TOP

جريدة المدى > سياسية > بغداد تتغير مع موجة "المولات".. والزبائن يكسرون رتابة شوارعها

بغداد تتغير مع موجة "المولات".. والزبائن يكسرون رتابة شوارعها

نشر في: 9 أكتوبر, 2010: 08:17 م

 عن: هيرالد تربيونيبدو ان الاهمال الواضح لا يتماشى مع هذا الطريق المعبد الذي يمر من امام"بوتيك"النساء الحديث فرخامة الصقيل على الارضيات يتناقض مع الحصباء المتناثرة على الطريق السريع وحالما يعبر الزبائن المستعجلون ابوابه الزجاجية المزدوجة والمتألقة تاركين النفايات ورائهم، يتغير مزاجهم على الفور وفي الداخل تنخفض درجات الحرارة بسرعة شديدة الى نحو مريح بينما يبدو هذا المخزن في اسلوبه وتخطيطه يمكن ان يجعلنا نشعر بسهولة انه"بوتيك"عصري في بيروت.
وهناك اعمال تجارية جديدة تفتتح في بغداد وهي تزدهر في الواقع حتى في وسط الخروقات الامنية فالقطاع الخاص الغني يتقدم ويقوم بمبادرات جديدة. يقول مدير المخزن حامد عبد الجليل الرفاعي وهو مدير سوق"فاملي سنتر"لقد استغرق سبعة اشهر والكثير من الاموال وباع المستثمرون اعمالهم التجارية السابقة لتكوين هذا المكان".لقد تم افتتاح هذا السوق في بداية العام وعلى العكس من محال الوجبات السريعة المنتظمة التي تعودت عليها بغداد فهذا المكان عبارة عن سوق مركزي متعدد الطوابق يضم قسما للطعام الطازج وممرات مخصصة للأطعمة في الطابق الارضي يمكن مقارنته مع اي سوق كبير آخر في العالم ما عدا العدد الكبير من الحراس فيه فهو منظر مرحب به ويضم سلسلة من المتاجر واعمال تجارية غربية مترابطة كانت قد اختفت بشكل تدريجي من العراق عند صعود حزب البعث الى السلطة في انقلاب عام 1968. ان اجراءات تشغيل هذا السوق الكبير هو عملية غير مألوفة في العراق فالطعام والعربات التي يمكن تحميل البضاعة التي تم تسوقها لا يمكن ان ترى في اي مكان حيث ترى ان بعض الممرات مجهزة بادوات المطبخ واصناف مختلفة من"دوش الاستحمام"والملابس.يقول فريد سعدون صالح وهو مستخدم في هذا السوق"مباشرة بعد العصر او بعد الفجر نقوم بتحميل بضاعتنا بعجالة الى السوق على شكل دفعات في سيارات صغيرة".واضاف الرفاعي قائلا"نحن لا نستطيع الاعتماد على المجهزين البعيدين فنحن نشتري من المجهزين القريبين". مضيفا"الاعمال جيدة لكن المستخدمين يبتعدون عن الاضواء بسبب خوفهم الاكبر من التعرض الى الاختطاف حيث توضع حياة اي شخص في العراق مقابل المال". هناك صالة عرض اخرى متعددة الطوابق غاصة باثاث البيت والمكتب تسمى صالة"السلام"وقد تم افتتاحها خلال العام الماضي يقول صاحبها سلام جابر مهدي"العمل جيد"لكن حظه السعيد يعزوه الى سبب نفسي حيث يقول"ان الناس تشتري لكي تتخلص من اليأس ولكي تقنع نفسها ان الحياة تجري بشكل طبيعي"ولمدة 35 عاما كان السيد مهدي يعمل في النجارة واللحام وقد عاد في الثمانينيات قائلا"لقد اعتدت على ان اعمل ليلا ونهارا لانهاء اجنحة الشركات الاوربية في معرض بغداد الدولي منتقدا النظام السابق كونه لم يعمل بجد في قطاع الصناعة قائلا لقد قتلوا هذا القطاع". وللتعبير عن احساسه بالمرارة عرض مكتبا صقيلا من الخشب وقال انظر كم هو قوي بالمقارنة مع العينة الصينية الضعيفة لكن بسبب انخفاض اسعار البضائع الصينية فالناس تشتريها وانا لا استطيع المنافسة معهم في ذلك لكنها اقل اثارة لقلقه حيث يقول ان عمليات الصيانة والمرشحات والبنزين والوقود تمتص مبلغا كبيرا من صافي الارباح. العلاقات بين العاملين في العراق ليست مثل العلاقات في اي مكان آخر في العالم فمثلا لو تأخر عامل او عاملة عن العمل فانه عادة ما يتوقع توبيخا من مرؤوسه على التاخير لكن هذه الحالة غير موجودة في بغداد حيث تجري احداث بامكانها عرقلة الحياة في اي لحظة حيث يقول السيد مهدي"ان ضغط دمي يرتفع من القلق حينما لا يأتي احد من عمالي". مركز الحاجات البيتية في بغداد والذي يدعى"أيكة بغداد"في الكرادة فهذا المكان الصغير الذي كان ذات مرة طابقا واحدا يزدهر الان الى صالة عرض بثلاثة طوابق واسعة يقول علاء غناوي مدير وشريك"لقد افتتحنا هذا المكان في قمة الازمة عام 2007، لقد كان الامر تحديا لكن بمعونة الله قد استمرينا". السيد غناوي مثل اي تاجر في العراق يعطي الاولوية لارضاء الأذواق المختلفة للزبائن ولجلب الاموال قائلا"قبل الآن كنا نستورد فقط من تركيا والصين لكن هذي الايام اصبحت اسبانيا مصدرنا الاول للاستيراد"واضاف"نحن سنقوم بترميم واجهة البناية وسنقوم بتبليط الرصيف ومكان وقوف السيارات"ولمح أيضاً الى انهم ربما سيقومون بتبليط الطريق المؤدي الى السوق على حساب المالك الخاص قائلا"اننا لو بقينا ننتظر الحكومة فلن يقوموا بفعل شيء، كل هذا وعلينا ان ندفع 200 دولار يوميا للمجهزين الخاصين بالوقود والكهرباء لأن الدولة مازالت غير قادرة على تجهيزنا بذلك". وقال غناوي ان الوجه الجديد لمخازن بغداد عائد في الحقيقة الى ان العراقيين يستطيعون السفر الى الخارج بسهولة اكثر بكثير مما كان عليه الحال ايام النظام المباد ومن الطبيعي ان يتأثروا بما يرون هناك كما ان الفهم الاكبر عما هو متوفر في اماكن اخرى يأتي أيضاً مما يعرض في التلفاز والانترنيت والقنوات الفضائية حيث غالبا ما يتساءل الناس لماذا ليس لدينا"مول"او سلسلة مطاعم للوجبات السريعة كما في البلدان الاخرى لذا فان بغداد مازالت سوقا خاما واي تطور يحصل يكون مرحبا به ومقدرا من قبل سكانها.  ترجمة:

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تضاربات بين مكتب خامنئي وبزشكيان: التفاوض مع أمريكا خيانة

حماس توافق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى

البرلمان يعدل جدول أعماله ليوم الأحد المقبل ويضيف فقرة تعديل الموازنة

قائمة مسائية بأسعار الدولار في العراق

التسريبات الصوتية تتسبب بإعفاء آمر اللواء 55 للحشد الشعبي في الأنبار

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

القصة الكاملة لـ
سياسية

القصة الكاملة لـ"العفو العام" من تعريف الإرهابي إلى "تبييض السجون"

بغداد/ تميم الحسن تلاحق الأزمات الإطار التنسيقي الشيعي، الذي يقود الحكومة منذ أكثر من عامين، بسبب عدم تنفيذ مطالب الشركاء.وتقاطع أكبر كتلة سُنية في البرلمان الجلسات بسبب "العفو العام"، فيما يُذكّر رئيس المجلس، الذي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram