بينهم.  صراخ احد الأطفال علا، لأنه تلقى ضربة على رأسه، والآخر اختفى صوته من كثرة الصراخ! وهكذا المعركة تستمر.هذه الغرفة   تجاورها أخرى اصغر منها تسمى"حضانة"، وبعد ما  شاهدت الام ما حدث سحبت ابنها ذا الخمس سنوات من يديه لتهم بالخروج، خصوصاً بعد أن قالت لها معاونة المديرة  أن القسط الشهري مقابل ترك الطفل في مكان أشبه" بالمعتقل " يبلغ  75 ألف دينار يضاف إليه أجور نقل 20 إلف دينار، فضلا عن تأمين الطفل  بحقيبة مليئة باشكال وأنواع الشكولاته والعصائر  من قبل عائلته، اذا المجموع يقارب 100 ألف دينار شهرياً.وعند المغادرة قالت لها المعاونة: لن تجد أفضل من هذه الروضة في المنطقة! rnالبحث عن الأفضل قررت الأم التوجه الى روضة أخرى أفضل حالاً بقليل من سابقتها، وفي الداخل لاحظت وجود فتاة صغيرة منعزلة عن أقرانها  ولا تحب الجلوس مع بقية الأطفال وتصرخ أن اقتربت  منها  المعلمة، سألت عن حالها فعرفت إنها كانت تعاقب وتسجن في غرفة أبوابها حديد في إحدى رياض الأطفال، لأنها كثيرة اللعب،وكان عمرها سنتين ولا تستطيع أن تخبر عائلتها بما يحدث لها،ولولا صحوة الضمير لإحدى المعلمات التي أخبرت عائلتها وعوائل أخرى عما يحدث لأطفالهم لكان الان جميعهم  قيد الاعتقال في تلك الروضة! ومع الأسف لم يقدم عوائل الأطفال شكوى ضد إدارة الروضة  تجنباً لحدوث مشاكل، وعلى حد تعليق احد الآباء ان المديرة  "مسنودة"!!ومن جانب آخر تقول مروة إياد موظفة في وزارة الصحة: أنا  وزوجي نعمل في الوزارة  ولديّ طفل في حضانة حكومية  وأنا جد مطمئنة على الأطفال هناك لأنهم فعلاً في إياد أمينة، وأضافت: إننا نفضل الحضانات الحكومية لأن مستوياتها متطورة وهدفها الطفل وليس المادة.والأجور رمزية إذ لا تتعدى الـ 2000 دينار  شهريا، بينما تقول سمر احمد وهي تعمل في القطاع الخاص: انها اضطرت إلى وضع ابنها في الحضانة الأهلية منذ كان عمره سنة واحدة، وهو الآن في الخامسة، ومجموع ما دفعته خلال الأربع سنوات السابقة يصل إلى 2 مليون دينار تقريباً، لان  القسط يضاعف كل سنة عن سابقتها وهو الآن تعدى مرحلة الحضانة  والتحق بالروضة وقسطه الشهري أصبح  85 ألف دينار وهذا المبلغ يعتبر مستقلاً عن المصاريف الأخرى مثل " أجور النقل والطعام  " وتضيف " لا استطيع وضعه في روضة  حكومية لان دوامها ينتهي في الساعة الـ 12 ظهراً وأنا أعود إلى البيت في الساعة 4 عصراً،إذاً أنا مضطرة لذلك.فيما تقول عبير الجلبي مديرة دور حضانة الدولة للأطفال لـ"المدى": ان عدد دور الحضانة الحكومية يبلغ بحدود عشرين داراً....في بغداد فقط، وحقيقة الأمر ان الحاجة لرياض الأطفال عالية جدا إذا أردنا القياس حسب نسبة السكان، ولدينا أفكار عديدة في هذا الشأن، منها فكرة إنشاء دور الحضانة في مقرات الوزارات والدوائر المهمة بعدما نجحت تجربة مثيلاتها القائمة حاليا في بعض الوزارات، ولدينا الآن مراسلات مع و

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram